خاطب صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل مؤتمر مشكلات الشباب المسلم في عصر العولمة مؤكداً على ضرورة ان يتصدى علماء الامة الاسلامية ومؤسساتها المتخصصة لمقاومة الفكر المنحرف الذي يتعرض له بعض شبابنا وقال سموه في افتتاح المؤتمر الذي نظمته رابطة العالم الاسلامي في مكةالمكرمة امس وافتتحه سموه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين: يسعدني أن انقل لكم تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي شرفني - يحفظه الله - بالإنابة عنه في مؤتمركم الموقر، وأن ارحب بالضيوف الاكارم، على ارض المملكة العربية السعودية، التي شرفها الله بخدمة الاسلام والمسلمين، وشرح صدرها وحماها بكتابه الكريم وسنة نبيه المطهرة، ووفقها الى بذل كل عنايتها وتسخير امكاناتها لتطوير الحرمين والمشاعر والخدمات عامة، على النحو المشهود عاما بعد عام، وتذليل رحلة ضيوف الرحمن، كي ينصرف المسلم إلى اداء نسكه لربه كما امر، في حال من كفاية الخدمات والأمن والطمأنينة، وبما يحقق المقاصد الشرعية للحج في جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفهم، وتفعيل التعاون بينهم على البر والتقوى. الحفل الكريم وحسنا فعلت رابطة العالم الاسلامي، بأن طرحت "مشكلات الشباب المسلم في عصر العولمة"، موضوعا لهذا المؤتمر، فهم يشكلون غالبية المجتمع المسلم، وعليهم تنعقد الآمال في غد افضل. ومع أن غالبية شبابنا - ولله الحمد - يشقون طريقهم على جادة الصواب، إلا أن البعض يتعرض للانحراف، إما بالانسلاخ من عقيدته التي هي أساس وجوده، وإما إلى حبائل الفكر الضال وجرائم الارهاب. ونظراً لخطورة هذه الانحرافات - وغيرها - على حاضر المسلمين ومستقبلهم، فإن علماء الامة الاسلامية ومفكريها الراسخين في العلم، ومؤسساتها المتخصصة، مدعوون لمقاومة هذا الفكر المنحرف وصناعة، وحماية المجتمعات الاسلامية من وباله، ووقف مده بين الشباب، ومواجهة الخطر المضاعف على الامة الاسلامية في هذه المرحلة الحرجة، حيث اجتمعت على الاسلام والمسلمين عداوة في الخارج، تسخر آلياتها السياسية والإعلامية لتشويه صورتنا لدى الآخر واستعدائه علينا، على خلفية اعمال غير مسؤولة من قلة تنتمي الينا وهي بعيدة كل البعد عن صحيح منهجنا، ولا تزال الامة الاسلامية تدفع ثمنا فادحا، جراء احداث الحادي عشر من سبتمبر، ومع كل ارهاب جديد تخسر المزيد. أما عداوة الداخل - وهي الاخطر- فتتمثل في محاولات اختطاف وسطية الاسلام واعتداله، من عصابات الجهالة التي تدعو للجمهود خوفا من كل جديد، او الى التحرر المطلق دون النظر الى ضوابط العقيدة، ومن عصابات الاسلام المسيس، التي تنشد السلطة، ولو على جماجم المخدوعين ودماء الابرياء. الإخوة الكرام وعلى الرغم من أن المملكة العربية السعودية قامت على الاعتدال، وحققت وجودها تحت راية الاسلام، فقد عانت كثيرا من هذا الفكر المنحرف المسيس، الذي وفد إليها مندسا، ولكنها قطعت - ولله الحمد - شوطاً بعيداً في تجفيف الساحة الداخلية منه، وسدت الطرق أمام كل خططه، وحين انطلق الخوارج مؤخرا من ارض اليمن الشقيق، يهاجمون حدودنا الجنوبية، يستولون على ارضنا، ويقتلون ويجرحون العزل من ابنائنا، ويحاولون ترويع الأمن والآمنين، وقف السعوديون جميعا - مدنيين وعسكريين - وقفة رجل واحد - وسط تأييد عربي واسلامي ودولي - في وجه