تنوعت النشاطات الاجتماعية والثقافية والرياضية بمنطقة تبوك وأصبح ذلك واضحاً على المستوى المعيشي للمواطن في المنطقة وتجلت آثاره البارزة في أنشطة متعددة ومتنوعة حيث ارتفعت مستويات الدخل الفردي . ففي مجال النشاط الاجتماعي أنشأت الجمعيات الخيرية التي أفضت هذه القيم للواقع وللممارسة اليومية كما استفاد سكان المنطقة من نظام الضمان الاجتماعي ومن النظام الصحي التعاوني ونظام التأمينات الاجتماعية كما أنشأت البرامج الاجتماعية والمراكز الاجتماعية وجائزة الحي المثالي . ويوجد في منطقة تبوك أكثر من عشرة جمعيات خيرية تشمل جمعية الملك عبد العزيز الخيرية وجمعية الملك خالد الخيرية النسائية والجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بتبوك إضافة إلى سبعة جمعيات خيرية في محافظات الوجه وضباء وأملج وحقل وتيماء والبدع وبدا . ومن المنشاط الاجتماعية في منطقة تبوك برنامج الأمير فهد بن سلطان الاجتماعي الذي بدأ نشاطه عام 1420ه بتمويل كامل من صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك والذي يهدف بصورة أساسية إلى دراسة الأوضاع الاجتماعية والأسرية للمحتاجين من أبناء المنطقة والعمل على إيجاد حلول جذرية لمعاناتهم من خلال عدة مشروعات ومنها إنشاء الإسكان الخيري في مدينة تبوك ومحافظات ومراكز المنطقة حيث تجاوز عدد الوحدات السكنية التي تم إنشاؤها حتى الآن أكثر من خمسمائة وحدة سكنية استفاد منها مئات الأسر المحتاجه بعد تسليمها لهم من قبل البرنامج، بالإضافة إلى قيام البرنامج بترميم المنازل وتوفير فرص عمل للمحتاجين وتوفير الكهرباء والمياه والتعليم والصحة والتوظيف وما إلى ذلك . كما قام برنامج الأمير فهد بن سلطان الاجتماعي بمساعدة الأسر المحتاجه وإنشاء الجوامع والمساجد وإنشاء محطات التحلية وحفر الآبار وتزويد القرى والمراكز بالمياه وتقديم الأعلاف لأصحاب المواشي ونقلها إلى أماكن تواجد العشب والكلأ بالإضافة إلى تقديم معونات فعلية للمحتاجين . كما تشمل النشاطات الاجتماعية الأخرى بالمنطقة مركز الأمير فهد بن سلطان الاجتماعي الذي شيد على نفقة سمو أمير منطقة تبوك على مساحة 11 ألف متر مربع والذي يعد من المعالم البارزة في المنطقة . ويهدف المركز إلى تهيئة المشاركة في العلاقات الاجتماعية بين الأعضاء وتقديم النصائح الصحية والوقائية لهم وتنمية قدراتهم على التكيف مع متغيرات الحياة عبر العمل الجماعي المشترك وتعميق قيم ومفاهيم الوفاء بالاحتياجات الاجتماعية الأساسية في نفوسهم من خلال بذل المشورة والمعلومات المفيدة والنافعة حتى وصل عدد الزائرين لهذا المركز منذ إنشاءه حتى الآن أكثر من ثلاثمائة ألف زائر .كما كان لجائزة الأمير فهد بن سلطان للحي المثالي الذي جاء إنشاؤها عام 1427ه دور في تطوير الوعي السكاني بأهمية المحافظة على المظهر العام للأحياء وترقية مستوى خدماتها من حيث التنظيم والنظافة والعلاقات الأسرية والسلوك الاجتماعي وترابط أبناء الحي وتكاتفهم وتعاونهم وتنمية السلوك الايجابي في نفوسهم وبث روح التنافس الشريف بينهم حيث شملت هذه الجائزة الأحياء في مدينة تبوك ومحافظات الوجه وضباء وأملج وحقل وتيماء والبدع .وفيما يخص النشاط الثقافي بمنطقة تبوك فالمنطقة لها إرثا ثقافياً وحضارياً هائلاً وهو خلاصة تمازج بين حضارات قديمة تتابعت حتى إشراقة نور الإسلام ويرتبط نشاطها الثقافي الحالي بحياة الاستقرار التي أدت إلى إنشاء المؤسسات التعليمية والجامعات والكليات والمعاهد وما صاحب ذلك من وجود المحاضرين والمعلمين والمثقفين والأدباء والقضاة والمهندسين وضباط القوات المسلحة وكان لهذه التوليفة أثرها الواضح في رفع مستويات حياة السكان نتيجة الاحتكاك والاختلاط المباشر المتمثل في اللقاءات الاجتماعية والثقافية . كما استقبلت المنطقة فروع الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون