يعد المعروض ارثًا ثقيلاً من تركات الماضي، فهو غرض لابد منه لاستكمال أوراق كل ملف لطلب أي خدمة كانت مع أنه في الغالب لا يقرأ هذا بخلاف اشتماله على عبارات استعطافية مطولة ريائية للحصول على شيء ممكن، في ظل العصر التكنولوجي الذي يختزل تلك البيروقراطية في تعبئة استمارة تشتمل على أيقونات واختيار من متعدد مختصرة بذلك الوقت والجهد. كانت ضرورة عبدالعزيز الزهراني وإبراهيم العتيبي قالوا إن المعاريض أوجدت مصدر دخل لكتبتها ويقتات كثير من كتابها وأسرهم على ما يحصلون من مقابل مادي إزاء ذلك، ويتواجدون بكثرة أمام كثير من القطاعات الخدمية، وتلقى سوقهم رواجا منقطع النظير. وأضافوا أن المعاريض كانت مطلبا وضرورة ملحة لشرح وتبيان ما يريد الشخص عند تقديمه لأي طلب في الزمن السابق ليستطيع القائم بالخدمة تلبيتها لمن يحتاجها؛ لقلة العاملين آنذاك وأيضا قلة المتعلمين. بكاء واستجداء!! عبدالله جميل قال: ما يثير اشمئزازي والقشعريرة في بدني بخلاف كون المعروض خطابا تقليديا وبدائيا، تلك البكائيات والاستجداءات المبتذلة التي تسطر بحبر من الخداع والزيف لتحقيق مصلحة، والتي تمس في كثير من الأحايين مروءة المرء وكرامته. ليس بالضرورة الأستاذ ماجد ثابت مدير إداري بأحد القطاعات قال إن كثيرا من الإدارات أصبحت تعتمد بشكل كبير على استقبال الطلبات عن طريق الموقع الالكتروني على الشبكة العنكبوتية وفي بعض الأمور يتطلب الموضوع حضور الشخص أو من ينوب عنه بشكل رسمي لتوضيح وشرح بعض النقاط في الطلبات اليدوية التي تقدم، أو تقديم بديل عن ذلك معروض به شرح وافٍ يعطي للمسؤول الجواب الشافي. عادة مجتمع من جهته قال الأخصائي الاجتماعي الأستاذ ماهر سندي: يعتبر المعروض مثل غيره من الأنظمة التي أقرتها مؤسسات المجتمع فهو منبثق من عاداتنا وأعرافنا المجتمعية ويمكننا تغييره أو تطويره متى ما أراد المجتمع ومؤسساته المدنية ذلك، فهو كأي نظام عندما يرى المجتمع أنه يعيق التطور، أو سبب لتباطؤ حراك المجتمع يمكن لنا إقصاؤه، وعندما ننتقد أنفسنا يعني أننا نريد التطور، مع العلم أن كل مجتمع يقبل النقد يريد التطور. شحاذة محترفة؟! اتفق من التقيناهم على أن المعروض يمثل شحاذة محترفة تمر بكامل أناقتها بدعم ورعاية من المجتمع الغارق في البيروقراطية، في زمن لا يتطلب أكثر من ضغطة زر للحصول على ما هو مطلوب، فهو خطاب مليء بالترقيعات الاستعطافية المصطنعة لا يجيد حياكتها سوى المكره، وكلنا نعلم أننا نذهب لمكان معين نريد خدمة معلومة لدى مقدمها لا تستدعي تلك المقدمة المسماة بالمعروض.