أكد فخامة الرئيس نغوين منيه جييت رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية حرص بلاده على تطوير علاقتها مع المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات والدفع بها إلى الأمام بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين . وتحدث فخامته في الخطاب الذي ألقاه في مجلس الشورى أمس عن أهم الموضوعات التي بحثها مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خلال جلسة المباحثات التي عقدت بين الجانبين مساء أمس الاول ، والاتفاقيات التي وقعت بين البلدين لتطوير التعاون بينهما في مجالات عدة . ورأى فخامته أن هناك نقاط التقاء مشتركة بين البلدين وقال إن المملكة قوة اقتصادية كبيرة وفي المقابل تتوفر لدى فيتنام الفرص الاستثمارية في المجالات الزراعية والثروة الحيوانية والسمكية ، إلى جانب توفر القوى العاملة الشابة وبإمكان فيتنام أن تسهم في حاجة المملكة من العمالة . وأشار فخامته إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي لا يتجاوز 455 مليون دولار لا يتوزاى مع الامكانات التي تشهدها البلدان وهذا ما كان محل اتفاق لزيادته وتطويره خلال المباحثات مع خادم الحرمين الشريفين . وأكد استعداد فيتنام لتقديم كل التسهيلات الممكنة للمستثمرين السعوديين للاستثمار في بلاده بما فيها تسهيلات إجراءات الدخول والتاشيرات . واستعرض فخامة الرئيس فيتنام جهود بلاده في التنمية المحلية في مختلف المجالات مشيرا إلى أن النمو الاقتصادي في فيتنام ينمو بنسبة 7% سنويا . وتطرق فخامة الرئيس نغوين منيه جييت إلى سياسات فيتنام الخارجية مبيناأن بلاده أسهمت مساهمة فعالة في تبني قرارات مجلس الأمن والأممالمتحدة لتعزيز السلام والأمن الدولي وبخاصة في الشرق الأوسط من أجل قيام دولة فلسطينية مستقلة . وقال // إننا نؤيد قرارات جامعة الدول العربية ومبادرة السلام العربية ، ونهتم بعلاقتنا مع دول الخليج العربي وخاصة المملكة العربية السعودية بوصفها دولة كبرى في المنطقة وفي العالم //. وأضاف // إن فيتنام مرت بحرب ونحن ضد الحرب ومن يشن االحرب ويوميا نشاهد ما يتعرض له أطفال فلسطين والفلسطينيون في الأراضي الفلسطينية ، ونحن ننسق مع كل الدول لبذل الجهود للمساهمة في بناء السلام في دول العالم والإسهام في إحلال السلام في الشرق الأوسط // . وعبر فخامته عن تقديره لمجلس الشورى لدوره في تطوير الصداقة مع البرلمانات العالمية . وبخاصة مع الجمعية الوطنية الفيتنامية من خلال لجنة الصداقة البرلمانية السعودية /الفيتنامية . وكان معالي نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور بندر حجار قد ألقى كلمة رحب فيها بفخامة الرئيس نغوين منيه جييت في مجلس الشورى معربا عن شكر المجلس وتقديره لفخامته على هذه الزيارة التي ستبقى عنواناً في سجل المجلس وعلاقات البلدين الصديقين. وبين معاليه أن الشورى مبدأ أساس من مبادئ الحكم في الشريعة الإسلامية التي قامت عليها المملكة العربية السعودية, عبر تاريخ عريق ، حيث كانت نواة تأسيس مجلس الشورى في عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – مشيرا إلى أن مسيرة الشورى في المملكة مرت بمراحل متعددة تطور فيها الأداء والآليات إلى أن جاءت مرحلة تحديث هذه المسيرة بصدور نظام مجلس الشورى الجديد في عام 