لرمضان هيمنة على النفوس، وتأثير عظيم فيها، فكما أنه رياضة بدنية للأجسام كما أثبت الطب الحديث، فهو في الوقت نفسه مرب للنفوس، ومهذب لها، ومهيب بالإغنياء، حينما يعبث السغب بأحشائهم أن يذكروا أولئك الذين يقضون معظم حياتهم يتبلغون بالقليل من الزاد، وربما قضوا أوقاتاً كثيرة لا يجدون الكِسرة الواحدة، وأيضا فهو مدعاة لشكر المولى على آلائه التي لا تعد، ومران على شظف العيش لتكون النفس مستعدة لما قد يفاجئها من فاقة واحتياج: قدومك للكون التعيس سلام = وقربك - عن غي النفوس - صيام ويومك معمور الجوانب مخصب= بما فيه للمجد الصحيح دعام تقدم إلى الدنيا كأكرم واعظ=يداوي قلوبًا كلهن سقام وقل في هدوء للألى قد تعسفوا = بلا زاجر نهج الهوى وتعاموا رويدكموا فالعمر بلغة راحل =إلى داره إن البقاء لمام وما الذكر في هذي الحياة بذاهب= سدى إنما للعاملين يقام وما المرء مهما نال بسطًا وقوة= بباق ولكن للمنون طعام وما المال والمجد الرفيع بنافع= إذا حم من هذا القضاء حمام فحسبكمو ما جئتمو من غواية=ففيئوا إلى أحلامكم وتحاموا ورضهم على التقوى وهذب نفوسهم=فأنت لمعوج النفوس قوام *** وقل في اغتباط للألى نبذوا الهوى= خلاكم أساطين الفصيلة ذام فأنتم إذا ما الطيش طوح أهله= تسيرون والعقل الحكيم زمام فمرحى لقوم والملذات خلب=يقيم إباء النفس حيث أقاموا ومرحى لقوم أوردوا النفس عنوة= موارد فيها للجموح فطام ويا بارك الله الفضيلة حيثما=ثوت ورعى من بالفضيلة هاموا ويارحمة الله الجليل ألا اعمرى= قلوباً لها قصد السبيل مرام وقدر مساعيهم وأسبغ عليهمو= جلالا على الأيام فيه دوام *** ويارب جبار يصعر خده=له شدة بين الورى وعرام يعود وديعاً فيك غير مقارف= لإثم وقبلا كان وهو أثام ويارب ذي لهو تنازع لبه=عوامل من أيدي الفساد عظام تراه وقوراً عاد للعقل موقناً=بأن سحاب السادرين جهام *** سلام على خير الشهود مكانة= وشوق إلى مهد التقى وهيام ولازال للإنسان منه مهذب= وللناس في هذي الحياة نظام