لا يجد الشباب في جدة أماكن مهيئة بشكل جيد لقضاء فراغهم في مزاولة الألعاب الرياضية مثل كرة القدم أو كرة السلة، ولذلك قام بعض المستثمرين بتجهيز ملاعب رياضية، ثم قاموا بتأجيرها للشباب بالساعات، غير أن الشباب جميعهم لا يملكون المال الكافي لاستئجارها بشكل متواصل، ولذلك برزت الحاجة إلى وجود داعمين لهم من أصحاب الشركات والمؤسسات والقطاع الخاص، كما أن دور البلدية "أمانة جدة" يكاد يكون صفراً في توفير مثل هذه الملاعب، وكذلك رعاية الشباب.. وهنا تقرير ل"البلاد" عن هذه المسألة. شباب جدة في البداية تحدث معي مجموعة من الشباب (هيثم سعد، وهاني سليم، وحامد علي) فقالوا: نحن نحب الرياضة بكل أنواعها من سباحة وألعاب قوى وسلة وطائرة وقدم، ولكننا لا نجد أمامنا في مدينة جدة سوى أراض ترابية، يكون اللعب فيها خطراً جداً، حيث يمكن أن تحدث للشاب إصابة، وقد تكون بليغة أو يصعب الشفاء منها، بحيث تتحول إلى علّة دائمة. ملاعب ترابية وقالوا: من أجل ذلك نحن نهرول هنا وهناك بحثاً عن مكان يكون أفضل من سابقه، فبعض المخططات يكون فيها أماكن ذات تربة لا بأس بها، أفضل من تلك التي تكون صلبة وبها أحجار متناثرة كثيرة، ثم نقوم لعد أيام بتنظيفها بجهود ذاتية لكن ذلك لا يمنع أن نقول إن الوضع غير طبيعي، لأن الطبيعي أن توفر لنا البلدية المكان المناسب لممارسة رياضتنا المفضلة. وأضافوا: كلما حاولنا أن نؤسس لنا مكاناً نفاجأ بأن بعض أصحاب المكان (العقار) يأتي ويطردنا منه، بحجة أننا نمارس نشاطاً فوق ممتلكاته، فننتقل إلى مكان آخر ونظل نعمل على تسويته وتهيئته عدة أيام ثم يتكرر معنا الموقف، بأن يأتي صاحب الأرض ويمنعنا. استئجار الملاعب وقالوا: لم يبق لنا إلا أن نستأجر الملاعب التي قام عدد من المستثمرين الصغارن ممن حاول أن يقيم ملعباً لكرة القدم، ومرفق به أحياناً ملعب صغير لكرة السلة والطائرة، ثم يقوم بتأجيره للشباب بواقع يتراوح بين 200 - 300 ريال لكل مباراة (ولمرة واحدة) ولكن هذا الأمر رغم أنه كما يبدو ظاهرياً أنه الحل، لكنه في جوانب كثيرة له مردودات غير مناسبة، فهو أولاً يحتاج منا إلى المال الذي ندفعه كإيجار (وباستمرار) مباراة وراء أخرى، وتمرين وراء تمرين، فمن أين لنا أن نجد المال الكافي هكذا بشكل مستمر. الإنجيلة الصناعية ثم إننا (أضافوا): لا نثق في الإنجيلة الصناعية وهي المادة الغالية على أرضيات الملاعب المؤجرة، فهي وكما هو معروف طبياً لا تكون آمنة بشكل تام للاعب أو الشاب لكي يركض فوقها بأمان، إضافة إلى مخاطر السقوط عليها، بعكس ما لو كانت مزروعة بالعشب الطبيعي، ولكن هذا هو المتاح على أية حال. وفروا لنا ملاعب وختموا بالقول: نحن نناشد الجهات الرسمية توفير ملاعب للشباب في جدة، وكل المدن والقرى، كما نناشد رجال الأعمال وأصحاب الشركات والمؤسسات أن يدعموا الشباب ويقفوا معهم في حاجتهم إلى إمكانيات مادية تساعدهم على ممارسة انشطتهم الرياضية والثقافية وغيرها، وهذا في الواقع لا يتوفر إلى عند عدد قليل من أصحاب القطاع الخاص الذين نراهم يمدون يد العون للشباب فجزاهم الله خيراً. خدمة الشباب واجب وتحدث معي (محمد علي رضا) من القطاع الخاص من ماكدونالد فقال: إننا نؤمن بحق الشباب في ممارسة نشاطهم الرياضي