قيل إن المدن تبنيها أذرع وشمت بالحكمة ... طافت على محيطات العالم تنتقي الأصداف وتعلقها قناديل على بوابات مدائن كانت ترتدي سوادا وتنتحب في الليل على ضحايا أغرقتهم أحلامهم الهزيلة وتعاسة العوز وغواية الحياة قيل إن مدينتي كانت تغفو عند البحر كل ليلة تنتظر صيادا يبحر بها نحو الأفق لتعود في المساء وتحكي عن مخلوقات لم تر القمر وهو يضيء ليل العاشقين ولم تتنفس رحيق أزهار البنفسج ولم تتناسل كالبشر ... قيل أن مدينتي كانت تراقب الطيور فجرا وهي تهبط عند مرافيء النور .. تتبعها الى حيث ترخي أجنحتها للعابرين في الطرقات .. تصافح الباحثين عن أحلاما لا تزور الفقراء قيل اننا أتينا العالم أشتاتا كموج المحيط وأننا قرأنا أحرف الحكمة فكتبنا يومياتنا على جدران الكهوف قصصا وأحلام ..وأننا نحيك الألم بعقولنا ونغمر أحلامنا بحزن صنعته دوائر الدهر حتى بات شجنا يعبرنا طيفه صباح مساء في زمن الموت تكون الأرصفة مبللة بمياه المستنقعات ... تقطنها أرواح كائنات من عالم مظلم ... تقتات من بقايا الخطايا ..وتتسلى بأشجار اللوز الممتدة حتى بوابة الزمن ... تتحول الى وجوه تشرق مع النور وتدغدغ أحلام الكبار ولهو الصغار في زمن الخطايا يصبح السفر عبر الأيام محفوفا بالخطر ... ونصبح مهددين كفراشات خلقت بأجنحة رقيقة ... نتحول الى كائنات تحركها همومها وبضع من أمنيات كسيرة ... في زمن الخطايا... تصبح الفضيلة أغلى من الحياة كانوا يتحدثون عن مدينتي وكيف استشاطت السماء غضبا ونحرت الحملان على أرصفة الموت كزهور لم تذق بعد حلاوة رحيقها ... كيف تبعثرت أشلاء الحملان في أودية الظلام ... واندست الأنفاس خلف الموت هربا من زفرات السماء ما قيل بقي حكاية تعبر الأزقة ليلا .... نسمعها تخطو عبر بيوتنا وهي تغني للموت ولا نجرؤ على فتح النوافذ لنبقي الموت بعيدا ... هذاما يتراءى لنا .... وهذا ما قيل شاعرة وإعلامية سعودية [email protected]