التي أصبحت جميعها منطلقاً للنشاط الثقافي العام وساهمت وسائل الإعلام والقنوات الفضائية في تطوير النشاط الثقافي بعد أن توسعت دائرة استقبال البث الإذاعي والتلفزيوني وأصبح وصول الصحف والمجلات أمراً ميسراً بفضل شبكة الطرق الحديثة والرحلات الجوية بالإضافة إلى وجود المكتبات العامة ومطابع لإصدار الكتب ونشرها وتوزيعها مع وجود المكتبات الخاصة . كما أسهمت هذه المنابر وغيرها في النشاط الثقافي باستضافتها المفكرين والعلماء والأدباء والمشايخ وطلبة العلم وأساتذة الجامعات والشعراء للمشاركة في الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية والأدبية التي تقام بالمنطقة والمشاركة في المناسبات الوطنية والثقافية بالإضافة إلى نشاط العطاء في مجال أدب الطفل والمرأة وخرج نشاط المنطقة من دائرة التنافس في اللقاءات الوطنية والمناسبات الثقافية .كما ساهم مركز الأمير سلطان الحضاري بتبوك ممثلاً في أنواع الأنشطة التي تعقد فيه وتمارسها عناصر المجتمع ثقافية كانت أو علمية أم إبداعية أخرى والتي شكلت هوية المنطقة ورؤيتها ذات الطابع الذي يمثلها ويعبر بدقة عن خصوصيتها التاريخية والجغرافية والاجتماعية .وأصبح المركز معلماً وطنياً على مستوى المملكة وواجهة حضارية وثقافية ومعبراً عن كل نشاط إبداعي بالمنطقة بالإضافة إلى احتوائه الإبداعات الحضارية والفنية والثقافية والتربوية وتنميتها وتنشيط العمل في القطاعات الحكومية من خلال البرامج والإستراتيجيات التي يقدمها المركز عبر وسائل متعددة والمساهمة في الاحتفالات الخاصة بالمنطقة وتوعية المجتمع ودعم مسيرة الرقي بأفراده نحو الأفضل . كما ساهمت جائزة تبوك للتفوق العلمي التي أنشأها صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك في عام 1408ه وكانت تحمل اسم سموه في النهوض بالمستوى التعليمي بالمنطقة . وتستهدف الجائزة تشجيع التفوق في جميع المجالات العلمية والعملية واستشادة الهمم للتنافس الشريف بين الطلبة والطالبات وتكريم النابغين منهم وتبني أفكارهم المتميزة ضماناً لمزيد من التفوق والعطاء إضافة إلى تنمية وعيهم بأهمية البحث العلمي بجانب تكريم القائمين على التربية والتعليم عرفاناً بجهودهم وتقديراً لمسؤولياتهم النبيلة . كما تستهدف الجائزة تقديم النماذج المتميزة علمياً وسلوكياً ليقتدي بها الآخرون في التحصيل المعرفي وفي المنهج السلوكي وفي مجال التوسع والتطوير في مجالات الجائزة حيث خصصت جوائز للبحث العلمي نظراً لما لهذا الجانب من أهمية في تنمية مهارات الطلاب والطالبات وربطهم بقضايا وطنهم وقد استهلت جائزة البحث العلمي انطلاقتها بدراسات ترتبط ارتباطاً وثيقاً باهتمامات المواطن السعودي . وبالنسبة للنشاط الرياضي فقد كان لمنطقة تبوك حضوراً رياضياً مشرفاً من خلال عدة أنشطة وألعاب مختلفة تميز فيها أبناء المنطقة من خلال عدد من الأندية سواء في مدينة تبوك والمحافظات وهي النادي الوطني ونادي الصقور بتبوك ونادي الخالدي بالوجه ونادي تيماء ونادي ضباء ونادي الحوراء بأملج كما أنشأت مدينة الملك خالد الرياضية عام 1407ه وهي من المنشآت الحضارية بالمنطقة . كما بدأت سباقات الهجن والخيل في منطقة تبوك عام 1407ه بصفة منظمة ورسمية وتوالي تنظيمها سنوياً في ميدان السباق بتبوك مما أكسبها قاعدة عريضة من الجمهور وعشاق هذه الرياضة الأصيلة الذين يأتون لهذه المنطقة من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج والدول العربية المجاورة ويقام حفل ختامي لتوزيع الجوائز على الفائزين نهاية كل سباق برعاية سمو أمير منطقة تبوك بالإضافة إلى السباقات المحلية التي ينظمها ملاك الخيل بالمنطقة ووجود عدد من النوادي الخاصة بتعليم ركوب الخيل وقفز الحواجز وتوجت هذه الفعاليات بمسابقة مزايين الإبل وكل هذه الأنشطة ينظمها نادي الفروسية والهجن بمنطقة تبوك .