الوسط الرياضي السعودي مليء بالصالحين ولا يعني ذلك عدم وجود الطالحين وما دون ذلك، أيضاً وتلك الفئة التي سارعت بالتطوع بهدف التخريب بالاتصال بالمدرب الأرجنتيني بيكرمان وحثه على عدم قبول عرض النصر، وتحذيره من أن النادي يتأخر في صرف الرواتب وينهي عقود المدربي؛ مثل هذه الفئة تقع في دائرة ما دون ذلك. وهذا يعني أنها بأفعالها المشينة أدنى درجة من الطالحين، كونها تقوم بأعمال قذرة؛ هي في حكم البذاءة والإضرار بمصالح الآخرين وتشويه سمعتهم خارجياً ومحاولة وأد جهودهم وإدخالهم في دوامة من الإرتباك والقلق. كما أن مثل هذه الفئة إذا كان لها حسابات مع أشخاص فلتصفيها بعيداً عن الكيان النصراوي وجماهيره التي كدرها وأزعجها وجود نوعية من البشر هم أشبه ب(خفافيش الخراب) وليس الظلام فقط. ورئيس النصر الأمير فيصل بن تركي عبر صفحته في (تويتر) أعلن عن تذمره من مثل هذه السلوكيات (غير الرياضية)، والتي تأتي امتداداً لحرب مفتوحة ومعروفة الهدف، وهناك من يلعب على المكشوف، وهناك من تطوع أو طوع بأن يلعب دور مخلب القط. كما أن الأمير فيصل في حديثه أمس للزميلة جريدة المدينة ذكر أن مدير أعمال المدرب الأرجنتيني أبلغه أن (شخصيتين رياضيتين) اتصالا به وحذرا من التعاقد مع النصر؛ وهذا يعني أن تحديد الشخصيتين ليس بالأمر المعقد. ويصنف مثل هذا العمل (الصبياني) ضد مصلحة نادٍ من أندية الوطن أنه في حكم الأعمال (غير المسؤولة) وحتى لا تتكرر مع نادٍ آخر مطلوب من رئيس النصر، والذي يبدو من تذمره بأفعالها أنه ضاق ذرعاً أن يكشف عبر صفحته في (التويتر) أو من خلال بيان صحفي عن هؤلاء الذين لا يريدون للنصر ولا يريدون له خيراً ويشهر بهم في وسائل الإعلام وكشفهم أمام الجماهير الرياضية. وإذا ترددت إدارة النصر في التأخر في الكشف عن هؤلاء لاعتباراتها الخاصة ربّما يكشفهم الزميل محمد سعدون الكواري الإعلامي النشط في قناة الجزيرة وهو الذي بدد أقاويل راجت عن ديانه المدرب الأرجنتيني بيكرمان المحلل الفني في (الجزيرة)، خاصة وأن الزميل الكواري قريب من المدرب ومدير أعماله. يبقى القول إن ترك مثل هذه الفئة بدوافعها (غير النظيفة) تسرح وتمرح دون وضع حدٍّ لتجاوزاتها سيشجع منهم في منزلتهم لإلحاق الأذى بالآخرين دون وجه حق وإذا كان النصر بسبب ظروف مالية تأخر في صرف الرواتب، هذا لا يعني أنه يأكل حقوق الآخرين ولا يحترم تعاقداته، فكل من تعاملت معهم الإدارة الحالية أخذوا حقوقهم وفق عقودهم أو بالتراضي. كما أن سلوكاً تخريبياً على هذا النحو يظهر في بعض المواسم ويغيب في أخرى، وقبل أن يصل إلى حد ظاهرة متفاقمة يصعب السيطرة عليها لابد من مواجهته قبل أن يكبر؛ فالكرة السعودية فيها من الصراعات الداخلية ما يكفيها ونقلها إلى الخارج فيه مساس مؤذٍ لسمعة الكرة السعودية. وتبقى إشارة: إن خبر تعاقد النصر مع كابتن منتخب الجزائر والمحترف في فريق بوخوم الألماني المدافع عنتر يحيى يؤشر على أن الدقة في الاختيار حاضرة وأن (هواة التخريب) سيرد عليهم المستطيل الأخضر، ويبقى تدعيم الوسط والهجوم لتعزيز جميع خطوط الفريق لبلورة كتلة فنية متحركة ومتناغمة تضع مدرب الفريق أمام خيارات مريحة لتنفيذ خططه.