شهد جنوب الصومال في منتصف 2011 أسوأ مجاعة منذ 20 عاما، وأسوأ موجة جفاف تمر به منذ ستين عاما، ومات عشرات الآلاف من الأشخاص أغلبهم من الأطفال، وبات أكثر من نصف سكان البلاد عُرضة لخطر المجاعة. الأمر الذي دفع الجامعة العربية بتوجيه نداء عاجلاً للدول العربية والمنظمات المتخصصة وجمعيات الهلال الأحمر ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص العربي لاستنفار طاقاتهم وإمكانياتهم لنجدة المتأثرين بالجفاف في الصومال، والمساهمة في إنقاذ النازحين واللاجئين الصوماليين بتقديم مساعدات إغاثية عاجلة من غذاء ومياه وأدوية ومأوى. وكعادة المملكة دائما بالإسراع في تلبية نداءات الخير، فقد أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتخصيص يوما وطنيا في مختلف مدن السعودية لجمع التبرعات لمساعدة الشعب الصومالي الذي يعاني من المجاعة والجفاف. وجهّزت المملكة حملة وطنية لإغاثة الشعب الصومالي، وسيرت أولى بواخر الجسر البحري محملة بالمواد الإغاثية المتنوعة والبالغة زنتها 3920 طنا من ميناء جدة الإسلامي إلى العاصمة الصومالية مقديشيو. كما أعدّت الحملة خطة عمل بالتنسيق مع أكثر من منظمة ومؤسسة إنسانية لتوزيع تلك المساعدات على المتضررين داخل الصومال، واتخاذ كافة الإجراءات المطلوبة لضمان سرعة وصولها وتوزيعها على المتضررين للتخفيف من معاناة الأشقاء في الصومال والوقوف معهم في محنتهم وتلبية احتياجاتهم الضرورية وتقديم العون والمساعدة لهم. والمملكة كانت ولا تزال على المستوى الرسمي والشعبي الأولى في مد يد العون والمساعدة، منذ تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية في الصومال، وقدّمت العون سواءً عبر مساهمتها الصادقة في رأب الصدع والخلاف بين القوى السياسية المتنازعة لإعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي للصومال، وكذلك عبر المساعدات الإنسانية والطبية والحيوية اللازمة التي قدمتها في فترات متفاوتة.