وهوياتهم الثقافية والفنية والرياضية، ولذلك فنحن كقطاع خاص نسعى إلى مدّ يد العون له، وسبق وأن مارسنا ولله الحمد دورنا في (المسؤولية الاجتماعية) برعاية عدد من الفعاليات الرياضية، وكما نرى فنحن الآن (موعد المقابلة مع الأخ محمد) نقوم بدعم بطولة جدة لكرة السلة من منطلق قناعتنا بدورنا في تحفيز الشباب ودفعهم إلى أداء أعمال مفيدة لصحتهم ووطنهم بعيداً عن الفراغ الذي يمكن أن يكون هلاكاً عليهم. وقال: لدينا في الواقع مساهمات مع المدارس ومع ذوي الاحتياجات الخاصة فيما سبق، ولازلنا نقوم بهذا الدور، وأنا في الواقع اتفق معك في أن الدور كبير على القطاع الخاص، لكي يلتفت إلى المجتمع وإلى الشباب ويقوم برعاية العديد من أنشطتهم، بما يكون له أفضل مردود إيجابي عليهم وعلى وطننا العزيز. مسؤولية القطاع الخاص وتحدث معي (مصطفى الساعدي) من القطاع الخاص فقال: إن من المهم التأكيد على أهمية انفتاح القطاع الخاص على المجتمع في أكثر من نشاط، من واقع مسؤولياته تجاه الشباب والمجتمع، وهذا في الواقع ما نحاول أن نقوم به، من منطلق قناعتنا بأن الفراغ إنما هو هلاك للشباب، وكما تعلم فإن الشباب يمثل أكبر الشرائح العددية في عدد المجتمع، ولكونه كذلك فإن هؤلاء الشباب وما يحتاجونه من أنشطة وهوايات وممارسات إيجابية، يتطلب الأمر أن يدعمهم القطاع الخاص كل بحسب إمكانياته بحيث يساعد شباب الوطن على قضاء أوقات نشاط مفيدة، تنعكس على حياتهم وصحتهم، ليكونوا لبنات مفيدة، وعناصر ايجابية في خدمة وطنهم، بعيداً عن الفراغ والمقاهي والتسكع بالسيارات. وقال: ولذلك نحن قمنا مؤخراً بدعم مجموعة من الشباب الذين انتظموا في بطولة جدة لكرة السلة، بالتنظيم والإعداد والإمكانيات، وبالفعل لقد كان ذلك عملاً جيداً، ورأينا انعكاسه الايجابي على الشباب وجمهور الحاضرين، سواء في إشاعة ثقافة لعبة كرة السلة، أو في اتاحة الفرصة للمواهب فيها لأن يمارسوا نشاطهم في تنافسية جميلة، وفي أجواء رياضية صحية، وعلى ملاعب جيدة بعيداً عن تلك الترابية الخطرة. من المنظمين وفي ملعب بطولة جدة للشباب تحدث معي الشاب (رشاد برمدا) فقال: لقد قدر الله عليّ بحادث منذ 17 عاماً وتحولت بعده إلى بعض المتاعب الصحية، ولكنني ولله الحمد أملك نفساً متفائلة وحباً للرياضة ولزملائي الشباب وأصدقائي الكثيرين، وأمارس حياتي بسعادة، لذلك فأنا من المنظمين لهذه ا لبطولة، وقد كنت من مزاولي لعبة كرة السلة التي أحبها كثيراً، ولا شك أن الشباب يحتاج الى من يوفر له الإمكانيات حتى يمارس أنشطته وهواياته. وأضاف رشاد قائلاً: في الغرب يدفعون مبالغ كبيرة للشباب وخاصة الصغار، ويصرفون على أنشطة المجتمع والشباب، وعندنا هنا دعم ولكنه مازال أقل من المطلوب، لذا نحتاج إلى المزيد من التفاعل بين القطاع الخاص من ناحية والمجتمع والشباب من ناحية أخرى، وأنا في الواقع أشكر الأخ (مصطفى الساعدي والأخ محمد علي رضا) على ما يقدمانه من دعم للشباب وأنشطتهم في المجمع لأن هذا هو المطلوب، ونتمنى من غيرهما أن يقدموا كذلك الدعم لكل شباب جدة، حتى يجد كل مجموعة من الشباب من يدعمهم ويستأجر لهم ملاعب ويصرف عليها، لأن الاستثمار في الإنسان هو أفضل استثمار، ووطننا وشبابنا يستحق كل دعم وكل خير.