صدر العدد الجديد من مجلة الجوبة الثقافية ( 24 ) مفردا ملفا خاصا بمناسبة افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" ، إضافة الى عدد من المواد الإبداعية والمقالات والدراسات وقراءات الكتب . وفي افتتاحية المجلة يشير المشرف العام على الجوبة الأستاذ إبراهيم الحميد بأن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) - التي بدأت كبيرة ، ككبر مؤسسها في أفعاله وأقواله -كانت حلما يراود خادم الحرمين الشريفين الذي حمل هموم أمته ووطنه ، طوال مسيرة حياته الحافلة بالعطاء، وقد جاء هذا الحلم على قدر هذا الرجل شامخا ، قويا ، حاملا معه مشاعل النور والأمل . فقد كانت العزيمة قوية وصادقة، و على قدر أهل العزم تأتي العزائم . ولذا لم يأبه - حفظه الله – لأي صعوبات قد تواجه حلمه الكبير ، فكانت النتائج مشرفة و مبهرة . وإن علينا كمواطنين ، أن نستشعر حجم الانجاز العظيم ، والنقلة العلمية الكبيرة التي يحققها تأسيس وافتتاح هذه الجامعة البحثية الكبرى ، من خلال إخراج جيل من الشباب القادر على التعامل مع معطيات هذه الجامعة ، والاستجابة لرؤية وحلم خادم الحرمين الشريفين ، في استقطاب وتخريج العلماء من هذا الوطن وجميع أنحاء العالم. وقد أرادها -حفظه الله- أن تكون خلفا لبيت الحكمة البغدادي الذي تستعيده هذه الجامعة وتجده بعد أن تاه في غياهب القرون ما يقرب من (750 ) عاما. ويختتم افتتاحيته قائلا إن مجلة الجوبة- وهي تخصص ملفا متواضعا عن الجامعة - لتدرك أهمية اللحظة التاريخية التي نعيشها في بلادنا ، بعد افتتاح هذه الجامعة، ولذا فقد حرصت على توثيقها، وتعريف قرائها ببعض تفاصيلها التي لا تغيب عن الكثير ، ولكنه تكريس لأهمية هذه الحدث ، واستنهاض لهمم الطلاب والعلماء والباحثين للحاق بركب هذه الجامعة ، ويتناول ملف جامعة الملك عبدالله ، عددا من المحاور التي تبين أهميتها و التعريف بها ، والانجاز الذي تحقق بإنشائها ، ويشارك فيه عدد من أساتذة الجامعات منهم : الدكتور أحمد بن عبدالله السالم عميد كلية اللغة العربية بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية ، و الدكتور جميل بن موسى الحميد عميد شئون المكتبات بجامعة الجوف ، و الدكتور نايف بن صالح المعيقل عميد البحث العلمي بجامعة الجوف ، و الدكتور طارش بن مسلم الشمري وكيل جامعة الجوف ، والدكتور خليل بن إبراهيم المعيقل عضو مجلس الشورى والأستاذ بجامعة الملك سعود. و تتناول الجوبة في عددها هذا دراسات ثلا ثة.. جاءت الأولى لرواية غالية آل سعيد "سنين مبعثرة" والتي أجرتها الكاتبة السعودية هدى المعجل، وتطرقت من خلالها إلى أهمية الزمان والمكان وأثرهما في الرواية، لا سيما وأن المكان كان الأكثر ثراء بالنسبة لها .. لأنها عاشت فيه فاستحضرته ،أو ربما توطن ذاكرتها وحسها.. وكانت الدراسة الثانية عن الفروق والسمات بين " السيرة الشعبية " و "القصص الشعبية" للكاتب المصري يسري عبدالغني ويتطرق فيها إلى الفرق الواضح بين ما عرف باسم "السير الشعبية" وما عرف باسم "القصص الشعبي" ، ولعل أوضح مثال على النوع الأول هو ( سيرة بني هلال) . أما الدراسة الثالثة فكانت عبارة عن أضواء على تجربة الشاعر إلياس أبو شبكة التي قدمها الكاتب والناقد رامي نزيه أبو شهاب ، حيث تميز أبو شبكة بطبيعة شعرية اتسمت بالخصوصية والتفرد نتيجة عوامل وثنائيات عديدة أحاطت بالشاعر نفسه. و تدخل الجوبة في مواجهات أربعة كانت الأولى مع الكاتب الروائي الكبير إدوار الخراط الذي يحتل مكانة بارزة على خارطة الثقافة المصرية خاصة ،والعربية عامة. وقد حظيت أعماله القصصية والروائية باهتمام نقدي كبير ،وترجمت إلى العديد من اللغات . ويرى أن العلاقة بين الشرق والغرب من الناحية الثقافية علاقة جيدة ، فهناك نوع جيد من التبادل والتقييم والتعارف، يزداد وثاقة واتساعا يوما بعد يوم، وعاما بعد عام . وجاءت المواجهة الثانية مع الكاتب الساخر أحمد حسن الزعبي الذي عرف بلماحيته، وسخريته التي ينتظرها الكثير من قرائه، سواء في أوعية النشر الورقية أو الرقمية..