بالنسبة لأغلب الناس فإن كلمة إنفلونزا تعني وعكة قصيرة تلم بأي شخص عرضا لتلزمه الفراش بضعة أيام، وآخرون يرون الكلمة تعني مرضا قصير الأمد يجعلهم يسعلون ويشعرون معه بالضعضعة، والأطباء يعتبرونها مرضا يسببه فيروس الإنفلونزا، ووفق هذا التعريف سوف نستمر في هذه المقارنة. الأعراض الأولية لكل أنواع الإنفلونزا متشابهة، بل تتشابه الأعراض ذاتها مع تلك التي تسببها الإصابة بعدوى عدة أنواع أخرى من الفيروسات، وهذا يصعب من تشخيص أي نوع من الإنفلونزا عن طريق الأعراض وحدها. كل أنواع فيروسات الإنفلونزا تنتشر عن طريق الانتقال من عائل (إنسانا كان أو حيوانا) لآخر تحملها إليه قطيرات من لعاب المصاب أو مخاطه أو حتى برازه، وداخل كل قطيرة من اللعاب عشرات الملايين من فيروسات الإنفلونزا الفائقة الصغر، وبمجرد أن يجد الفيروس عائلا جديدا، وتغزو عدواه خلايا العائل الجديد، يبدأ بسرعة في التكاثر (عمل نسخ على وجه الدقة) بالملايين قبل أن تظهر أعراض العدوى به، ويسمى الوقت بين التقاط العدوى وظهور الأعراض بفترة الحضانة، وفيما يتعلق بفترة حضانة الفيروس المسبب لإنفلونزا الخنازير فإنها تتراوح بين ثلاثة أيام إلى خمسة. أعراض الإنفلونزا العادية (الموسمية): تميل الإنفلونزا العادية إلى الانتشار في الطقس البارد، أي بين شهري نوفمبر ومارس في النصف الشمالي من الأرض، ورغم تشابه أعراض عدة أمراض أخرى وأعراض الإنفلونزا العادية، لكنها إذ تقع في الشهور الأخرى، فالأغلب أنها ليست بسبب فيروس الإنفلونزا. كذلك رغم أن أغلب الذين يصابون بالإنفلونزا أثناء موسمها يعانون السعال واحتقان الحلق، فإن هذه الأعراض يمكن أن تحدث بسبب عدوى العديد من الأمراض الأخرى، حتى في نفس الموسم. فإذا ما عانى شخص ما من السعال واحتقان في حلقه أثناء موسم الإنفلونزا، فإن هناك العديد من العلامات التي يمكن التفرقة بها بين عدوى الإنفلونزا وأي عدوى أخرى، إذ الشخص المصاب بالإنفلونزا غالبا ما تتسم حالته بالتالي: الأعراض تبدأ وتتفاقم فجأة أو خلال ساعات- الإحساس بالضعضعة الشديدة والتعب البالغ (فلا طاقة لديه لعمل أي شيء)- الحمى الشديدة فترتفع الحرارة بسرعة لنحو (37.8 : 40.5) درجة مئوية، في غضون 12 إلى 24 ساعة فقط -صداع شديد، وآلام بالعضلات والمفاصل، آلام عند تحريك العينين وإحساس بعدم الراحة للأنوار الساطعة. الشاهد أن أي شخص أصابته عدوى الإنفلونزا العادية الموسمية، فإنه يؤكد أنها أمرضته بشدة لفترة، ورغم ذلك فإنها تتلاشى في الأصحاء بمجرد أن يشرع الجسم في إطلاق استجابة مناعية ضدها؛ إذ يثوب إليهم وافر صحتهم بعد نحو أسبوع. أما بالنسبة للمسنين أو الذين يعانون أمراضا بالقلب أو الرئتين، فإن الإنفلونزا تضيف إلى حالتهم السيئة سوءا بالغا. أعراض إنفلونزا الخنازير :مرة أخرى، فإن لهذه الإنفلونزا الجديدة أعراضا أولية، مشابهة للإنفلونزا العادية الموسمية، كالدوار والقيء والإسهال، ولكنها قد تكون أكثر شيوعا. بينما يتجلى الفارق بين إنفلونزا الخنازير والموسمية في أمرين: إنفلونزا الخنازير تبدو أكثر تفشيا في الجو الأكثر دفئا عن تفشي الإنفلونزا الموسمية العادية المرتبط بالجو الأبرد-أعراض إنفلونزا الخنازير لا تبدو أسوأ من أعراض الإنفلونزا الموسمية، ولكنها تتغير عندما يأخذ الطقس في البرودة بدءا من أواخر فصل الخريف لامتداد الشتاء. المهم أن الذين يعانون أعراضا تشير للإنفلونزا يجب عليهم أن يلتمسوا العناية الطبية الفورية إذا بدأت حالتهم في التدهور بدلا من التعافي على غير المعتاد. هذه الأعراض السيئة بالنسبة للبالغين هي:قصور في التنفس-قيء مستمر-دوار وزغللة. وبالنسبة للأطفال الصغار فهي:نهجان سريع جدا-تغير في التفاعل، فلا يأكل أو يشرب كالمعتاد، وغالبا ما يكون سريع الغضب أو الإثارة -نعاس على غير العادة-حمى شديدة أو طفح جلدي وزرقة في لون الشفتين والجلد.