قال خبير اقتصادي أفريقي، إن الفرص الاستثمارية المتاحة في القارة السمراء الآن، تعد جاذبة ومناسبة للكثير من رجال الأعمال وصناديق الاستثمار حول العالم، بفضل بعد القارة عن الأزمات الكبيرة. وقال أمادو ماهتاربا إن القارة الأفريقية الآن "تغص بالفرص الاستثمارية الكبيرة، والجميع لاحظ ذلك خلال فترة الركود."وأضاف "عندما كانت دول العالم تعاني تحت وطأة الأزمة الاقتصادية الطاحنة، كانت الدول الأفريقية في معظمها تظهر نسب نمو مستقرة، وذلك بفضل الأنظمة المالية المتحفظة، والسياسات التي اتبعتها تلك الدول."لكن ماهتاربا يرى أن هناك تحديا يواجه القارة الأفريقية في سعيها لجذب الاستثمارات، يتمثل في أهمية تطبيق معايير الحوكمة، وقال "بدون الحكومة لا يمكن الوصول إلى التنمية الاقتصادية والبشرية المستدامة." وكان تقرير صدر عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في أبريل/نيسان الماضي، أن الأزمة المالية الدولية أبطأت جهود الحد من الفقر في الدول النامية، وأن آثارها ستمتد إلى العقد المقبل وما بعده. ويقول "تقرير الرصد العالمي لسنة 2010: الأهداف الإنمائية بعد الأزمة" إن الأزمة العالمية أثرت على عدد من المجالات الرئيسية لهذه الأهداف الإنمائية، بما فيها تلك المتعلقة بالجوع، ووفيات الأطفال والمساواة بين الجنسين، والقدرة على الحصول على المياه النظيفة، ومكافحة الأمراض، وإنها سوف تستمر في التأثير على آفاق التنمية في الأمد الطويل إلى ما بعد عام 2015. ونتيجة للأزمة العالمية، سيقع 53 مليوناً آخرين من البشر فريسة للفقر المدقع حتى حلول عام 2015، وتوقع التقرير، الذي نشر في الموقع الإلكتروني للبنك الدولي، أن يبلغ إجمالي عدد من يعانون من الفقر المدقع نحو 920 مليون شخص بعد خمس سنوات من الآن، وهو ما يعني حدوث انخفاض كبير قياساً على عدد من كانوا يعيشون في فقر مدقع عام 1990 والذي بلغ 1.8 مليار شخص.وأوضح ديلفين سيا غو كبير الخبراء الاقتصاديين بقسم شؤون أفريقيا في البنك الدولي، إن "أهم النقاط التي تضمنها تقرير الرصد الدولي لعام 2010 هي أن آثار الأزمة المالية ستكون بعيدة المدى وسنشعر بها لسنوات طويلة على الرغم من مرحلة التعافي التي تمر بها الاقتصاديات."