1412ه( 1992م) . وقال معالي الدكتور بندر حجار " إن نظام مجلس الشورى الجديد حدد صلاحيات المجلس ومهماته وطريقة أدائه وباشر المجلس بتكوينه الحديث أعماله واختصاصاته وفق آليات متطورة وإجراءات حديثه . وتطرق إلى عضوية مجلس الشورى في عدد من المنظمات والاتحادات البرلمانية الدولية حيث له مشاركات وأنشطة فاعلة ومؤثرة في هذه الاتحادات وذكر منها الاتحاد البرلماني الدولي واتحاد البرلمانات الآسيوية من أجل السلام واتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد البرلماني العربي وغيرها من الاتحادات البرلمانية, مشيراُ إلى أن مجلس الشورى عمل ويعمل على إيجاد شبكة من التواصل والعلاقات مع مختلف المجالس البرلمانية ويسعى لتعزيز علاقاته معها فيقوم مسؤولوه بزيارات رسمية للبرلمانات المختلفة , و لديه لجان صداقة برلمانية مع معظم برلمانات دول العالم ومنها برلمان جمهورية فيتنام الإشتراكية الصديقة. وتحدث معاليه عن العلاقة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية فيتنام ووصفها بأنها علاقة فتية مرشحة – بإذن الله – لأن تشمل مجالات عديدة وجوانب مختلفة في ظل حرص المسؤولين في البلدين على تعميق مستوى هذه العلاقة والدفع بها إلى الأمام, حيث يتمتع البلدان بنقاط التقاء عديدة وبمقومات سياسية واقتصادية تشكل رافداً من روافد التعاون . وأكد أن زيارة فخامة الرئيس الفيتنامي للمملكة ستدفع بتلك العلاقة إلى مزيد من التطور وستفتح آفاقاً جديدةً من التعاون في مختلف المجالات بين البلدين , وستسهم في الارتقاء بها إلى المستويات التي ينشدها الشعبان الصديقان. وتحدث معاليه عن المقومات تتمتع بها المملكة بتبوئها مكانة دينية وسياسية واقتصادية وتحظى بعلاقات مع مختلف دول العالم قائمة على الاحترام المتبادل , وتضطلع بدور مؤثر على مستوى الاقتصاد العالمي ولديها خطط اقتصادية طموحة, ومشروعات واعدة كما أن فيتنام لديها مقومات وإمكانات كبيرة . واستذكر معاليه التضحيات التي قدمها الشعب الفيتنامي لنيل استقلاله معبراً عن استنكار مجلس الشورى ما يعانيه الشعب الفلسطيني الأعزل من ظلمٍ واضطهاد واعتداء على أراضيه واستباحة لدمائه من قبل السلطات الإسرائيلية في تحدٍ صارخ لقرارات الأممالمتحدة, وانتهاك مؤلم لحقوق الإنسان, وتجاوز على المقدسات الإسلامية في القدس الشريف, ورفض مبادرات السلام والإصرار على تأجيج الصراع بالاستمرار في العدوان وسياسات الاستيطان في القدس. وشدد على وجوب امتثال إسرائيل لقرارات الأممالمتحدة والتعاون مع المجتمع الدولي من أجل عودة الحقوق للشعب الفلسطيني, مؤكدا أنه لا خيار أمام /إسرائيل/ سوى السلام الذي اختاره العرب طريقاً لإنهاء النزاع وفق مبادرة السلام العربية. وأعرب عن الأمل في أن تقوم دول العالم كافة والمنظمات الدولية بدورها تجاه إحقاق الحق ونصرة المظلوم, مقدراً لجمهورية فيتنام سياستها المتزنة والعادلة تجاه القضايا الدولية ورؤيتها الثاقبة نحو إشاعة السلام والاستقرار في العالم. وأكد معاليه ثقة مجلس الشورى في أن زيارة فخامة الرئيس نغوين منيه جييت للمملكة العربية السعودية سوف تكون لها – بإذن الله – نتائج طيبة ينعكس تأثيرها على مستوى العلاقات بين البلدين, مبدياً استعداد المجلس لدعم كل خطوة تعزز هذه العلاقة وترسخ أواصر الالتقاء بين الشعبين الصديقين.