تعد الصناعات الخليجية التقليدية احد هم المصادر الحياتية بعد الزراعة والتجارة ورعي الماشية وصيد السمك واللؤلؤ ، التي يعتمد عليها السكان في منطقة الخليج العربي، واليمن ، وشبه الجزيرة العربية قبل ظهور النفط الذي لعب دورا كبيرا في تنمية هذه الدول ، مما دفع كثير من الحرفيين التقليديين هجر مهنهم الأساسية. هذا الأمر استرعى انتباه وزارات الشؤون الاجتماعية والعمل بهذه الظاهرة التي حلت العمالة الوافدة بدل المواطنين في لعب هذا الدور الذي كان يقوم به السكان الأصليين وأخذت تقتات على هذه الصناعات الحرفية والتقليدية ، فتشجعت تلك الوزارات في منطقة مجلس التعاون الخليجي العربي واليمن من تحفيز الأسر التي تعتمد أساسا في تأمين رزقها على معونات الضمان الاجتماعي إلي خوض تجربة الإنتاج ، حيث تم تصميم البرامج التأهيلية والتدريبية تحت مسمى " الأسر المنتجة " بهدف مساعدة الأسرة على العمل والإنتاج والعودة إلي الصناعات التي تتقنها والمتمثلة في صناعة الفخاريات والمشغولات التقليدية ، والمنسوجات والملابس، وصناعة المأكولات والحلوى الطبيعية والجلديات وغيرها من الصناعات الحرفية والتقليدية. وعلى هامش المهرجان الخليجي الثاني للعمل الاجتماعي الذي نظمته وزارة الشؤون الاجتماعية بالمملكة بالتعاون مع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية والعمل بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بمقر الغرفة التجارية والصناعية بجدة ، يختتم اليوم فعاليات المعرض المخصص لإنتاج الأسر الخليجية واليمنية ، وكان ابرز معروضات الأجنحة المشاركة في المعرض الصناعات الفخارية والحرفية والمشغولات التقليدية وصناعة العطور الطبيعية والبخور والمنسوجات والملابس وصناعة المأكولات ، وصناعة الحلوى ، وصناعة الجلديات. وأشاد وكيل الوزارة المساعد للشؤون الاجتماعية بدول قطر احمد نصر النصر بالتنظيم وحسن الضيافة ، وقال " إن المعرض يعتبر الثاني للعمل الاجتماعي ونحن حاولنا أن نعمل جناح مميز شارك فيه أسر رائدة في العمل الاجتماعي وعرض بعض مشروعاتهم الناجحة ، كما وأن المعرض يتيح لنا التعرف على تجارب أشقاءنا في دول مجلس التعاون الخليجي في نوعية الإنتاج وجودته ، بالإضافة إلي مشاركتنا بالورش والندوات التي تعمل على هامش المهرجان ". وذكر نصر أن جناح دولة قطر هذا العام يعرض منتجات جديدة في صناعة العطور الشرقية المشتقة من الطبيعة تحتل أهمية في جودتها لتواكب مطالب السوق السعودي والخليجي بشكل عام ، بالإضافة إلي مشاركتنا هذا العام في صناعة منتج آخر جيد تمثل في صناعة الشموع الخاصة بالاحتفالات. وقال " نحن نسعى إلي تحقيق الشراكة الاجتماعية وتوثيقها بين المؤسسات العامة والقطاع الخاص ودعم مشاريع وزارة الشؤون الاجتماعية بالأعمال الخيرية والأنشطة الإنسانية ". وأشار إلي أن وزارته تعمل على تأهيل الأسر وتدربها على تطوير عملية المنتج وجودته ، حيث أسس ضمن هيكل الوزارة إدارة متخصصة في تنمية الأسر المنتجة ، وأنهم لمسوا على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي إقبال كبير واهتمام من وزارات الشؤون الاجتماعية بهذه الأسر والاهتمام بها. من جانبها اعتبرت فايزة جلكاوي مديرة مشروع " من كسب يدي " من وزارة الشؤون الاجتماعية بدول الكويت أن المشاريع المعنية بالأسر المنتجة بدولة الكويت تلقى اهتمام كبير من الدولة والمجتمع حيث تمثل هذه الأسر شرائح عديدة من المجتمع تعتمد على معونات الضمان الاجتماعي من اسر السجناء والمرضى والأرامل والمطلقات والمعسرين ماديا حيث نقوم بتدريبهم واستقبالهم في المشروع الذي ترعاه الوزارة بتدريبهم وتأهيلهم على الإنتاج في تعلم صناعة أو حرفة تقليدية تساعد على زيادة دخل الأسرة ، وتدريب هذه الأسر نفسيا واجتماعيا وإخراجهم من عزلتهم الاجتماعية ، وتكون تلك الأسرة عنصر صالح خصوصا أن هذه الأسر تعاني من التصدع الأسري. وقالت إن المشروع قام بتدريب تلك الأسر على كثير من المهن التي تساعدها على زيادة دخلها تتعلق بمتطلبات السوق مثل المكياج والخياطة وتغليف الهدايا بالإضافة إلي الطهي وتعليمهم على الصناعات الحرفية التقليدية التي هجرها الجيل الجديد. وطالب احمد قاسم شجاع الدين مدير البرنامج الوطني للأسر المنتجة بجمهورية اليمن إيجاد معرض دائم في كل دولة يعرض منتجات تلك الأسر في دول مجلس التعاون الخليجي العربي واليمن ، وقال يمكن أن تتطور تلك المعارض إلي أن تصبح تجارة بينية في الصناعات التي تنتجها الأسر. وأشار إلي أهمية التعاون بين تلك الدول لنقل تجاربهم والاستفادة من تسويق المنتوجات الحرفية والمشغولات والتي تلعب دور كبير في تسويقها عالميا. وعد خلفان سليمان الرمحي من سلطنة عمان المعرض الذي تشارك فيه دولته بجناح بالمهم ، ويمثل دور أساسي في تنشيط تلك الصناعات التي تلقى اهتمام حاليا من قبل الدول والمجتمع في منطقتنا الخليجية ، وقال إن جناح سلطنة عمان هذا العام يتميز بصناعة اللبان والبخور ومشتقات الأشجار والنباتات الطبيعية والعطرية وماء الورد وماء اللبان وبعض الأدوية الطبيعية العشبية المقطرة التي كان الآباء والأجداد يعتمدون عليها في الاستشفاء ومجازة من وزارة الصحة. ولفتت وفاء احمد الشحي مدير التنمية الاجتماعية بأمارة رأس الخيمة رئيسة جناح دولة الإمارات العربية إلي أن المجسمات التراثية وصناعة سعف النخيل إلي الإقبال الشديد من زوار المعرض ، كما أن صناعة الملبوسات الخليجية الإماراتية و" البرقع الإماراتي " قد شد انتباه الزوار اللذين اقبلوا على شراء تلك الكميات في اليوم الثاني من المعرض ، وقالت إن برنامج الأسر المنتجة في دولة الإمارات يلقى دعم من الحكومة ومن المؤسسات الداعمة لتلك الأسر وتسويق منتجاتهم في داخل الإمارات وفي المهرجانات العالمية والإقليمية.