كسرت الروائية قماشة العليان الجمود في علاقتها مع نادي المنطقة الشرقية الأدبي بقبولها دعوة النادي لها بتقديم ورقة عن تجربتها الروائية،إلا أنّها فاجأت الحضور في بداية الأمسية بنفيها أن تكون اختلافاتها مع النادي قد انتهت،مؤكدة على موضوعية اختلافها معه قائلة « في كل مقالاتي التي كتبتها عن اختلافي مع أعضاء النادي، كنت أؤكد على حقيقة أنني أناقش أفكاراً وأحداثاً لا أشخاص»، وأكّدت احترامها للنادي وأعضاءه ووصفته ب « ثابت، راسخ، شامخ، في داخلي كنخلة بلادي «. ويعود تاريخ اختلاف العليان مع النادي إلى بداية فترة تولي إدارة النادي وتنظيمها لانتخابات لاختيار عضوات اللجنة النسائية شاركت فيها العليان دون أن تفوز بها، أعقب ذلك كتابتها لعدد من المقالات التي انتقدت فيها الانتخابات وطريقة إدارة النادي. وفي جانب من المداخلات انتقد الكاتب يوسف شغري عدم المنطقية والواقعية في تصرفات بطلة إحدى روايات العليان الأمر الذي علقت عليه الكاتبة بأنّ مثل هذه التصرفات غير المفهومة قد تصدر من أشخاص نقابلهم في الحياة، الأمر الذي لاقى اعتراضاً من بعض الحضور الذي طالب الكاتبة بالغوص في نفسيات أبطال رواياتها لإيجاد تفسير يقنع القارئ بتصرفتهم بدلاً من طلب القارئ أن يمرر الأمور المتناقضة بحجة وجودها في الواقع، وهي الدعوة التي رفضها القاص خليل الفزيع الذي دعا إلى عدم التدخل في عالم الرواية واقتراح الأحداث على الكاتب. وانضم مقدم الأمسية الدكتور مبارك الخالدي إلى منتقدي التناقض غير المبرر في شخصية بطلة الرواية معتبراً أن كتابة العليان تنمتمي إلى الكتابة الواقعية التي يفترض فيها أن تنسجم شخصية البطلة مع التصرفات المتوقعة منها. وتحدثت العليان عن تشجيع أبيها المبكر وتآمره معها عبر جلبه للكتب على أمها التي خشيت أن «تفسد القراءة عقلها» فمنعتها منها، فكانت تختبئ عنها لكي تقرأ. ومضت إلى القول « ثم كانت انطلاقتي الاولى عبر مجلة سيدتي وانا طالبة في الثانوية .. فقد فوجئت قماشة العليان تنهي جمود العلاقات مع أدبي الشرقية وتبقي الاختلاف الموضوعي مفتوحا بقصتي منشورة فيها بعد ان ارسلتها لهم..كان ذلك اليوم محطة فاصلة في حياتي». واستمرت العليان بعدها في كتابة القصص لبعض المجلات بشكل أسبوعي.وكشفت العليان عن الكتب التي قرأتها فكان منها إعجابها الشديد بالكاتب المغربي محمد شكري وطريقته التي تصفع القارئ بالواقع المعاش،وتحدثت عن معايشتها للكتابة قائلة « في روايتي (أنثى العنكبوت ) بكيت كثيراً وأنا أكتب أحد مقاطع الرواية لافاجأ بان اغلب من قرأ هذا المشهد قد خانته دموعه، وفي ( عيون قذرة ) كتبت الرياض كما احببتها وكما عشتها وعايشتني ..مدينتي الاثيرة التي ولدت فيها وتتوالد هي داخلي بلا انقطاع» ..