أقيمت في نادي القصيم الأدبي مناظرة أدبية بعنوان (زمن الرواية أم زمن الشعر) تحدّث فيها المحاضران د.حمد بن سعود البليهد ود.حمود بن محمد النقا عن رؤيتهما حول هذا الموضوع، أهذا هو زمن الشعر أم زمن الرواية؟. وكانت البداية مع الدكتور حمد البليهد عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الملك سعود الذي أكد بأن هذا الزمن هو زمن الرواية، مستشهداً لذلك بتزايد الاهتمام المحلي والعربي والعالمي بفن الرواية، ومؤكداً على أن معظم الحاصلين على جائزة نوبل هم من كتّاب الرواية، كما أشار إلى تفوق رقمي في الروايات المترجمة، ومؤكدا على أن ثمة اتفاقا بين الناشرين على كون الرواية هي الكتب الأكثر مبيعاً. ثم تحدّث الدكتور البليهد عن بعض الأسباب التي جعلت الرواية تتبوأ هذه المكانة، ومنها قدرة الرواية على تمثيل واقع الأمم واستيعاب مشكلاتها، وكذلك إمكانية تعدد الأصوات الذي يتناسب مع التعددية التي نجدها في الواقع المعيش، يضاف إلى ذلك انفتاح إمكانات التعبير الروائي، بحيث يمكن أن تستوعب الرواية كل أشكال التعبير الفني والشعبي واليومي. كما أن انهيار السرديات القديمة التقليدية كالمقامات ونحوها جعل الرواية تتفرد بالساحة، وختم الدكتور البليهد حديثه بالقول إن تراجع بعض الأجناس الأدبية مثل الشعر وفقده اهتمام الجمهور وعدم قدرته على التماهي مع الواقع جعل الرواية تستأثر بالاهتمام. بعد ذلك تحدث الدكتور حمود النقا عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة القصيم عن رؤيته لهذا الموضوع، مؤكدا على أن الشعر لا يزال يحتلّ مكانة الصدارة في الاهتمام والمتابعة. مشيراً إلى أن هذه المفاضلة بين الشعر وغيره من الفنون ليس شيئاً جديدا فابن رشيق في العمدة فاضل بين الشعر والنثر وانحاز إلى الشعر. ورفض الدكتور النقا تعبير (زمن الرواية)، ورأى أنه ينطوي على رفض للشعر وإعلان لموته أو مرضه، ورأى بأن الأولى أن يقال (مرحلة الرواية). كما وأكد الدكتور النقا بأننا إذا أردنا أن نصدر حكماً بالمفاضلة بين الشعر والرواية فلا بد من معايير لذلك، مثل المعيار الكمي، أو الموضوعي، أو الجماهيري. وذهب إلى تفوق مطبوعات الشعر في السعودية في جميع السنوات الماضية ما عدا عامي 2006م و 2010م، كما أثبتت الببلوجرافيات المنشورة تفوق الشعر أو تساويه على الأقل مع الإنتاج الروائي. وأما على المستوى الموضوعي فاعترف الدكتور النقا بقدرة الرواية على تناول الموضوعات بتفصيل أكثر، ولكنه رأى أن الشعر لا يقلّ عن ذلك بحالٍ من الأحوال. وأما على المستوى الجماهيري فأكد الدكتور النقا بأن البرامج الفضائية الجماهيرية مثل برنامج (أمير الشعراء) و(شاعر المليون) لا زالا يثبتان جماهيرية الشعر وشدة تعلق الناس به. ثم بعد ذلك فُتِح باب المداخلات والتعليقات التي بدأها الدكتور السيد حسونة الذي أثنى على المحاضرين الفاضلين وقال بأن ما سمعه من د.البليهد سيدفعه إلى الكتابة في نقد الرواية بعد أن كانت كتاباته متخصصة في نقد الشعر، ثم تحدث أ.سالم العمري الذي أشاد بفكرة المناظرة وتوجه النادي الأدبي إليه بوصفها شكلاً جديداً من أشكال الطرح المنبري، عقب ذلك تحدث الدكتور حسن طاحون مشيداً برقي الحوار بين الطرفين واتباعهما آداب الاختلاف الراقي. ثم تحدث أخيرا الدكتور سعيد شوقي الذي أكد على أن الأجناس الأدبية سيموت منها أجناس ويحيا أجناس أخرى جديدة، فهذه سنة الحياة. بعد ذلك اختتم مدير الندوة الدكتور إبراهيم بن منصور التركي الندوةَ بشكر جزيل للضيفين الكريمين على طرحهما وللحضور على تشريفهم ومشاركتهم.