استمتعت 200 أسرة سعودية بالجلوس أمام شاشة عملاقة، نصبت في إحدى صالات معرض الكتاب بالرياض، وتابعوا مشدوهين فيلما وثائقيا يحكي قصة الرحالة ابن بطوطة إلى الحج. ولأول مرة وقف آباء سعوديون أمام "كاونترات" قص تذاكر الأفلام السينمائية، لينضموا إلى 600 ألف إنسان حول العالم، سبقوهم في مشاهدة العمل الذي نفذته أموال سعودية للتعريف بمكة والحج، والفيلم، حسبما قال مساعد مدير المشاريع بمجموعة الزامل، إحدى الجهات الممولة، سعد الدريهم- يشرح أيضا الأهداف النبيلة للحج لغير المسلمين ولمسلمي الخارج، وأنتج في 2009م بالتعاون مع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ومكتبة الملك عبد العزيز العامة والقطاع الخاص بقيادة مجموعة الزامل. وتدور أحداث الفيلم حول المخاطر والصعاب التي تعرض لها الرحالة العربي الشهير شمس الدين بن بطوطة خلال رحلته إلى مكةالمكرمة لأداء فريضة الحج، ما بين 1325 و1326م التي عبر من خلالها نحو 3 آلاف ميل، والتي أخذته إلى القاهرة، ومن ثم توجه إلى دمشق ليصحب الركب المسافر إلى الحجاز. ويمزج الفيلم الصورة التي كان عليها الحج في الماضي، وتلك التي يبدو عليها الآن، ويشرح الفيلم الأهداف النبيلة للحج لغير المسلمين ولمسلمي الخارج خطوة بخطوة. ويلعب دور ابن بطوطة الممثل "شمس الدين زينون"، كما شارك الممثلون حسام جانسي ونديم صوالحة ونبيل الوهابي ومن إخراج بروس نيبور، واستغرق تصوير الفيلم أربع سنوات في المغرب والسعودية. وتجاوزت تكلفته ال60 مليون ريال عدا التكاليف العينية والفنية والموارد البشرية؛ التي تكفلت بها حكومة المملكة العربية السعودية.وسبق للفيلم أن عرض في مدينة الخبر، خلال الأشهر الثمانية الماضية في مركز الأمير سلطان للعلوم "سايتك"، وترجم إلى لغات عدة، منها الفرنسية والروسية والتركية والإنجليزية، عرض من خلالها في 30 مدينة حول العالم، وشاهد الفيلم ما يتجاوز ال600 ألف مشاهد حول العالم، وحاز على ثلاث جوائز في مهرجانات مختلفة (هيوستن، بوسطن وباريس).