قال معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة " إن المملكة خطت خطوات واثقة نحو إرساء دعائم الثقافة الهادفة، وأطلقت يد الحرية المسؤولة لأبناء الوطن المخلصين من الكتاب والإعلاميين، وأصبح المثقف السعودي فاعلا ومطورا داخل مجتمعه ومؤثرا في محيطه، لما يتمتع به من قدرة على التواصل مع الآخر والتأثير فيه بكل إيجابية، وغدت المملكة مثالا يقتدى به في تواصل الحضارات ". وأكد معاليه سعي وزارة الثقافة والإعلام للنهوض بمسؤولياتها في هذا الخضم المتلاطم ما بين السبق العالمي وتأصيل الرؤية والمفاهيم الصحيحة والارتقاء بفكر أبناء الوطن بما يضمن البنية الصحية التي يقوم عليها المجتمع. وأبرز معاليه الرؤية الحضارية والإصلاحية التي تبناها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود تمهيدا لتطوير الخطاب الثقافي والإعلامي السعودي ليكون تواصلا مع العالم الخارجي بثقافاته وحضاراته انطلاقا من هوية بلادنا بثقافتها وحضارتها ودينها، فكان انطلاق خمس قنوات تلفازية سعودية هي قناة القران الكريم، وقناة السنة النبوية، والقناة الثقافية وقناة أجيال والقناة الاقتصادية لتسهم إيجابا في منظومة الإعلام المرئي السعودي. وقال معاليه : في ظل هذا المناخ الذي يكفل الحريات ويطلق طاقات الإبداع أتيحت الفرصة للمثقف السعودي حتى يطور من إنتاجه وإبداعاته في المجالات المختلفة ويفتح أبوابا للتواصل بل التأثير في الثقافات الأخرى، والمتابع لمعرض الرياض للكتاب لعام 1430 ه ومشاركة متميزة لدور النشر من مختلف الدول، وكذلك الفعاليات المصاحبة للمعرض، يدرك أن المملكة تخطو خطوات جادة ومؤثرة لتصبح رائدة للثقافة في المنطقة. جاء ذلك في كلمته التي تصدرت التقرير السنوي عن نشاطات وزارة الثقافة والإعلام للسنة الخامسة 1430 / 1431 من الخطة الخمسية الخامسة يعرض جهد كل قطاعاتها ليكون مرآة تٌقوم من خلاله وتوضح الإنجازات التي حققتها الوزارة في سعيها للقيام بمهامها وواجباتها لتكون جزءا فاعلا في المسيرة التنموية. وأحصى الفصل الأول من التقرير (التنظيم الإداري وإدارة الشؤون المالية والإدارية والمباني المملوكة والأداء المالي للوزارة) أن منسوبي الوزارة يبلغ 6566 موظفا يمثل السعوديون منهم النسبة الأكبر وغير السعوديين يبلغ عددهم نحو 140 فقط، فيما حققت زيادة قدرها 201 وظيفة اعتمدت في ميزانية 1430/1431. وأفاد أن الوزارة تملك 277 مبنى تتوزع على مناطق المملكة، وتستأجر مكاتب لها في عدد من العواصم العربية والعالمية. وأظهر التقرير أن مجموع ما اعتمد للوزارة بلغ أكثر من ملياري ريال فيما زاد إجمالي المصروفات على 2،2 مليار ريال وأن معدلات الصرف تعد أحد معايير تقييم الأداء والاستجابة لاحتياجات القطاعات بالوزارة. وتحدث الفصل الثاني عن الأجهزة الإعلامية التابعة للوزارة وإنجازاتها من إذاعة وتليفزيون ووكالة الأنباء والإعلام الداخلي والإعلام الخارجي، وما صاحب هذه القطاعات من تطوير وتحديث في منشآتها وآليات عملها وتحول تعاملات تلك القطاعات أيضا إلى النظام الرقمي مما يدعم توجه الدولة نحو الحكومة الاليكترونية حيث أبرز التقرير اكتمال منظومة التحول إلى النظام الرقمي في البث الإذاعي وزيادة عدد موجات إذاعة (FM) وزيادة مساحة البرامج والبث المباشر في إذاعة الرياضوجدة والقرآن الكريم. وسجل التقرير ما تحقق في التلفزيون السعودي من إنجازات عديدة حيث استطاع جذب المشاهدين والتفوق في التغطيات المحلية والعالمية وخاصة مع إطلاق العديد من القنوات التلفزيونية. ورصد التقرير تطور الانجازات والنشاطات الاعلامية في وكالة الأنباء السعودية وتعزز أدائها وحجم أعماله بنشرها أكثر من 166 ألف خبر خلال عام 1430 بزيادة عن العام الذي قبله أكثر من 21 ألف خبر شملت الأحداث المحلية والعالمية في جميع المجالات. وجاء الفصل الثالث مستعرضا مسيرة عمل الأجهزة الثقافية للوزارة وإنجازاتها، وهي وكالة الوزارة للشؤون الثقافية ووكالة الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية اللتان تتوليان الإشراف على الأندية الثقافية والجمعيات الفنية والثقافية التي بلغ عددها 45 جمعية، مع تنظيم وإقامة المعارض الدولية والمحلية للكتب، إضافة إلى ذلك تختص وكالة الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية بتقديم الثقافة والحضارة السعودية للعالم بصورة مشرفة لائقة عبر عقد الإتفاقيات الثقافية بين المملكة العربية السعودية والدول الأخرى إضافة إلى مشاركتها المؤتمرات الداخلية والدولية. وتناول الفصل الرابع تقريرا عن الإدارات المساندة وهي الوكالة المساعدة للشؤون الهندسية والوكالة المساعدة للتخطيط والدراسات وتقنية المعلومات وإنجازاتها ونشاطاتها خلال العام مما يظهر أنه تم استلام 29 مشروعاً تلفزيونيا وثلاثة مشاريع إذاعية إضافة إلى العديد من الإنجازات التي أسهمت في تأدية الوزارة لعملها بكل اقتدار، كما عملت الوكالة المساعدة للتخطيط على وضع الخطط السنوية والعامة بما يكفل تحقيق الوزارة أهدافها والخطط العامة للدولة. وجاء الفصل الخامس ليوجز قرارات مجلس الوزراء التي تقوم الوزارة بالعمل على تنفيذها،الذي نص على تنظيم عملية السعودة في أعمال النظافة والصيانة في الأجهزة الحكومية، حيث حرصت الوزارة على تضمين العقود بما يتوافق وتطبيق قرارات المجلس والموافقة السامية على تحويل كل من الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء السعودية إلى مؤسستين عامتين. كما تطرق الفصل السادس إلى الصعوبات التي واجهتها والمقترحات التي قدمتها الوزارة لتطوير العمل بوزارة الثقافة والإعلام ومنها تعزيز قطاعات الوزارة بالمزيد من الوظائف وزيادة عناصر الجذب والإبداع والتحفيز للعاملين في الوزارة.