تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - تنظم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية يوم السبت القادم بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض الندوة الندوة الدولية الثانية عن الحاسب واللغة العربية وتستمر ثلاثة ايام . وقال معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية المشرف العام على الندوة الدكتور محمد بن إبراهيم السويل إن المدينة تحرص من خلال هذه الندوة على مزج الخبرات المتميزة في هذا المجال وعرض قصص نجاح من خلال استقطاب متحدثين وخبراء ذوي كفاءة على المستويين المحلى والعالمي، و ستتضمن الندوة عرض تجارب إقليمية ناجحة في صناعة المحتوى العربي والتحديات التي واجهتها كما تستعرض مشاريع مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي. وأوضح الدكتور السويل أن إطلاق مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي جاء استشعاراً من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لضعف المحتوى العربي حيث أن نسبة المحتوى الرقمي للغة العربية لا تزيد على 0.3% من المحتوى العالمي المتوفر على شبكة الانترنت بينما يشكل الناطقون بالعربية ما نسبته 7% من سكان العالم . وأضاف ان هذه المبادرة تأتي تأكيداً وتعزيزاً لجهوده أيده الله في سبيل دعم ونشر رسالة اللغة العربية والمعرفة العلمية والعلوم التقنية المتقدمة ودعماً لقرارات الدورة التاسعة عشرة لمجلس جامعة الدول العربية التي عقدت في الرياض ، حيث دعت إلى تعزيز حضور اللغة العربية في جميع الميادين بما في ذلك وسائل الاتصال والإعلام والإنترنت. وأشار إلى أن هذه المبادرة تتضمن تطبيقات مباشرة للمحتوى العربي تطال التعليم، والترجمة، والبحث العلمي، وتسهم في بناء مجتمع المعرفة، وتعزيز فرص بناء اقتصاد قائم على هذه المعرفة تثري المحتوى العربي في مختلف المجالات، وتلبي الحاجة الملحة لردم الفجوة الرقمية بما يسمح ببناء أنظمة تسهم في تكوين المعرفة. وتقوم المدينة بالإشراف على تنفيذ مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي بالتنسيق مع الجهات المعنية،وجاءت المبادرة إدراكاً لأهمية المحتوى اللغوي وماله من تأثير على الاقتصاد الوطني ومن ثم على حياة الإنسان والمجتمع، وعقدت المدينة عدداً من ورش العمل واللقاءات العلمية ضمت عدداً من الخبراء والمختصين ومن ضمنها هذه الندوة التي تنظمها المدينة . وبدأت المدينة في تنفيذ عدد من المشاريع تحت مظلة المبادرة إما منفردة أو بالتعاون مع جهات أخرى، وضمن المشاريع التي تنفذ حالياً ضمن المبادرة المعجم الحاسوبي التفاعلي الذي تنفذه المدينة بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، ويتوقع أن ينتهي المشروع خلال سنة من الآن، ويتميز المعجم عن غيره من المعاجم باحتوائه على خوارزميات الاشتقاق والتحليل؛ مما يساعد على زيادة شموليته. الجدير بالذكر أن معهد بحوث الحاسبات بالمدينة قد كرس عددا كبيراً من أعماله لتطوير قواعد بيانات وأدوات لمعالجة اللغة العربية منها على سبيل المثال "البنك السعودي للأصوات" الذي تقوم تقنية التخاطب مع الحاسوب على استخدام بياناته في التعرف على الأصوات والكلمات العربية. ويتسم البنك السعودي للأصوات بالثراء والتنوع الصوتي ليمكّن نظم التخاطب مع الحاسوب من مخاطبة المتحدث العربي بشكل عام والسعودي بصفة خاصة، بغض النظر عن عمر المتحدث أو لهجته وما إذا كان رجلا أم امرأة. وقد طورت المدينة بالتعاون مع شركة "آي بي إم " (IBM) نظاما حاسوبيا يمكن المستخدم العربي من التخاطب مع الحاسوب عبر الشبكة الهاتفية باستخدام البنك السعودي للأصوات، كما تم تطوير نظام حاسوبي للقراءة الاّلية وإخراج النصوص المكتوبة بشكل صوتي , ولهذه الانظمة فوائد عدة على التعليم وفي التطبيقات الطبية ولخدمة المعاقين. كما قام معهد بحوث الحاسب بتطوير نظام آلي لوضع علامات التشكيل على الحروف العربية ومن الأمثلة على منتجات المعهد المترجم الآلي للأسماء العربية حيث يقوم بكتابة الأسماء العربية بحروف لاتينية وذلك بهدف توحيد كتابة ترجمة الأسماء العربية. وفي مجال التعرف الآلي على الكتابة العربية المطبوعة فإن المعهد قام ببناء ذخيرة نصوص تستخدم في تطوير أنظمة التعامل الآلي مع النصوص العربية المطبوعة، واستخدم ذخيرة النصوص هذه في تطوير نظام حاسوبي يساعد المستخدم العربي على التعامل مع صور النص العربي المطبوع المأخوذ عن طريق الماسح الضوئي وتحويله الى نص قابل للتحرير.