إننا مع عبد العزيز محيي الدين خوجه بصدد شاعر مندمج في الكون، يتفاعل معه في كلمته ، ثم لا يميز بين عناصره ، فتصير ذاته جزءاً منسجماً معه ومكوناً من مكوناته ، وهو ما نستخلص معه أن الذات الإبداعية لدى هذا الشاعر ذات إنسانية. تعيش كونها في إطار الشمولية التي لاتميز ضمنها بين لا نهاية العناصر ولا نهاية الانسان ثم لا نهاية الزمن والفضاء.هذا ماقاله عنه الناقد الادبي الدكتور ادريس بلمليح من المغرب الشقيق لنقرأ هذا في القصائد الإيمانية في هذه الأيام المباركة. قسَماً قَسَماً بِرب البَيتِ في هذا البَلدْ=قسَماً؛ وما أدْراك ما هذا البَلد قسَما بِخالقِ مَجْدِهِ؛ في قُربهِ=أحْيا المُنى؛ في بُعْدهِ ألْقى الكَمَدْ أهْليِ بِمسْجدهِ، وكُلّ الطَّائِفينَ=الخاشِعين الرّاكَعَين ومَن سَجدْ وهُنا الْمَآثَِرُ كُلّها تَتْلو على =الأكْوانِ مَجداً لا يُعدُ ولايُحدّ مَن صُلبهِ، مِنْ أرْضِه بُعثَ الهُدى=وهُنا تَرعْرَعَ وَابْتَدا، وهُنا وُلِدْ قسَماً بأنّ بِربّ مُحمّدٍ مُختارهِ=ورسولهِ للعْالمينَ إلى الأبَدْ قَسماً بأنَّ مُحمّداً خَيرُ الوَرى=أهْدى إلى الثّقليْنِ دِيناً يُعْتمدْ قسماً بأنّ مُحمّداً بِكمالهِ=مَا مِثْلُهُ أحَدٌ، وَلاَ يَأْتِي أحَدْ وَهَلْ لي سِوَاكْ أَتيْتُك رَبِّي بقَلبٍ مُنْيبِ =لأرْجو بِعفْوِكَ مَحْوَ ذُنُوبي أَجُرُّ ورائِي جِبالَ شَقائِي =وأَحُمِلُ وِزْري وكْلّ عُيوبي أَتيْتُك ربَّي وَهَل لي سِواك =أُنيبُ إليهِ فَأنْسى خُطُوبي أَتَيتُكَ ربَّي و كُلّي رَجاءٌ =بِأنَّي الْتَجأْتُ لِربِ مُجيب إِلهي أُناديكَ مِن بَحْر ذَنْبي =وإِنِّي أخوضُ بِبَحرٍ رَهيبِ فَمَوْجُ الخَطَايا يُحَطِّم عَزُمي =وَشَكْوى الضَميرِ تَزيدُ لَهيبي تَعاظَم ذَنْبي فَواذُلَّ قلْبي =وَتُهْتُ و تاهَتْ عَليَّ دُرُوبي أُريدُ النَجَاة ومِنك النَجاةُ =وأَنْتَ الملاذُ لِكُلِّ الْقُلوبِ تَجْرِبةُ المُؤْمِن ليَ الله أصْمتنيِ سَهامٌ تُقتِّلُ=رَماني بها جَفْنٌ مِن السّحرِ أكْحلُ فَباتَتْ عُيوني في سُهادٍ مُؤرقٍ=أَمنْ نَظْرةٍ حَرّى فُؤادي يُجَنْدلُ؟ وهانَتْ عَلى نَفْسي دُمُوعي وحَيرتَي=وكُلُّ عّذابٍ في هَواهُم يُعَللُ ومَاهَمّني سُهدِي وشوْقيِ ولوْعَتي=ومَا همّني زَهْري يَجفُّ ويَذْبلُ أتَيتك ياربي بهَدْيك راجِياً=لأَحْظى بَما أبْغي وما كُنت آمل وأرْمي بِنفْسي في ُبحور عطائِه=أعُبُّ مِن الفيضِ الكريمِ وَأنهلُ إلهِي ورَبَّ الكوْنِ يا مَلجأ الوَرى=إلَيْكَ شَكاتِي إذْ تَنوحُ وتُشعِلُ بَراني غَرامٌ لاسَبيلَ لِوصْفِهِ=وَكُلُّ غرامٍ في سَواكُمْ تَبذُّلُ