نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حصل على الأغلبية في الحكومة الأمنية المصغّرة لضرب إيران "حتى دون موافقة أمريكية".فإلى أي مدى يبدو هذا التهديد واقعيا ؟ وهل من الممكن أن يؤدي قرار إيراني مماثل إلى تأزم العلاقات بين واشنطن وإسرائيل ؟ و ماذا عن الرد الإيراني؟أسئلة يجيب عنها المراسل العسكري في الإذاعة الإسرائيلية إيال عليما. كثر الحديث عن التهديدات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران. هل تعتبر أن تأييد الحكومة الأمنية المصغرة لشن ضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية يحمل جديدا ما ؟ التقرير الذي نشر بهذا الشأن هو تقرير افتراضي وحتى إن كان صحيحا فهو غير مفاجئ نظرا لتوازن القوى داخل المجلس الوزاري المصغر علما بأن القرار سوف يتخذ في نهاية الأمر من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يهود باراك. وبالتالي سوف يطرح القرار على المجلس الوزاري للمصادقة عليه. وفي حال اتخذ هذا القرار، هل هناك من استراتيجية دفاعية أو أهداف إيرانية محددة يمكن لوزارة الدفاع الإسرائيلية أن تبادر بضربها ؟ هذا هو ربما السؤال المهم. هل هناك منشآت معينة وأهداف محددة ؟ بعض التحليلات أشارت إلى أن حجم القوات التي تحتاجها إسرائيل للقيام بمثل هذه العملية تستوجب حوالي 100 طائرة حربية على الأقل، لذلك لا نعلم ما هو حجم العملية التي تخطط إسرائيل القيام بها مع العلم أنه يصعب القضاء أو وقف البرنامج النووي الإيراني عن طريق عمليات محددة. ألا تتخوف إسرائيل من رد إيراني ؟ بعض التقديرات تشير إلى تعرض إسرائيل إلى سقوط العشرات من القذائف والصواريخ من جهات مختلفة وليس من إيران فقط وإنما أيضا من الجهة الشمالية عن طريق "حزب الله" اللبناني وربما أيضا من قطاع غزة الذي قد ينضم عن طريق حماس والجهاد الإسلامي ومنظمات أخرى إلى ضرب إسرائيل. وهذا يعني أن إسرائيل ستتعرض إلى حملة عسكرية شاملة. هناك البعض التقييمات لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية التي تقلل من خطورة هذه الضربة وهناك موقف يقول إنه مهما كان الرد الإيراني فإنه أفضل من مواصلة البرنامج النووي الإيراني. ولكن حتى هذه المرحلة فإن القرار لم يتخذ بعد، وقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي هذا بشكل واضح لدى عودته من الولاياتالمتحدة أخيرا. بالنسبة للولايات المتحدة ، هي تحاول بكافة الطرق ثني إسرائيل عن أي هجوم ضد إيران خاصة وأنها مقبلة على انتخابات رئاسية، من جهة أخرى يتوجه رئيس الأركان بيني غانتس إلى الولاياتالمتحدة وكندا لمناقشة التعاون العسكري والقضايا الأمنية المشتركة. ألا يوجد تناقض في هذا الشأن ؟ لا يوجد تناقض حقيقي بين الموضوعين لأن العلاقات القائمة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة هي علاقات استراتيجية تخدم المصالح الأمريكية كما المصالح الإسرائيلية. لكن هناك بعض القيود المفروضة على إسرائيل وعلى سبيل المثال رفضت الولاياتالمتحدة بيع إسرائيل القنابل الخارقة للمواقع التحت أرضية. غير أنه في نهاية الأمر وافقت الولاياتالمتحدة على تزويد إسرائيل بعدد ضئيل من هذه القنابل. والسؤال هو: هل تستطيع إسرائيل الاتجاه إلى مثل هذه الخطوة المصيرية دون مشاورة الولاياتالمتحدة ؟ في هذا الإطار هل يمكن أن يتحول التوتر العسكري الإيراني الإسرائيلي إلى أزمة دبلوماسية بين واشنطن وإسرائيل ؟ بلا شك أن هذه الأزمة قائمة ولم تبدأ على خلفية الملف النووي الإيراني وإنما منذ ولاية الرئيس باراك أوباما. لقد لاحظنا توترا وخلافات، بعضها لأسباب شخصية، بين رئيس الوزراء بنيامين نتاياهو والرئيس باراك أوباما. هل من الممكن للولايات المتحدة أن تغض الطرف وتسمح بهجوم إسرائيلي على إيران في ظل الوضع المشتعل في منطقة الشرق الأوسط ؟ ماذا تستطيع أن تواجهه إسرائيل بشكل عملي، لا أظن ذلك. ربما هذه المخاوف الموجودة من أن تضطر الولاياتالمتحدة التورط في معركة عسكرية شاملة في منطقة الشرق الأوسط دون أن ترغب في ذلك.