وقد اشتهر بشخصيته الكاريكاتورية "أبو يحيى" التي يستخدمها في كتاباته. ويقول الزعبي بأن الأدب الساخر هو خبز الناس، ولا أحد يستطيع الاستغناء عنه.. وإن العامة أكثر احتفالاً به، والكتابة الساخرة هي شقيقة الرسم الكاريكاتيري.. أما المواجهة الثالثة فكانت مع أول مدير للتعليم بمنطقة الجوف الأستاذ إبراهيم خليف السطام الذي يرى أن عوامل التفوق الدراسي مرتبطة بحسن العلا قة بين البيت والمدرسة والمجتمع ، وإن مشروع السعودة لم يحقق ما هو متوقع منه وتكتنفه بعض الصعوبات ، ومع تقديره لعطاء معلمي هذه الأيام فإنه يرى في معلمي البدايات الأولى لمراحل التعليم تميزاً ملحوظا رغم أنهم لا يحملون شهادات عالية . والمواجهة الرابعة كانت مع الشاعر العراقي عدنان الصايغ الفائز بجائزة اتحاد الكتاب السويديين ، والذي يقول بأن الشعر هو رئتنا التي نتنفس بها ، والنافذة المفتوحة لنا على العالم، وإن الشاعر قادر على تأسيس مشروعه الجمالي والإنساني والثقافي أينما كان ويكون .. وأن الشعر بكل الأزمنة ولا يتوقف عند زمن معين. وفي باب نوافذ تناولت الجوبة مواضيع "ليلة العيد "لفواز صالح الجعفر و" المنفلوطي كرائد من رواد التجديد في النثر الفني الحديث " لعبدالناصر محمود عيسى و" الكتابة الرقمية "لحسام عبدالقادر و " مقاربة حول عوالم الروائي حنا مينه " لعمران عز الدين..كما تناولت نورا العلي قصيدة "لا تعذليه" لابن زريق البغدادي. وقدمت الجوبة مواضيع نقدية لهيثم حسين في " تراتيل العدم " ، ومحمد السموري في "رمزية المرأة والخصب في أدب العجيلي" ، وفريال الحوار في "سيف بن أعطى سيرة لم تكتمل" . وفي مجال المال والاقتصاد كتب د. نضال الرمحي عن التورق وأحكامه - ما له وما عليه.. وقال إن مجمع الفقة الإسلامي ذهب في رؤيته التي أطلقها في مؤتمر الشارقة، إلى التشديد على ضرورة التزام المؤسسات المالية والمصارف الإسلامية باستخدام صيغ الاستثمار والتمويل المشروعة، وتجنب الصيغ المحرمة والمشبوهة، والالتزام بالضوابط الشرعية. في الوقت الذي عاد فيه الخلاف حول رؤية إسلامية في «التورق»، بين عدد من العلماء في المصرفية الإسلامية. وفي مجال الفنون كتبت ليلى آيت سعيد عن " الابداع والتجميد في حكايات من زمن الحب" لفيصل الخديدي.. وتورد الجوبة قصصا لكل من ابتسام التريسي ونادية العسري وشيمة الشمري وسناء شعلان ولولوه العتيبي وإبراهيم شيخ.. وقصائد لكل من يوسف العارف وملاك الخالدي وميسون أبو بكر وسعد الرفاعي وعلي العسيري ودعاء صابر وعبدالرحيم الماسخ .كما تضمنت قراءات لعبدالله المتقي ورنا جعفر وسمير الشريف وعبدالغني فوزي ..وعرضا للأنشطة الثقافية بالمؤسسة خلال الفترة الماضية .. ويتصدر غلاف العدد 24 من مجلة الجوبة صورة لواجهة المبنى الضخم الذي تم بناؤه خصيصا لمناسبة افتتاح كاوست ، حيث تشرف باحتضان افتتاح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للجامعة واستقباله لزعماء العالم و ممثليه . والجدير ذكره أن الجوبة مجلة ثقافية تصدر كل ثلاثة أشهر ضمن برنامج النشر ودعم الأبحاث بمؤسسة عبد الرحمن السديري الخيرية بمنطقة الجوف السعودية ويمكن التواصل معها عبر بريدها الالكتروني : [email protected] هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته أو من خلال موقع المجلة على الانترنت : www.aljoubah.com