للأسف ان هناك الكثيرين ممن يعتقدون ان اللاعب الذي يصل لسن التاسعة عشرة لايزال صغيرا وغير قادر على اللعب في الفريق الأول وذلك لكونه يفتقد الخبرة اللازمة ويقولون انه بحاجه لمزيد من الوقت. في كل موسم يمضي يقال نفس الكلام حتى يصل اللاعب الشاب لمرحلة يشعر فيها بان مشاركته في الفريق الأول اصبحت حلما من الأحلام وكأن هؤلاء مازالوا متأثرين بأغنية ابوبكر سالم ( عادك إلا صغير ). اذا كان اللاعب الشاب لايزال صغيرا ولايملك الخبرة فالسؤال الذي نبحث له عن اجابة متى يكتسب هذا اللاعب الخبرة ؟ هل عندما يتقدم به العمر او يكتسبها من خلال التدريبات او من المباريات الودية او الرسمية ؟. هناك حالة من الخوف والتردد تسيطر على الكثير من الأندية وهذه العدوى انتقلت ايضا للكثير من المدربين ولهذا تجدهم لايملكون الشجاعة لاشراك اي لاعب شاب ويعتقدون ان اعطاء الفرصة لهذا اللاعب هو مغامرة قد تعجل برحيلهم الى ديارهم. نقولها بكل صدق هناك البعض من المدربين لايجيدون فن التعامل مع اللاعبين الشباب والمواهب وتجدهم غير قادرين على تطوير امكانياتهم وصقل موهبتهم والزج بهم في صفوف الفريق الأول ولهذا هم دائما ما يرددون ( انهم لاعبون جيدون ولكن الوقت غير مناسب لاشراكهم ) حتى ينتهي الموسم ويموت طموح هؤلاء اللاعبين الشباب. المدرب الذي يملك الشخصية القوية والحنكة التدريبية يعرف كيف يعد ويطور اللاعبين الشاب ويختار لهم التوقيت المناسب للمشاركة وتجده لا يفرق بين لاعب صاعد ولاعب نجم ولهذا تجد النجوم يقدمون كل ما لديهم حتى لا يكون مصيرهم دكة الاحتياط وبالمقابل الشباب يقاتلون بانتظار فرصة اللعب. لنا مثال كبير في المدرب ( فيرجسون ) الذي تحدث كثيرا عن اهمية سيطرة المدرب على الفريق وتحكمه الكامل باللاعبين وقال ان هذه الأمور اساسية جدا في تحقيق النجاحات ولهذا عندما يدخل لاعب جديد في مانشستر يونايتد اول نصيحة سوف يتلقاها ( سر بجانب الحيط واحذر غضب السير ). مشكلة اخرى تواجه اللاعبين الشباب وهي عدم صبر الجماهير عليهم فبمجرد مشاركة احدهم ينظرون اليه بأنه لاعب خارق ويجب ان لا يصدر منه اي خطأ فان اخطأ في تمرير كرة صاح بعضهم ( وش هاللاعب الفاشل) وان لم يرفع كرة بشكل جيد نادى احدهم ( طلعوه بره ) وان سدد كرة وذهبت للخارج صرخ الكثيرون ( منزلين لاعب عمي مايشوف )!. وفي الأرسنال ظل المدرب ( فينغر ) وفيا لسياسة الشباب الذي يعتقد انها تجني ثمارها بالمستقبل ويقول نحتاج في كرة القدم للصبر نملك لاعبين في 21 و22 من عمرهم لايمكنهم إلا ان يتطورا للافضل وهذا يجعل فريقنا في موقف جيد للغاية لعدة سنوات. اما ( مورينهو ) فله فلسفة خاصة وجميلة عن اللاعبين الشباب يقول انهم اشبه بفاكهة البطيخ تماما انت لاتعرف مذاقها اذا كان جيدا إلا عندما تفتحها وتتذوقها بنفسك ، احيانا تملك بطيخة رائعة المظهر ولكن مذاقها سيئ ولكن بطيخة اخرى سيئة المظهر الخارجي ولكنك عندما تفتحها تتذوق مذاقا رائعا. اخيرا .... اعطوا الفرصة للشباب ... وجربوا البطيخ