استخدمت روسيا والصين أمس السبت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار عربي غربي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعم دعوة الجامعة العربية للرئيس السوري بشار الأسد للتنحي. وصوتت بقية دول المجلس لصالح مشروع القرار الذي دعا إلى "التأييد الكامل" للمجلس لخطة الجامعة العربية. واعرب محمد لوليشكي سفير المغرب لدى الاممالمتحدة وهي الدولة العربية الوحيدة في المجلس عن اسفه الشديد وخيبة امله في انضمام موسكو وبكين معا لاحباط القرار. وتخلت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس عن اللهجة الدبلوماسية المعتادة وقالت انها تشعر "بالاشمئزاز" من الفيتو الروسي الصيني. وأضافت رايس ان "اراقة اي دماء اخرى ستكون مسؤوليتهما (روسيا والصين)." وقال السفير الفرنسي في الاممالمتحدة جيرار ارو امام المجلس "انه يوم حزين للمجلس ويوم حزين للسوريين كلهم ويوم حزين للديمقراطية." وقال دبلوماسيون ان الصين كان من المتوقع ان تحذو حذو روسيا. وجاء قرار روسيا بالتصويت ضد القرار بعد ان رفض مسؤولون امريكيون واوروبيون سلسلة من التعديلات التي طالبت بها روسيا على مشروع القرار وقال مندوب الصين لدى الأممالمتحدة لي باو دونغ إن قرارا يدين سوريا من شأنه أن يزيد من "تعقيد القضية،" مشيرا إلى أن بلاده صوتت ضد القرار لأنه سيضيف كون "تأكيدا على ضغط لا مبرر له على الحكومة السورية وسوف يحكم مسبقا على نتيجة الحوار بين الأطراف في سوريا." يذكر أن روسيا والصين استخدمتا حق الفيتو في الخامس من أكتوبر / تشرين الأول الماضي لإحباط مشروع قرار مماثل. وقبيل التصويت على القرار الأخير قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان شديد اللهجة إن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته تماما، وحث مجلس الأمن الدولي على "وقف آلة القتل التابعة للأسد، مضيفا أن الأسد ليس لديه الحق في قيادة سوريا، وفقد كل شرعيته مع شعبه والمجتمع الدولي. من جهة أخرى قال رئيس الجمهورية التونسية منصف المرزوقي أمس السبت ان تونس بدأت اجراءات سحب اعترافها بالحكومة السورية تحت قيادة الرئيس السوري بشار الاسد ولطرد السفير. وبعد وقت قصير من اعلان القرار أنزل طاقم السفارة السورية في تونس العلم الوطني على مبنى السفارة وسط تصفيق وتحية نحو 200 شخص كانوا يتظاهرون امام السفارة ضد الحملة الامنية التي تشنها الحكومة السورية ضد معارضيها.