اقبل شهر الطاعات والخيرات والبركات ..اقبلت ايام رمضان النورانية وما اقصرها من ايام ..فما يكاد الشهر يبدأ، الا ويأخذ في التناقص شيئا فشيئا ونجده يلوح بالوداع كالضيف الخفيف الذي كنت تنتظره منذ سنين وعندما جاء لم تجالسه الا بضع ايام او ساعات معدودة ..جاء هذا الضيف ووجد اناسا مشتاقين له منذ ان رحل العام الماضي ..وافتقد الى اخرين تركهم ايضا في شوق وجاء هذه المرة ولم يجدهم فقد اواهم التراب ..جاء الضيف وقد حل اهلا ونزل سهلا ..ولنا منه ان نضيفه ونرحب به اجمل ترحيب ..نريد ان نشعر رمضان اننا نعزه ونقدره ..ونريد ان نشعر نحن ان رمضان باق معنا ..نريد ان نغتنم ساعاته ودقائقه ..نريد ان نقتدي بالسلف الصالح الذين كانوا يعرفون بحق كيف يقدرون هذا الضيف ويكرمونه حق اكرامه ..دعونا نسترجع بعضا من قصص الصحابة والتابعين وكيف كان الصحابة والتابعون يستقبلون رمضان : فقد كان الامام احمد بن حنبل يصلي في اليوم 300 ركعة ! فلما سجن وعذب اشد العذاب اصبح يصلي 180 ركعة وكان عمره في ذلك الوقت 80 عاما !! وبما ان شهر رمضان هو شهر القرآن، فكان الصحابة والتابعون يغلقون مجالس العلم ليختلوا بالقرآن ويتفرغوا له . وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يختم القرآن في رمضان 60 ختمة ! ويقوم الليل كله بالقرآن . فهو الذي نزلت فيه الآية : " أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون "..وكان الامام مالك يختم القرآن كله في ليلة !!فيا ترى هل نستطيع محاكاتهم ولو بشيء قليل من الصلاة وقراءة القرآن في شهر القرآن .. رمضان كريم وكل عام وانتم بخير . حنان محمد الغامدي