بدأت أمس بمدينة شرم الشيخ أعمال الاجتماع السادس لوزراء داخلية دول جوار العراق برئاسة وزير الداخلية بجمهورية مصر العربية ا للواء حبيب العادلي وبحضور وزراء داخلية الدول الثمان المشاركة وممثلي كلا من منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية. ويرأس صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وفد المملكة العربية السعودية المشارك بأعمال الاجتماع. وقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أن ما يحيط بالعراق والمنطقة والعالم من متغيرات وأحداث و مستجدات .. يتطلب من الجميع مضاعفة الجهد وتقدير الأمور بكل تجرد وحيادية .. والعمل بكل جدية ومصداقية .. لنصل إلى تشخيص المشكلات ، واتخاذ ما يسهم في معالجتها من قرارات صائبة. جاء ذلك في كلمة سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز في الجلسة و فيما يلي نصها: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أصحاب المعالي وزراء الداخلية في دول الجوار للعراق الشقيق معالي وزير الداخلية في جمهورية مصر العربية أصحاب المعالي والسعادة أيها الأخوة الحضور : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: يسرني أن ألتقي بكم في هذا الاجتماع السادس لوزراء داخلية الجوار للعراق .. كما يسرني أن أتوجه باسمي وباسمكم جميعاً بخالص الشكر ووافر التقدير والامتنان لفخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة لاستضافة هذا الاجتماع والمشاركين فيه في إطار دور جمهورية مصر العربية في خدمة القضايا العربية .. والشكر موصول لمعالي الأخ حبيب العادلي وزير داخلية جمهورية مصر العربية على جهوده الملموسة في سبيل نجاح هذا الاجتماع وبلوغ أهدافه بإذن الله تعالى. أيها الأخوة : إننا مع كل اجتماع ينعقد بشأن العراق وأوضاعه ، نتطلع بأمل وتفاءل في أن نرى العراق وقد تجاوز محنته .. واستعاد عافيته .. واجتمع شمل أبنائه على وحدته ، وسلامة أراضيه ، ومقدراته .. ونأمل في أن يكون في ما نعقده من اجتماعات ، وما نتوصل إليه من قرارات ما يسهم في تحقيق هذه التطلعات السامية .. بفضل من الله ثم بصدق وجدية هذه الجهود .. وتجاوب أبناء العراق معها لما فيه صالحهم وصالح وطنهم ، وأمتهم ، والمنطقة والعالم أجمع. أيها الإخوة : ليس بالآمال وحدها تنجز الأعمال .. وليس بالأقوال تدرك الآمال .. وإنما بأفعال صادقة ومخلصة .. فما يحيط بالعراق والمنطقة والعالم من متغيرات وأحداث و مستجدات .. يتطلب من الجميع مضاعفة الجهد وتقدير الأمور بكل تجرد وحيادية .. والعمل بكل جدية ومصداقية .. لنصل إلى تشخيص المشكلات ، واتخاذ ما يسهم في معالجتها من قرارات صائبة. أيها الأخوة : إننا ونحن نجتمع بشأن أوضاع العراق وشؤونه .. نحاط بتوجيهات قادتنا .. وتطلعات شعوبنا في أن تسهم اجتماعاتنا في تحسين أوضاع العراق وأحوال شعبه .. وبما يشعر العراقيين أنفسهم أن إخوانهم في دول الجوار معهم في محنتهم .. يتألمون كما يتألمون .. ويتطلعون لما يتطلعون إليه من أمن ، واستقرار ، وازدهار للعراق وأبنائه .. وهذا أيها الأخوة ليس موقف للدعاية وإعلان حسن النوايا .. وإنما هو واجب ديني .. وأخلاقي .. وإنساني .. يستوجب منا مساعدة العراق وشعبه دون أن تكون هذه المساعدة ذريعة للتدخل في شؤونه .. إذ يجب ترك تقرير مصير العراق لأبنائه بكامل حريتهم واختيارهم لأنه من يجيز التدخل في شؤون العراق يعطي الذريعة للآخرين للتدخل في شؤونه. أيها الإخوة : إننا كعالم إسلامي وعربي أصبنا بمحنة من يسمون إرهابيين بينما التسمية الحقيقية الشرعية لهم هم الخوارج الذين يماثلون من خرجوا على الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي حاربهم وقاتلهم ، ولقد بلغنا عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال سيأتي زمان ترون أقوام ألسنتهم كألسنتكم يقولون كما تقولون ولكنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. من هذا المنطلق يجب أن نقف مع العراق ضد هؤلاء المفسدين والقتلة والمسيئين للإسلام بالذات إساءة كبيرة أمام العالم. وهم في حقيقتهم إذا أحسنا القول أنهم جهلة أو أنهم قوم يعملون ضد الإسلام وهم أعداء للأمة العربية والإسلامية ، وللأسف أن مثل هؤلاء ينتمون لجلدتنا إلا أنهم قوم مغرر بهم ، ولذلك يجب علينا أن نفكر ونوجد حلاً بما يمكن أن يسمى الأمن الفكري حتى نغسل هذه الأفكار من أذهان هؤلاء. ثم هناك أمر يجب أن نتفق عليه اتفاقاً كاملاً ، ألا يجد هؤلاء في أي دولة من دولنا مكانا للبقاء أو المرور. ويجب أن يكون هذا ما نتفق عليه ونطبقه عمليا. ولا يمكن أن يصل هؤلاء إلى العراق إلا عبر إحدى دولنا ، ويجب أن نتعاون لما فيه كف الأذى عن العراق وعن أوطاننا لأننا في المملكة