استعرض أصحاب المعالي وزراء الصحة والعدل والثقافة والإعلام، رؤاهم وآلياتهم العملية لمواجهة الأخطاء الطبية وسبل الحد منها ووضع أسس مهنية مدروسة للتعامل معها بطريقة علمية منهجية بعيدة عن الإثارة واللامهنية، خلال ندوة نظمتها وزارة الصحة في الرياض اليوم تحت عنوان " الأخطاء الطبية وآلية التعامل معها". وقال معالي وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة في كلمة خلال الندوة إن الأخطاء الطبية تحتل حيزا كبيرا من اهتمام المواطنين ووسائل الإعلام والجهات ذات العلاقة حرصا من الجميع على الحد منها ومنع تكرارها . وأضاف "لما كانت الأخطاء الطبية تشكل قضية عالمية فقد أوجبت قيام الهيئات العلمية العالمية بوضع أسس مهنية مدروسة للتعامل معها وإرساء قواعد لحماية المرضى والممارسين الصحيين من حدوثها وآثارها السلبية". وأكد معاليه حرص وزارة الصحة على مواكبة التطور الصحي العالمي الذي يبنى على البراهين ويهدف لتحقيق رضى المستفيدين من خدماتها وتأمين سلامتهم . وقال "إيمانا من هذه الوزارة بمبدأ إتاحة الفرصة للجميع وخصوصا الجهات ذات العلاقة للمشاركة وإبداء الرأي في الكيفية المثلى للتعامل مع هذه المشكلة إرساء لمنهج الشفافية مع الجميع فقد قامت وزارة الصحة بالدعوة لهذه الندوة المهمة بمشاركة وزارة العدل ووزارة الثقافة والإعلام وبحضور القطاعات الصحية المختلفة ومجلس الشورى والهيئات الحقوقية والإعلامية لمناقشة هذه القضية بطريقة علمية منهجية بعيدة عن الإثارة واللامهنية مستفيدين من الأنظمة العالمية في إطار تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف". وعبر معالي وزير الصحة عن أمله بأن تحقق هذه الندوة أهداف العلم والتطور والحوار التي رسمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله ورعاهم داعيا الله للجميع بالتوفيق والنجاح وتحقيق أمن وسلامة المرضى ورعاية الكوادر الصحية الوطنية . بدوره، أبدى معالي وزير العدل الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى سعادته بالمشاركة في هذه الندوة التي رأى أنها تناقش موضوعا مهما كثر الحوار وتداول الرأي حوله. وأكد حرص وزارة العدل على المشاركة في هذا اللقاء لتسهم في وضع النقاط على الحروف من الناحية القضائية في شقها المتعلق بوسائل الإعلام. وقال " تناول وسائل الإعلام لموضوع الأخطاء الطبية ونقد يحتاج لمراجعة ووضع الأمور في نصابها الصحيح". وثمن عاليا تنظيم وزارة الصحة هذا اللقاء لمعالجة الأخطاء الطبية، مشيرا إلى أن هناك قضايا وحوارات تتعلق بشأن التعويضات في قضايا الأخطاء الطبية وآلية الفصل في القضايا الطبية ستشملها هذه الندوة في مناقشاتها إن شاء الله تعالى وتثمر عن توصيات نافعة للجميع . كما ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة كلمة أثنى فيها على اهتمام معالي وزير الصحة والعاملين في قطاع الصحة بموضوع الأخطاء الطبية وضرورة تضافر الجهود لإيضاح الحقيقة حولها . وقال معاليه "من واقع مسؤوليتها عن جميع وسائل الإعلام ومتابعة ما ينشر ويقال ويبث تجد وزارة الثقافة والإعلام لزاما عليها التأكد من إتباع المنهجية الصحيحة وإعطاء كل ذي حق حقه .. ومع حرصها على تقديم الدعم والتسهيلات وضمان حيز من الحرية المعقولة لكل إعلامي فهي في الوقت نفسه لا تقبل أن يترك الباب مفتوحا لنشر ما يمكن أن يسيء لهذا البلد أو رجالاته ". وأكد معالي وزير الثقافة والإعلام أنه مع النشر والبث الهادف البناء ويدعم الوصول إلى الحقيقة والتعريف بها ، وناشد الإعلاميين أن يكون البحث عن الحقيقة ديدنهم وتوعية المواطن هدفهم في طرح إعلامي مستنير يحقق مطلب الشاكي في التعريف بمشكلته ومطلب من ضده الشكوى في إيضاح ما يرى أنه الحقيقة . وقال معاليه "هذه المفاهيم مجتمعة حينما نسير وفق مضامينها نضع نصب أعيننا ما أكده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته التاريخية في افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة لمجلس الشورى حيث قال حفظه الله .. إنكم تعلمون جميعا بأن الكلمة أشبه بحد السيف ، بل أشد وقعا منه ، لذلك فإنني أهيب بالجميع أن يدركوا ذلك ، فالكلمة إذا أصبحت أداة لتصفية الحسابات ، والغمز واللمز ، وإطلاق الاتهامات جزافا كانت معول هدم لا يستفيد منه غير الشامتين بأمتنا ، وهذا لا يعني مصادرة النقد الهادف البناء ، لذلك أطلب من الجميع أن يتقوا الله في أقوالهم وأعمالهم ، وأن يتصدوا لمسؤولياتهم بوعي وإدراك ، وأن لا يكونوا عبئا على دينهم ووطنهم وأهلهم ) انتهى كلامه حفظه الله ". وأعرب معاليه في ختام كلمته عن أمله أن تسفر هذه الندوة عن توصيات تساير الطموحات والآمال المعقودة عليها وأن تكون نتائجها نبراسا يقتدي به الإعلامي في كتاباته وطرحه وبالتالي الوصول إلى الحقيقة المنشودة دون مغالاة في النقد أو خروج عن الموضوعية وانتقاد الآخرين .