يخوض مهاجم اتلتيكو مدريد الاسباني دييغو فورلان تحديا جديدا عندما يقود اليوم الثلاثاء خط هجوم منتخب بلاده الاوروغواي امام "طواحين" المنتخب الهولندي على ملعب "غرين بوينت" في كايب تاون .مسؤولية فورلان ستكون كبيرة اليوم حيث سيضطر الى اللعب في غياب شريكه في الخط الهجومي الناري مهاجم اياكس امستردام الهولندي لويس سواريز الموقوف لطرده في الدور ربع النهائي امام غانا يوم الجمعة الماضي.وشكل فورلان وسواريز ثنائيا ضاربا في النسخة الحالية حيث سجل كل منهما 3 اهداف كانت حاسمة للتأهل الى الدور نصف النهائي للعرس العالمي للمرة الاولى منذ عام 1970. هذا الثنائي ضرب بقوة في جنوب افريقيا وسجل كل منهما ثنائية: فورلان في مرمى جنوب افريقيا (3-صفر) في الدور الاول، وسواريز في مرمى كوريا الجنوبية (2-1) في الدور ثمن النهائي. اما الهدف الثالث لسواريز كان في مرمى المكسيك (1-صفر) في الجولة الثالثة الاخيرة من الدور الاول، والهدف الثالث لفورلان كان غاليا عندما ادرك التعادل في مرمى غانا في ثمن النهائي من ركلة حرة مباشرة. في ذلك اليوم، رفع فورلان (31 عاما) رصيده الى هدفه الدولي ال27 في 67 مباراة دولية، مؤكدا تألقه منذ مطلع عام 2010 مع فريقه الاسباني الذي سجل له 4 اهداف في الدور نصف النهائي والمباراة النهائية لمسابقة يوروبا ليغ.بدا الانسجام كبيرا بين فورلان وسواريز في العرس العالمي، بيد ان المهاجم الأشقر سيفتقد نجم اياكس امام هولندا وسيكون مطالبا باخراج كل ما في جعبته لتعويض هذا الغياب وقيادة الاوروغواي الى المباراة النهائية للمرة الاولى منذ عام 1950.ويقول فورلان في هذا الصدد "غياب سواريز ضربة موجعة بالنسبة لنا، كل ما عسانا ان نقول لقد ضحى بنفسه في ربع النهائي من اجل ان نصل الى هنا، يجب ان نرد له الدين ونبلغ المباراة النهائية حتى يكون حاضرا معنا". يأتي فورلان من عائلة كروية تدرك جيدا متطلبات اللعبة، فوالده بابلو فورلان لاعب دولي سابق خلال مونديالي 1966 و1974، وجده خوان كارلوس كوراسو كان مدرب منتخب الاوروغواي في كأس العالم 1962 في تشيلي ولعب قبلا في صفوف اندبندينتي الارجنتيني. نشأ دييغو على لعبة كرة المضرب في صغره، لكنه تحول الى كرة القدم بعد تعرض شقيقته أليخاندرا لحادث سيارة حيث بقيت العناية الفائقة لمدة خمسة أشهر. تلقى فورلان دروسه الكروية الأولى في مدرسة نادي بينيارول العريق في العاصمة مونتيفيديو حيث ولد، لكن ما لبث ان بلغ السابعة عشر من العمر حتى انتقل الى نادي اندبندينتي الارجنتيني حيث احترف جده سابقا. هناك صنع المهاجم الشاب اسمه حيث لعب بين عامي 1998 و2002، فلفت انظار مدرب مانشستر يونايتد الانكليزي السير أليكس فيرغوسون الذي ضمه الى صفوف الشياطين الحمر مقابل 9ر6 ملايين جنيه في يناير 2002. لم يتمكن صاحب التسديدات القوية بالقدمين من فرض نفسه في ملعب "أولد ترافورد" خلال ثلاثة مواسم أمضاها مع مانشستر وأحرز خلالها لقب الدوري عام 2003 والكأس عام 2004، تبدل حظ فورلان لدى توقيعه مع فياريال الأسباني في أغسطس 2004 وهو الشهر ذاته الذي استقدم فيه فيرغوسون المهاجم واين روني، فعاد الى ايقاع تسجيله ليحصد لقب هداف الدوري الاسباني موسم 2004-2005 برصيد 25 هدفا، ويساهم في تأهل فريقه الى مسابقة دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه. ثلاثة مواسم أمضاها فورلان مع "الغواصة الصفراء" كانت كافية للانضمام الى العاصمة مدريد عام 2007 لكن من بوابة فريقها الثاني أتليتيكو، ليتربع مجددا على عرش التهديف ويحرز لقب "بيتشيتشي" مرة ثانية برصيد 32 هدفا في 33 مباراة خلال موسم 2008-2009، وينال جائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في القارة العجوز بعد أن أحرزها مناصفة مع الفرنسي تييري هنري موسم 2005، وقاده الى لقب مسابقة يوروبا ليغ هذا الموسم بتسجيله ثنائية في مرمى فولهام الانكليزي 2-1 بعد التمديد. شارك فورلان مع الاوروغواي في كأس العالم 2002 وسجل هدفا بكرة على الطائر في مباراة السنغال (3-3)، كما سجل في مرمى البرازيل في نصف نهائي كوبا أميركا 2007 قبل ان يهدر ركلة ترجيحية حاسمة وضعت بلاده خارج المسابقة.