بعدما جلب لروسيا دورة الألعاب الاولمبية الشتوية والجائزة الكبرى للفورمولا واحد عام 2014، نجح فلاديمير بوتين في ضمان استضافة بلاده لنهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2018 بعدما جعل من المشروع تحديا شخصيا في بلاد تعاني من غياب البنى التحتية وسمعة ملطخة بالفساد. واختارت اللجنة التنفيذية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم أمس الخميس روسيا لاستضافة نهائيات كأس العالم عام 2018 وفضلت ملف موسكو على انكلترا وملفين مشتركين لهولندا - بلجيكا واسبانيا - البرتغال. وأعلن بوتين الذي وضع ثقله والمؤهلات المالية لبلاده في الميزان، في الحال انه سيتوجه إلى زيوريخ لشكر الاتحاد الدولي. وقال بوتين عقب إعلان فوز بلاده بشرف الاستضافة "روسيا لديها كل ما يجب لتنظيم مونديال 2018 بأفضل مستوى ممكن". وكان بوتين أعلن الأربعاء انه لن يذهب إلى زيوريخ "كي لا يمارس ضغوطات على الفيفا". في عام 2007 في غواتيمالا، تدخل فلاديمير بوتين الذي كان وقتها رئيسا للبلاد، باللغتين الانكليزية والفرنسية للدفاع عن ملف ترشيح روسيا لاستضافة الألعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي (جنوب) عام 2014، وكان تدخله ناجحا لان بلاده ظفرت بشرف الاستضافة. ويمثل التزامه الشخصي العامل الأساسي لروسيا التي يتعين عليها البدء من الصفر لبناء الملاعب في 13 مدينة اختيرت لاستضافة المسابقة وتحديث الطرقات والمطارات والسكة الحديد وتحسين جودة الفنادق المرتفعة الأسعار والقديمة. وكانت الاستعدادات لاستضافة الألعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي المزودة بميزانية فلكية والتي شهدت العديد من فضائح الاختلاس، سلاحا ذو حدين بالنسبة الى الترشيح الروسي. لكن جيورجي تشيردانتسيف، احد المعلقين المشهورين الروس في كرة القدم، أكد قبل الإعلان عن البلد المضيف، أن مزايا الفوز الروسي "ستكون أكثر أهمية بكثير من الآثار السلبية". وكان بوتين وعد من جهة أخرى بان يتم بناء الملاعب حتى في حال عدم اختيار روسيا لاستضافة المونديال. وستدفع استضافة المونديال روسيا إلى تحسين وسائل الاتصال بين المدن التي اختيرت لتنظيم المسابقة. المسافة بين كالينغراد (غرب) وايكاترينبورغ تبلغ 3 آلاف كلم والمسافة المتوسطة بين المدن التي اختيرت لاستضافة المباريات هي اكبر بعشر مرات من المسافة بين المدن التي اختيرت في ملف الترشيح البريطاني. وتبلغ السرعة المتوسطة للقطارات في روسيا حاليا 75 كلم/ساعة مقابل 124 كلم/ساعة في انكلترا، بالإضافة إلى أن رحلات الطيران الرخيصة الأسعار غير موجودة تقريبا. واعتبر تشيردانتسيف أن "كأس العالم ستمكن من اندماج روسيا بكاملها وبصورة لا رجعة فيها داخل المجتمع الدولي". وأضاف ساخرا "الروس سيتعلمون أخيرا اللغة الانكليزية والأجانب بإمكانهم اكتشاف روسيا خارج الساحة الحمراء والتأكد من أننا لم نعد نحيا تحت لواء الإعلام الحمراء وان الدببة لا تتجول في الشوارع". وبالنسبة إلى معارضي مشروع الاستضافة فان ميزانية المونديال المقدرة ب45 مليار دولار سيتم تحويلها ولن تفيد الشارع الروسي كثيرا.