أكد اختصاصيون في أمراض الدم قرب التوصل إلى علاج ناجح لمرضى الهيموفيليا عن طريق الجينات ، حيث أثبتت الدراسات المبدئية نجاحه بنتائج مشجعة على الحيوانات المختبرية ، ما يبشر بإمكانية التوصل الى نجاحها فى مراحلها التجربيبة المستقبلية على البشر . أوضح ذلك استشاري الدم في مستشفى الملك فهد العام في جدة الدكتور محمد الصائغ مشيراً إلى انه لا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد مرضى الهيموفيليا فى المملكة ، الا انه و استناداً الى الإحصائيات العالمية التى تقدر نسبة الإصابة ب 1000 / 1 نسمة ، فانه يمكن تقدير عدد المصابين به بحوالي " " 2500 حالة في السعودية فى الوقت الذى تقدر فيه الإحصائيات العالمية عدد المصابين بالمرض فى العالم بحوالى 600 ألف حالة . وحول الخدمات و التسهيلات التي تقدم للمصابين بالمرض في المملكة ، أكد الدكتور الصائغ عدم وجود مراكز متخصصة لعلاج مرض الهيموفيليا ، بالمملكة عدا بعض مراكز أمراض الدم الوراثية في بعض المستشفيات التي تهتم بعلاج الهيموفيليا إضافة الى بقية أمراض الدم الوراثية الأخرى ، كاشفاً تدني هذه الخدمة في المملكة ، ليس مقارنة بدول العالم المتقدم ، بل بدول الجوار ايضاً ، حيث تقتصر التسهيلات المقدمة للمرضى فقط ، على صرف عامل الدم المشتق من البلازما ، في حالة تعرض المريض لنزيف مفاجئ ، علماً بأن تكرار استخدام عامل الدم المنشق من البلازما يضاعف من احتمالات المريض بعدوى الأمراض الفيروسية مثل الايدز والالتهاب الكبدي الوبائي . وأشار د .محمد الصائغ إلى أن سيولة الدم الهيموفيليا ( أ ) و ( ب ) تعتبر الأكثر انتشاراً في الوطن العربي نتيجة لنقص بروتينات التجلط 8 و 9 على التوالي كاشفاً بأنها تظهر بين الذكور دون الإناث ، الا ان انتقال العامل الوراثي فيها يكون عن طريق الأم الى الأبن الذكر ، ولا ينتقل من الأب الى الابن ، ولكنه ينتقل منه الى الابنه التي تحمل المرض و تورثه لأبنائها الذكور دون أن يظهر عليها هي المرض . وعن علاجات الهيموفيليا أوضح د .الصائغبأن هناك نوعين لتعويض نقص بروتينات تجلط الدم ، الاول يشتق من البلازما وهو يحتوي على كمية كبيرة من البروتين البشري نظراً الى انه يتم تصنيعه عبر التبرع بالدم من عدد كبير من الناس ، وهو النوع المستعمل فى المملكة ، الا أن الهئيات الصحية لا تنصح باستخدامه الا فى الحالات الحرجة لأن احتمالات نقل الأمراض الفيروسية تكثر فيه على عكس العلاج غير المشتق من البلازما الذى يسمى ( ريكو مبينات فاكتور ) 8 وقد تم تطويرة فى السنوات الأخيرة بشكل كبير ، ومنه ما يستعمل السكرور في تصنيعه بدلاً من البروتين البشرى مثل " كوجينيت اف اس " FS kogenater ، فى حين نعتبر عوامل الدم المصنعة عن طريق الهندسة الوراثية هي الأحدث بين علاجات الهيموفيليا اذ تبقى الجرعة الواحدة منها فى الجسم مدة قد تصل الى أسبوع ، في حين لا تتجاوز قترة بقاء جرعة الدواء العادي أكثر من 8 الى 12 ساعه فقط في الجسم . وحول المضاعفات المحتملة للهيموفيليا قال د .الصائغ أن النزف المتكرر للأنف و اللثة يشكل تحدياً للمصابين ، كما يؤدي النزف المتكرر بالمفاصل الى تلفها خاصة فى العضلات قد يتطور مسبباً الإعاقة الحركية للمريض وقد يستدعى تلف المفاصل اجراء عملية تغيير لها و تركيب مفاصل اصطناعية ، منبهاً الى ان من الممكن تجنب هذه المضاعفات بالحرص على اعطاء المصاب العنصر المجلط للدم فوراً ، وتناول الجرعات العلاجية بشكل منتطم .