صدرت عن الدار العربية للعلوم ببيروت بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، حديثاً، أول الروايات البريطانية دوريس ليسينج مترجمة إلى العربية وهي '' مذكرات من نجا '' . وتصدى للرواية بالترجمة العراقي محمد درويش، حيث قدم لها، معرفاً بالكاتبة الحائزة جائزة نوبل للآداب العام , 2007 وبأهم الخطوط الفكرية والفنية في مجمل أعمالها الأدبية، مع التركيز على هذه الرواية . يقول المترجم '' تجري أحداث الرواية في مدينة ما توقفت فيها جميع الخدمات، وانتشرت فيها الفوضى، وأصبحت السلع نادرة .تعيش الراوية وهي امرأة لا نعرف اسمها في إحدى الشقق، وتفكر بالرحيل عن المدينة التي عصفت بها الأحداث العنيفة والفوضى .في يوم ما تناط بها مسؤولية تربية الاهتمام بطفلة في الثانية عشرة من العمر تدعي إميلي، ولديها حيوان غريب نصفه قطة ونصفه الآخر كلب يدعى هوغو '' . ويكمل درويش تعريفه للرواية التي صدرت بلغتها الأم للمرة الأولى العام '' 1974 تصف لنا الرواية حياة هؤلاء الثلاثة في فترة زمنية تمتد لثلاثة أعوام تقريباً تقيم خلالها إميلي علاقة مع زعيم عصابة من الشبان .عندما تبلغ إميلي الخامسة عشرة من العمر نجدها فتاة بالغة متزنة .وقد لجأت المؤلفة إلى الإسراع في بلوغ الفتاة باعتبار ذلك مؤشراً واقعياً على الزمن الذي لا يسمح بإطالة فترة الطفولة من ناحية، وباعتبار ذلك أسلوباً تمثل فيه إميلي حياة المرأة الراوية نفسها تمثيلاً عكسياً إذ تصبح إميلي والرواية شخصاً واحداً '' .إلى ذلك، ينقل محمد درويش على لسان الروائية نفسها التي حكمت رؤيتها الفنية في أعمالها أيديولوجياً وفنياً بحسب موسوعة '' ويكيبيدا '' الماركسية، ثم الاتجاه النفسي، فالصوفي، فالخيال العلمي، فالصوفي الإسلامي .ينقل قولها بأن هذه الرواية '' محاولة في السيرة الذاتية '' .موضحاً '' وفيها تعالج الكاتبة مظاهر من طفولتها التي حذفتها على نحو واضح من رواية مارتا كويست، إذا تبدأ الرواية والبطلة في سن المراهقة .وقد أشارت ليسينج في بعض المقابلات الصحافية إلى العلاقة الصعبة التي كانت تربطها بأمها '' . يذكر أن دوريس ليسينج من مواليد إيران العام , 1919 وقضت شطراً من شبابها في زيمبابوي، قبل أن تعود لبلدها .وصدر لها نحو 50 كتاباً في الرواية والقصة والشعر والمسرح والنقد، أولها رواية '' العشب يغني '' 1950.وستقوم المؤسسة بالتعاون مع الدار اللبنانية بعد حصولها على توقيع المؤلفة بتعريب ثلاثة روايات أخرى، تصدر في وقت لاحق .