العربية السعودية واجهنا الكثير والكثير جداً من هذا الاستهداف ، ولا يزال ذلك موجوداً وقد يكون من الغريب والمنافي للواقع أن يحاربوا دولة دستورها القرآن والسنة النبوية ودولة الإسلام حامية بيت الله ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم. ولكن الشيطان ابتلاهم وتغلب عليهم بهذا التوجه السيئ وللأسف أصبح هناك من هؤلاء الجهلة من يحمل مؤهلات عالية وعلمية وانساق في هذا الطريق موجها أو مساعدا أو ممولا. أعتقد أن من الأهمية بمكان أن نفعل تعاوننا وأن نحمي العراق بجدية وبصدق وألا تكون أراضينا ممراً أو مقراً لمن يعمل ضد العراق وكذلك نفعل هذا بالنسبة لكل بلداننا وتتم الاتصالات بيننا لنجد لهذا الأمر ما يبعد عن منطقتنا هذه الشرور. وللأسف ليس هناك منطقة مشتعلة أكثر مما نحن فيه الآن في بلدان دول جوار العراق. وختاماً أيها الأخوة : أرجو الله العلي القدير لجمعكم واجتماعكم وافر النصيب من النجاح والتوفيق .. وأن يكون في قراراتكم وتوصياتكم ما يسهم في تحقيق صالح العراق وأمنه واستقراره .. لأن عدم استقرار أوضاع هذا البلد الشقيق لا يقتصر خطره على العراق .. بل سوف ينال دول الجوار والمنطقة والعالم أجمع .. بحكم أهمية هذه المنطقة من العالم. وفقنا الله جميعاً لما يحب ويرضى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وكان معالي وزير الداخلية بجمهورية مصر العربية اللواء حبيب العادلي قد ألقى كلمة أعرب فيها عن تقديره لما حققته الدورة الخامسة المنقضية التي عقد اجتماعها بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة .. داعياً الله عز وجل أن يكلل أعمال هذا الاجتماع بالنجاح. وقال ولعل سعينا لأن ننجز خطوة جديدة لصالح العراق الشقيق وشعبه يرتبط بثقتنا في قدرتنا على تجاوز أي تباين في الآراء طالما كان انطلاقنا من مبادئ حظت بإجماعنا .. تعزيزاً لمسارات التعاون من أجل ترسيخ تلك المبادئ وفي إطار جهد وتنسيق دولي وإقليمي متعدد المحاور على مستوى الأممالمتحدة والمؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية.. وهو دور مهم نتطلع لاستمراره وتطوير فاعلياته. وأكد أنه لدى الجميع منطلق محوري ومهم ومصالح مشتركة تتطلب دعم مقومات الاستقرار من أجل عراق مستقل وموحد مدعو بإلحاح للمشاركة بدوره من جديد .. إقليمياً ودولياً مشيراً إلى أنه لا زال التطلع لمزيد من دعم ومساندة دول الجوار للعراق نحو تعزيز الأمن والتصدي للإرهاب ووقف أعمال العنف التي تهدد حاضره ومستقبله وأمن وسلامة أبناءه. وشدد على أن التحدي الرئيسي يتجسد في مدى قدرة كافة الأطراف على إدراك جوانب الاتفاق وتغليب اعتبارات المصالح المشتركة .. وعلى احتواء أي محاولات لتعميق الخلافات ودفع الأمور نحو المزيد من التوتر والتردي ومن ثم فإنه يمكن قبول مساحة من تباين المصالح .. بما يوجب الحوار والمواءمة .. ولكن بالضرورة يجب ألا تتصادم الإرادات والمواقف. وأوضح أن ما يميز هذا الاجتماع أنه الأول بعد أن تم توقيع الاتفاقية الأمنية العراقية التي تقضي بانسحاب القوات الأمريكية إلى خارج المناطق المأهولة بالسكان وتسليم قوات الجيش والشرطة العراقية مهامها تمهيداً لانسحاب كامل في ديسمبر 2011م كما أنه يأتي سابقاً لإعداد العراق لتأمين إجراء الانتخابات البرلمانية في يناير 2010م .. وهي خطوة مهمة على مسار استكمال العملية السياسية تعزيزاً لاستقرار العراق. وقد ألقيت خلال الجلسة عدد من الكلمات لرؤساء الوفود المشاركة أكدت أهمية استقرار أمن العراق ووحدته وتصريف شؤونه الداخلية من أبناء شعبه. إثر ذلك التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة لأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية وأعضاء الوفود المشاركة. ويضم الوفد الرسمي المرافق لسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز كلا من معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية الأستاذ هشام بن محيي الدين ناظر ومعالي وكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد بن محمد السالم ومعالي مستشار سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم الجماز ومعالي مستشار سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الدكتور ساعد العرابي الحارثي ومدير عام مكتب سمو وزير الداخلية للدراسات والبحوث اللواء سعود بن صالح الداوود ومدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الداخلية عواض الجعيد ومدير عام الشؤون القانونية والتعاون الدولي المكلف بوزارة الداخلية الدكتور عبدالله بن فخري الأنصاري ومدير عام الشؤون القانونية بحرس الحدود العميد الدكتور حسين الزهراني وممثل الإنتربول السعودي العقيد سليمان بن راجي البادي.