سيكون يوم غد الأحد يوما شديد الخصوصية بالنسبة للاعب الهولندي رافاييل فان دير فارت عندما يواجه منتخب بلاده نظيره الأسباني في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2010، وسيكون فان دير فارت جالسا على مقعد بدلاء المنتخب الهولندي أثناء مباراة نهائي كأس العالم أمام اسبانيا، انتظارا لاقتناص فرصته في دخول أرض الملعب في جوهانسبرج ومساعدة المنتخب الهولندي على تحقيق قاعدة "الثالثة ثابتة" . ولم يلتق المنتخبان الهولندي والأسباني بعضهما البعض من قبل في بطولة كبيرة، ولكن هذه المباراة تحمل أهمية أخرى بالنسبة لفان دير فارت حيث أنه سيلعب للمرة الأولى أيضا أمام منتخب الدولة التي تنتمي لها أمه والتي يلعب بها ضمن صفوف ريال مدريد. وقال فان دير فارت بعد فوز هولندا على أوروجواي 3/2 في الدور قبل النهائي وقبل بدء مباراة ألمانيا وأسبانيا "أتمنى أن نواجه أسبانيا في النهائي. جزء من أسرتي ينتمي لأسبانيا كما أنني ألعب لريال مدريد" . وشارك فان دير فارت /27 عاما/ في التشكيل الأساسي للمنتخب الهولندي في مبارياته الثلاث بالمجموعة الخامسة في الدور الأول من كأس العالم، وساعد الفريق في تحقيق ثلاثة انتصارات، بمهارته في خط الوسط ورؤيته الجيدة للملعب. ومع ذلك أصبح فان دير فارت يشارك من مقعد البدلاء ابتداء من الدور الثاني (دور الستة عشر)، بعد استعادة آريين روبن لياقته. وقال فان دير فارت بعد فوز المنتخب الهولندي على نظيره البرازيلي 2/1 في دور الثمانية "الجلوس على مقعد البدلاء ليس أمرا سهلا" . وأضاف "إنه لامر محبط أن تكون جالسا (على مقعد البدلاء) والمباراة جارية. أحاول فقط أن أكون صبورا وأنتظر التبديل للنزول إلى الملعب ومساعدة الفريق". هذا بالتحديد ما سيفعله فان دير فارت أمام المنتخب الأسباني الذي لم يسبق له الوصول إلى نهائي كأس العالم. وقال فان دير فارت في وقت سابق من العام الجاري "جزء مني أسباني، وأنا فخور للغاية بذلك. ولكن بلدي الأولى هي هولندا وأشعر بالفخر دائما عندما استدعى للمشاركة مع منتخبها" وفي خمسينيات وستينيات القرن الماضي هاجر نحو مليون مواطن أسباني شمالا للبحث عن العمل في ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا. وكان لنسل هؤلاء المهاجرين الأسبان دورا مهما في كرة القدم الفرنسية حيث ظهرت أسماء مثل ميشيل هيدالجو ومانويل أموروس ولويس فيرنانديز،ومع ذلك لم يظهر نفس التأثير الأسباني على الكرة الهولندية إلى أن ظهر فان دير فارت . وتنحدر والدة فان دير فارت من بلدة شيكلانا دي لا فرونتيرا بمقاطعة قادش جنوب أسبانيا. وغادرت أسبانيا متوجهة إلى هولندا برفقة أسرتها التي كانت تعود إلى قادش بشكل متكرر. وتزوجت من مواطن هولندي ولكنها أصرت على أن يكون لنجلها اسم أسباني، وهو رافاييل. وترعرع رافاييل فان دير فارت وهو يتحدث اللغتين الهولندية والأسبانية. وتعلم رافاييل في أكاديمية أياكس الشهيرة ثم شارك للمرة الأولى مع نادي أياكس أمستردام وهو في السابعة عشرة من عمره. ولفت أنظار عدة أندية أسبانية في عام 2005 ولكن أياكس فضل بيعه لنادي هامبورج الألماني. وتحول حلم الاحتراف في أسبانيا إلى حقيقة في عام 2008 عندما انضم إلى صفوف ريال مدريد. وقضى فان دير فارت على مقعد بدلاء ريال مدريد وقتا أطول من الذي قضاه على أرض الملعب لكنه مع ذلك اكتسب شعبية في استاد سانتياجو برنابيو، بتألقه في التسديدات بقدمه اليسرى ورؤيته الرائعة للملعب. ومع ذلك فإنه بالتأكيد سيفقد بعضا من شعبيته في مدريد إذا ساعد المنتخب الهولندي في الفوز على نظيره الأسباني في نهائي المونديال.