تأبط كتابه الذي اشتراه بالأمس .أخذ مكانه بالمستوصف منتظراً دوره .انهمك في قراءته، لم يأبه لصراخ الأطفال، وحديث الجالسين حوله .قلّب الأوراق واحدة تلو الأخرى، شعر بالسعادة، وهو يقرأ استحضر الجاحظ وبورخيس .رفع رأسه لمح مجاوره في الجهة اليُمنى يتلصص محاولاً قراءة العنوان، أمكنه من مراده ..باغته الرجل قائلاً : هل تُعيرني الكتاب للحظة؟ - .-لا بأس، تفضل انتظر اللحظة، فغدت لحظات، والرجل المُتطفل لم يُعِد الكتاب بعد ..شعر بالملل، فكّر بأن يجري حواراً مع الرجل الجالس عن يساره، بهدوء شرعا في الحديث .صُعِقا عندما طلب منهما المُتطفل أن ي ُخفضا صوتيهما، لكيلا يصرفاه عن قراءة ما بين يديه ! بلع ريقه، أراد أن يتكلم، فنادته الممرضة ليدخل على الطبيب .