ما حدث في مباراة الوحدة و الهلال التي أقيمت يوم السبت الماضي من قبل اللاعب الروماني "رادوي" أصبح مثار جدل كبير في الوسط الرياضي ، فالكل يدلي بدلوه "ويفتي" حسب وجهة نظره ، وهذا دليل على عدم وجود منهجية واضحة وآلية متبعة من قبل "لجنة الانضباط" ، ولا شك أن آراء البعض تخضع لميولهم وتتغير وفق تغير الألوان وإن تشابهت المواقف واختلف مرتكبوها ، ولعلي أتفق مع التعبير الذي أطلقه الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال بعد صدور قرار اللجنة الفنية بإيقاف "المصارع" الروماني رادوي ثلاث مباريات وقرار لجنة الانضباط بإيقافه مبارتين ووصفه للقرار بأنه "قرار سخيف" ، فعقوبة الإيقاف لخمس مباريات ليست كافية إذا ما قارنا ما قام به رادوي مع ما قام به اللاعب الإتحادي السابق "جمال فرحان" عندما قام بتوجيه "لكمة" للحكم الإيطالي في مباراة المنتخب السعودي العسكري أمام منتخب الكويت في عام 1982 م ، حينها أصدر الإتحاد السعودي لكرة القدم قراراً بشطب اللاعب جمال فرحان نهائياً ومنعه من ممارسة كرة القدم ، ورغم أن الإيقاف لخمس مباريات يعد عقوبة غير كافية إلا أن إحتجاجات إدارة الهلال على طريقة العقوبة وتحججهم بكيفية صدورها من قبل لجنتين ساهم في كسب تعاطف لجنة الإستئناف فقامت بإلغاء قرار لجنة الإنضباط والإكتفاء بقرار اللجنة الفنية في تجاهلٍ واضح للفعل المشين الذي تم فيه امتهان كرامة اللاعب عصام الراقي ، ومن هنا أتمنى أن يقوم اللاعب عصام الراقي برفع دعوى قضائية ضد اللاعب رادوي مستعيناً بعد الله بسفارة بلده ويطالب فيها بمعاقبته على ضربه بدون وجه حق طالما أن لجنة الإستئناف لم تنصفه وترد له اعتباره كإنسان "على الأقل" ، كما يجب على إدارة نادي الوحدة أن ترفع تظلّما للإتحاد السعودي لكرة القدم تطالب فيه بشطب اللاعب الروماني رادوي إسوةً لقرار شطب اللاعب السابق بنادي الإتحاد جمال فرحان في العام 1982 م الذي قام بنفس الفعل المشين وتصعيد الأمر للفيفا في حال عدم الإستجابة ، ومن المؤكد أن الفيفا لن يقبل بمثل هذه الممارسات "غير المسؤولة" وسيقرر العقوبة الرادعة والكفيلة لعدم تكرار مثل هذه الأفعال "غير الأخلاقية" ، فالحادثة مطابقة تماماً لحادثة جمال فرحان ، ولذلك يجب أن تكون العقوبة مماثلة لعقوبة اللاعب جمال فرحان وكما يقول أخواننا المصريون "مفيش حد أحسن من حد" فما قام به "المصارع الروماني رادوي" يعد تصرفاً لا علاقة له بكرة القدم نهائياً وعلى هيئة حقوق الإنسان التدخل أيضاً ، ، فكرة القدم رياضة تنافسية تخضع لأحكام وقوانين معينة تختلف اختلافاً كلياً عن أحكام وقوانين المصارعة الرومانية أو الملاكمة أو الكونغ فو . "على الهامش" إن كان قرار اللجنة الفنية وقرار لجنة الإنضباط من وجهة نظر رئيس الهلال قرار سخيف فقرار لجنة الإستئناف بإلغاء قرار لجنة الإنضباط أكثر سخفاً ، إذا ما نظرنا لما قام به اللاعب "رادوي علي كلاي" وقارناه بما فعله جمال فرحان سنجد أن رادوي يستحق الشطب أيضاً لا الإيقاف خمس مباريات ومن ثم يتم عمل "أوكزيون" فتخفض لثلاث مباريات ، وكأن كرامة الإنسان ليست ذات قيمة وليست ذات أهمية ، وسوف يتجرأ كل من "هب ودب" في المستقبل ويقوم بتوجيه "اللكمات" لمن يريد سواءً لاعب أو حكم أو إداري أو حتى رئيس نادي طالما العقوبة إيقاف ثلاث مباريات فقط ويابلاش" وأنصح الجميع مستقبلاً ممن لهم علاقة بكرة القدم التزود بدورات مكثفة في فنون الدفاع عن النفس.