يظل مدير كرة القدم بنادي النصر محمد السويلم أحد أبرز الأسماء الإعلامية الحالية التي قدَّمت مادة مقنعة للمشجع الرياضي من خلال ظهوره المميز والعقلاني والمتزن ببرنامج في المرمى مع المذيع المتألق بتال القوس ليواصل مسيرة التميز بعد أن كان لاعباً مميزاً تطلب وده كل الأندية الكبيرة بسبب إمكانياته العالية كمدافع وبنيته الجسمانية الفارعة شارك مع المنتخبات السنية ولكن قرار تجميده لمدة تقارب الثلاث سنوات بعد انتقاله للأهلي أثَّر كثيراً على نفسيته ومسيرته الرياضية بشكل عام . ونظير خلقه الرفيع وتعامله الراقي ونجاحاته السابقة وقع اختيار النصراويين عليه كخلف لسليمان القريني لخوض مهمة جديدة في حياته الرياضية تحقق رغبته وميوله بخدمة النصر في أي مجال فدعونا نبحر مع ضيفنا ونرى ما سيقوله لقراء البلاد الأعزاء فإليكم الحوار: البداية نرحب بك أستاذ محمد في جريدة البلاد ونود معرفة بطاقتك الشخصية ؟ - أولا يسعدني أن أكون ضيفاً على قراء البلاد وأتمنى أن أكون ضيفاً خفيفاً على قراء هذه الجريدة الغراء أما البطاقة الشخصية فأنا محمد بن عبد الرحمن السويلم أبلغ من العمر 42 عاماً متزوج ولدي ثلاثة أولاد ومثلهم من البنات وأعمل في الشؤون الرياضية بالقوات البرية . كيف كانت بدايتك الرياضية ؟ - بدايتي كانت من خلال لعبة تنس الطاولة بنادي الأخدود بسبب رغبة النادي في تسجيلي بالكشوفات ولصغر سني وعدم وجود فئة براعم في النادي وذلك عام 1402ه تقريباً وبعدها اتجهت للحواري بسبب عشقي لكرة القدم. كيف تم ذلك ؟ - من خلال لعبي في الحواري وبالدورات شاهدني مدرب الأخدود للناشئين الكابتن عبد القادر الصومالي وبعد مشاهدته لأدائي وللبنية الجسمانية أصر على تسجيلي في فئة الناشئين ولكني اشترطت عليهم قبل ذلك الحديث مع والدي وأخذ موافقته للتسجيل وبالفعل ذهبوا للوالد وأخذوا الموافقة وسجلت لأبدأ مشواري الرسمي في كرة القدم. وما هي أول مباراة لعبتها ؟ - نظراً لقناعة الكابتن عبد الله بقدراتي وإمكانياتي فقد لعبت أول مباراة في شرورة بدون أن أخوض أي تمرين مع الأخدود وهذا شئ غريب نوعاً ما في كرة القدم حيث سجلت في مكتب رعاية الشباب بنجران وذهبت مع الفريق مباشرة لشرورة للعب المباراة الأولى مع فريقي وقدمت فيها مستوى كبيراً وسجلت هدفين برغم لعبي في الدفاع. ما السبب في لعبك بالناشئين والشباب والفريق الأول في فترة واحدة تقريباً؟ - يعود ذلك لتوفيق الله ولثقة المدربين في قدراتي حيث كنت أملك لياقة بدنية عالية ولدي بنية جسمانية جيدة جعلتني أستطيع مقارعة لاعبي فئة الشباب والناشئين وأنا بالفريق الأول ولعل التغذية الصحيحة والنوم المبكر ساهم بشكل كبير في ذلك. من المدرب الذي اكتشف محمد وله الفضل عليه كلاعب.؟ - بصراحة أدين بالفضل - بعد الله - للكابتن الأستاذ محمد أبو حسين مدرس التربية الرياضية بمدرسة ابن رشد فقد كان مدرباً ومربياً وأخاً وصديقاً لمحمد السويلم وله فضل كبير في صقل موهبتي والاهتمام بها. هل كنت قريباً من تمثيل النصر في بداية حياتك الرياضية؟ - نعم كنت قريباً جداً من تمثيل الفريق النصراوي ووجدت اهتماماً كبيراً من الوالد الرمز الأمير عبد الرحمن بن سعود يرحمه الله الذي وقف معي كثيراً وشجعني وذلك عندما كأن النصر يبحث عن مدافع للفريق الأول ووقتها كان اسم الكابتن عبد الله الزهراني أحد أبرز المدافعين في المنطقة الجنوبية مرشحاً للانتقال ولكن من المصادفات أنه كانت لي صورة معه شاهدها الرمز وسأل عني بعد أن شاهد البنية الجسمانية وصغر السن فأخبروه أنني مازلت ألعب في الناشئين فطلب منهم أن أحضر للتدريب مع الفريق وبالفعل تدربت وشاركت في دورة بالرياض مع فريق درة الفيصل والذي كان يضم عامر السلهام والصحفي عبدالعزيز السويد ومرحوم المرحوم وخالد العبود وحينها زادت قناعته بمستواي ولا أنسى وقتها الدور الكبير الذي كان يقوم به مدير المركز الإعلامي الحالي للنصر حمود العصيمي الذي اهتم بي ورعاني طيلة فترة الدورة واعتبرني واحداً من أسرته. لماذا إذن لم تسجل في النصر مع العلم أن ميولك نصراوية؟ - صحيح أنني نصراوي الميول كبقية أسرتي وكنت حينها أتمنى أن ألعب للنصر كنادٍ كبير وقد كان النقيب عبدالرحمن العيسى في حينها المفاوض النصراوي قريباً من تسجيلي وذلك بعد أن رافقنا إلى نجران بعدما شاركت مع الأخدود في دورة الصعود بالخرج ولكن رئيس النادي الأستاذ محمد الوتيد كان له رأي آخر وأراد أن أكون في النادي الأهلي النادي الكبير الآخر بحكم ميوله ولذلك وضع العراقيل من أجل إبقائي في كشوفات النادي ونجح في ذلك. وما صحة مفاوضات الاتحاد في حينها؟ - بالفعل كانت هناك مفاوضات اتحادية وتلقيت دعوة من الشيخ يوسف الطويل يرحمه الله الذي استقبلني خير استقبال في منزله وتحدث معي عن رغبته في ضمي للاتحاد وأعطيته الموافقة بشرط الاتفاق مع إدارة الأخدود وبالفعل قام بمهمة التفاوض رئيس الاتحاد الحالي اللواء محمد بن داخل ولكن أيضا لم يكتب لها النجاح بسبب رغبة إدارة الأستاذ محمد الوتيد بعدم لعبي لغير الأهلي. خلال كل هذه المفاوضات ما دورك في مسألة انتقالك؟ - أنا بالطبع كنت أثق في إدارة الأخدود وأعرف أنها تبحث عن مصلحتي الخاصة ومصلحة النادي في نفس الوقت لذلك كنت أهتم بالتدريبات وأترك لها مسألة تحديد الفريق الذي أنتقل إليه. أخيرا انتقلت إلى الأهلي .. حدثنا كيف سارت أمور انتقالك؟ - طبيعية جداً ففي البداية استدعاني قلب الأهلي النابض الأمير خالد بن عبد الله حفظه الله إلى منزله وتشرفت بذلك حيث تناولت مع سموه وجبة الغداء وبعدها سألني عن رغبتي في الانضمام للأهلي وعما إذا كان هناك اتفاق مسبق مع الاتحاد حتى لا يدخل الأهلي في المفاوضات فوضحت لسموه أنه لم يحدث شئ رسمي بل كان هناك لقاءً ودياً بيني وبين الشيخ يوسف الطويل وسألني عن رغبتي فذكرت أنه لا مانع لدي بشرط موافقة الإدارة وهي رفضت العرض بعد ذلك. ومن هذا المنطلق أنهى المفاوض الأهلاوي مرعي الدماك مسألة الانتقال بشكل نهائي عام 1407ه. ولكنك لم تشارك مع الأهلي بعد ذلك لمدة زادت عن موسمين ونصف .. ما السبب في ذلك؟ - بصراحة بعد انتقالي للأهلي حدث أمر غريب جدا وهو تجميدي من الاتحاد السعودي لكرة القدم لمدة موسمين ونصف بدون إبداء سبب مقنع حول ذلك برغم أنني كنت أشارك مع منتخب الشباب في حينها. وماذا فعلت طيلة فترة التجميد؟ - كنت أتمرن بكل جدية مع فريقي الأهلي وبشكل منتظم وأشارك مع المنتخبات الوطنية وفي نفس الوقت أنتظر نتيجة التحقيق الذي استدعى له على فترات متفاوته مع اللجنة الفنية وفي كل مرة لا جديد فقط هناك سؤال واحد أساله وهو لمن تريد تلعب فقط. لماذا لم تستفد من قرار العفو الذي حدث مرتين في تلك الفترة ؟ - هذا بالطبع ما زاد من حيرتي واستغرابي إنه بعد تحقيق المنتخب الأول كأس آسيا صار هناك عفواً شاملاً لكل الرياضيين باستثناء محمد السويلم وتكرر السيناريو بعدها بعام واحد بعد تحقيق منتخب الناشئين كأس العالم في اسكتلندا وعفو آخر لم يشملني أيضاً. وهل تعتقد أن هناك أيادي خفية كانت لها مصلحة وراء تجميدك؟ - لا أدري بالضبط ولكن أعتقد كأن هناك لبس في الموضوع. وكيف عرفت أن هناك لبساً في الموضوع؟ - عرفت عندما ذهبت لمقابلة الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد رحمه الله لحل مشكلتي وقال لي ( الله يهديك .. ليه وقعت للاتحاد والأهلي في نفس الوقت ) ووضحت لسموه أنني لم أفعل ذلك مطلقاً ولم أوقع للاتحاد بتاتاً وأتحدى أن يثبت أحد ذلك فلم يقصر - رحمه الله - في بحث حل عاجل لمشكلتي وبالفعل شاركت بعدها بشكل رسمي مع الأهلي في عام 1410ه تقريباً. وكم مكثت في الأهلي؟ - لعبت مع الأهلي حتى عام 1416ه وقضيت في الأهلي أياماً جميلة كلاعب بجمال هذا النادي الكبير بوفائه وجماهيره ومسؤوليه وتشرفت حينها باللعب مع نجوم كبار كانوا يمثلون ثقلاً كبيراً في الخارطة السعودية مثل محمد عبد الجواد وخالد مسعد وحمزة صالح والمرحوم خالد الرويحي وحسام أبو داوود ومحمد المترو. ولكنك لم تكمل مسيرتك في الأهلي وأكملتها في القصيم بالرائد والتعاون.. لماذا؟ - لا أخفيك سراً أنني بعد التجميد مررت بظروف نفسية سيئة أثرت كثيراً على مستواي وجعلته يتراجع خاصة أنني مكثت فترة طويلة مجمداً دون سبب وقد بحثت عن فريق آخر يمكن أقدم له شيئاً أفضل ولله الحمد اجتهدت وقدمت كل ما لدي مع الرائد والتعاون واللذان لم يقصرا ووقفا معي وقفة غير مستغربة على رجال القصيم. بعد أن تحدثنا عن مسيرتك كلاعب حدثنا عن تجربتك الثانية وتحديداً في مجال الإعلام الرياضي مع قناة العربية؟ بصراحة هذه المرحلة كانت مهمة لي حيث أعادت محمد السويلم للوسط الرياضي واستطعت من خلالها تقديم عصارة خبرتي في المجال الرياضي من بوابة التحليل وهنا أتقدم بجزيل الشكر لمدير قناة العربية الأستاذ عبد الرحمن الراشد وللأستاذ بتال القوس والأستاذ طلال الحمود وكل مذيعي ومعدي قناة العربية العزيزة على قلبي على ثقتهم الكبيرة بي ومنحي مساحة كبيرة في الإعلام المرئي. ما تقييمك لما قدمته في برنامج في المرمى مع بتال القوس؟ - لا أستطيع تقييم نفسي ولكن أؤكد أنني راضٍ تماماً لما قدمته لأن إعلامي بارز مثل بتال القوس يعطيك مزيداً من الثقة ويسهل لك طريق الوصول للنجاح. ننتقل للمرحلة الحالية في مشوارك الرياضي ونريد معرفة كيف تلقيت خبر رغبة النصراويين بتسليمك مهام إدارة الفريق الكروي الأول؟ - بترحيب كبير وسعادة بالغة فهذا شرف أن أخدم الكيان النصراوي من خلال هذه المهمة والتي تحتاج مني العمل الكبير في سبيل تحقيق الهدف المنشود من وجودي في منظومة العمل مع فريق كرة القدم. ظروف النصر الحالية ألم تجعلك تتردد في قبول العرض؟ - بصراحة شديدة تعتبر فرصة العمل في نادٍ كبير وجماهيري مثل النصر مغرية خاصة أنك ستعمل مع شخصية رياضية خبيرة بقامة الأمير الوليد بن بدر والذي سأسعى جاهداً للاستفادة منه كما أن الأمير فيصل بن تركي والدور الذي يقوم به مع الفريق أغراني لقبول المهمة برغم صعوبتها. نصراويتك أم قدراتك من جعلت النصر يختارك خلفاً لسلمان القريني؟ - هذا السؤال إجابته لدى النصراويين أنفسهم والذين يبحثون عن إعداد وتنظيم فريق قوي للموسم القادم. ماذا تعد الجماهير النصراوية الغاضبة على وضع فريقها الحالي؟ - أعدهم بالجد والاجتهاد وعمل كل ما بوسعي في سبيل رفعة الكيان النصراوي العظيم وأطلب منهم الصبر قليلاً على الفريق وسيرون ما يسعدهم في القريب العاجل. من وجهة نظرك كمحلل وناقد قبل مهام مدير الكرة ما ذا ينقص النصر حالياً للعودة؟ - النصر لا ينقصه حالياً سوى وقوف الجميع معه والالتفاف حوله وسيكون بعد يناير مختلف للأحسن بمشئية الله خاصة أنه يملك مدرباً كبيراً ونجوماً محليين بارزين. قبل عرض النصر هل تلقيت عروضاً سابقة من أندية محلية؟ - نعم تلقيت عروضاً من بعض أندية الدرجة الأولى ورفضت بسبب المشاكل التي تعانيها تلك الأندية والتي لا تجعل مدير الكرة يعمل في أجواء مناسبة خاصة أن علاقة مدير الكرة مباشرة مع اللاعب الذي لا يعطى حقوقه بتاتاً بسبب ظروف الأندية. الجمهور الأهلاوي كان يطالب قبل موسمين إدارة ناديه بالاستعانه بمحمد السويلم كمدير كرة ألم يصلك شئ بهذا الخصوص؟ - أولاً أنا أحمل في قلبي كل الحب والتقدير للأهلي وجماهيره وكان يشرفني ذلك حتى أستطيع رد جزء بسيط من الدين الذي للأهلاويين عليَّ والوفاء مع أهل الوفاء ولكن بشكل رسمي لم يحدث شئ على الإطلاق. ما هي تفاصيل عقدك مع النصر؟ - بصراحة لم نتحدث عن تفاصيل العقد بشكل رسمي وأنا أعطيتهم الموافقة على العقد بدون قيد أوشرط ولهم الخيار فيما يرونه مناسباً فأنا أعتبر عملي في النصر شرف في حياتي الرياضية ويحقق أمنية سابقة وسيكون لي مؤتمر صحفي في منتصف الأسبوع للحديث عن كل الأمور التي تتعلق بعملي كمدير كرة. أخيراً هناك مساحة حرة ما تريد أن تقول فيها؟ - أشكر كل من وقف مع محمد السويلم وأحبه وأشكر جريدة البلاد التي لها فضل كبير عليَّ ببداية حياتي الرياضية وتحديداً من خلال الإعلامي الكبير عبد الله آل هتيلة والشكر موصول لقراء الجريدة الغراء الذي أتمنى أن أكون ضيفاً خفيفاً عليهم ولمدير التحرير الأستاذ جبر العتيبي كما لا يفوتني أن أطالب جمهور النصر بالصبر والوقوف مع الفريق في الفترة القادمة حتى يجنوا ثمرة ذلك وعودة النصر الذي عرفوه.