العدوان، ورد الله كيد الخوارج في نحورهم. الحفل الكريم في عالم السماوات المفتوحة، وما تتدفق به تقنيات الاتصالات المتجددة، لا يستطيع احد - ولا من صالحه - ان يتقوقع على نفسه، منعزلا عما يجري في العالم حوله، والأمة الاسلامية لا يجب ان تغيب عن مشهد المعاصرة، بل عليها ان تستأنف دورها - مجدداً - في صنع الحضارة الانسانية، وهذا يقتضي المزيد من الاهتمام بالتنمية البشرية، والانطلاق بتعليم شبابنا الى آفاق العصر وعلومه وتقنياته، جنبا الى جنب مع اهتمامنا بعلومنا الشرعية، والتمسك بدستورنا الاسلامي في الكتاب والسنة. ولا يعيبنا أن نأخذ ونطبق ونطور من علوم الآخر وتقنياته، ما يوافق منهج الوسطية في الاسلام، ونرفض ما دون ذلك، بل العيب ان نظل هكذا لا نبادر ولا نقبل المبادرة. أصحاب السماحة. والفضيلة.. والسعادة وختاماً.. أوجه الشكر إلى رابطة العالم الاسلامي، ومعالي أمينها العام، والإخوة المنظمين، والمشاركين، وكافة الحضور. سائلا المولى - جل وعلا - أن ينفع بهذا العمل الجليل، وأن يسدد خطاكم لما يخدم قضايا الشباب المسلم. تم ألقى الدكتور أحمد بن نافع المروعي كلمة اللجنة العلمية للمؤتمر التي قال فيها: يقول الله عز وجل: "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق * ليشهدوا منافع لهم" منافع في الدين والدنيا، ومنافع فردية واجتماعية وسياسية واقتصادية، ومن ضمن هذه المنافع، هذا المؤتمر الكبير، مؤتمر مكةالمكرمة والذي يعقد سنويا في رابطة العالم الاسلامي برعاية كريمة سامية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية مؤتمر مكةالمكرمة والذي يحمل اسم هذا البلد الامين البلدة التي حرمها الله يوم خلق السموات والارض مؤتمر مكةالمكرمة والذي كان أول من دعا اليه هو مؤسس هذا الكيان الشامخ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله، حين دعا علماء الامة للاجتماع في مكةالمكرمة. ثم كلمة الوفود المشاركة للمؤتمر ألقاها الدكتور محمد عبدالحليم عمر فقال: من المملكة العربية السعودية أرض الخير التي اختصها الله سبحانه وتعالى ببزوغ فجر الاسلام منها ليعم الخير العالم كله. ومن مكةالمكرمة التي باركها الله عز وجل بوضع أول بيت للناس فيها وميلاد رسول الهدى صلى الله عليه وسلم فيها. وفي وموسم الحج المبارك الذي يجسد وحدة المسلمين تحت راية الاسلام. ثم ألقى الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي بمكةالمكرمة معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي فتحدث قائلاً: فإنه لمن دواعي السرور والاغتباط، أن تجتمع في مثل هذه الايام المباركات من كل سنة، ثلة من اولي العلم والبحث في الشأن السالامي العام، لمدارسة قضية من القضايا ذات الصلة بواقع الامة ومعالجة مشكلاتها. عقبها ألقى سماحة المفتي العام بالمملكة العربية السعودية رئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الاسلامي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة بهذه المناسبة حيث شدد على اهمية هل مشكلات الشباب المسلم والتمسك بالدين والقيم وقال ان القضية التي يبحثها المؤتمر من مشكلات تواجه شباب الامة قضية هامة ونشكر الرابطة لطرحها والسعي لحلولها. مشيرا الى ان مشكلة الشباب ننظر اليها من انها مرحلة من اهم المراحل لأن الشباب عنده استعداد الفكري والجسدي والغريزي لتحقيق آماله.