هذه المقالة موجهة للمرضى والأطباء على حد سواء، وهي تعتمد على أحدث الدراسات والتوصيات العالمية في مجال تشخيص وعلاج زيادة الوزن، مع تفادي كل المواضيع والطروحات غير الثابتة علميا والتي تكثر في المجلات الترفيهية وغير المتخصصة. تقييم مريض زيادة الوزن:يعتمد تقييم المريض على دراسة مشعر كتلة الجسم ومحيط الخصر وتقييم عوامل الخطورة المرضية. محيط الخصر: إن تراكم الدهون في منطقة البطن هو عامل خطورة قائم بذاته لعدد من الأمراض. لذلك فإن الرجال الذين يكون محيط الخصر لديهم أكثر من 100 سم، والنساء اللواتي يكون لديهن أكثر من 90 سم معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بالداء السكري واضطرابات شحوم الدم والأمراض القلبية الوعائية. يعد الأشخاص الذين لديهم زيادة في محيط الخصر أكثر عرضة للأمراض حتى وإن كان مشعر كتلة الجسم لديهم طبيعيا. إذًا، يمكن لشخص ما أن يكون طبيعيا من حيث مشعر الكتلة، لكن لديه تراكم دهون في البطن فقط، مع زيادة محيط الخصر. مثل هؤلاء الأشخاص هم بحاجة أيضاً للعلاج. تقييم عوامل الخطورة المرضية: إن وجود عوامل خطورة مرضية أخرى يزيد من احتمال الإصابة بالأمراض لدى الأشخاص ذوي الوزن الزائد، لذلك لا بد من معالجة هذه العوامل بشكل مواز لعلاج زيادة الوزن. أهم هذه العوامل: التدخين - ارتفاع ضغط الدم - اضطراب كولسترول الدم - الداء السكري واضطراب تحمل السكر ووجود إصابات قلبية أو شريانية مبكرة في العائلة - العمر فوق 45 سنة للرجال و 55 سنة للنساء. من يجب أن يُنقص وزنه؟ الأشخاص الذين لديهم أحد المعايير التالية، عليهم العمل على إنقاص وزنهم: مشعر كتلة الجسم أكثر أو يساوي 30 مشعر كتلة الجسم بين 25 – 29.9 مع عاملي خطورة أو أكثر - محيط الخصر أكثر من 88 سم للنساء وأكثر من 102 سم للرجال مع عاملي خطورة أو أكثر. بالنسبة للأشخاص الذين لديهم مشعر كتلة الجسم بين 25 – 29.9 دون عوامل خطورة أخرى، يفضل تشجيعهم على إنقاص الوزن، دون أن يكون ذلك ضرورة طبية. أهداف العلاج:الهدف الرئيس من العلاج هو إنقاص الوزن والوصول به إلى أفضل رقم ممكن والحفاظ عليه دون عودة اكتساب زيادة جديدة. يتم اتخاذ قرار إنقاص الوزن باتفاق مشترك بين الطبيب المعالج والمريض. الهدف الأولي يجب أن يكون إنقاص الوزن بمعدل 10 % خلال الأشهر الستة الأولى. بعد تحقيق الهدف الأولي، والحفاظ عليه لمدة ستة أشهر أخرى، يمكن تحديد أهداف جديدة. يتألف العلاج من ثلاثة أركان هي: الحمية الغذائية، الرياضة، والمعالجة السلوكية. يتم اتباع هذه الأركان الثلاثة لمدة ستة أشهر على الأقل قبل التفكير بإضافة علاج دوائي. سرعة إنقاص الوزن: إنقاص الوزن بنسبة 10 % خلال الأشهر الستة الأولى هو أمر منطقي ومقبول. إنقاص الوزن بسرعة نصف إلى 1 كغ في الاسبوع هو أيضاً أمر مقبول وكاف. الحمية الغذائية:حجر الأساس في الحمية الغذائية هو تخفيف الحريرات الداخلة إلى الجسم. يكون الاعتماد الأساسي في الحمية على الخضار والفواكه والبروتينات، مع إنقاص كبير في كمية الدسم (الدهون والزيوت) والسكريات المصنعة والنشويات. وهناك عدد كبير من الأنظمة الغذائية المنشورة في مراجع عديدة، لكن المريض يمكنه أن يطبق الحمية التي يريدها على أساس التنوع والحفاظ على التوصيات السابقة وذلك بالتنسيق مع الطبيب المعالج. الرياضة:الرياضة جزء لا يتجزأ من برنامج إنقاص الوزن والحفاظ عليه.يجب أن تبدأ الرياضة بشكل بطيء وتدريجي، ويختار المريض الرياضة التي يسره ممارستها أكثر، بعد أخذ رأي الطبيب المعالج حول عدم وجود أمراض أخرى تمنع هذا النوع من الرياضة. المعالجة السلوكية:تتم بإشراف أطباء الأمراض النفسية، وهي تهدف إلى مساعدة المريض على تخطي الحواجز النفسية لمتابعة الحمية الغذائية أو ممارسة الرياض. العلاج الدوائي:يمكن استعمال الأدوية للمرضى الذين يكون مشعر كتلة الجسم لديهم أكثر من 30، والذين ليست لديهم أمراض تمنع استعمال هذه الأدوية. كما يمكن استعمالها لدى المرضى الذين اتبعوا التوصيات السابقة بشكل جيد لمدة 6 أشهر على الأقل، دون الحصول على النقص المطلوب في الوزن. كما لا يجب استعمال الأدوية للتنحيف الجمالي فقط، بل لتخفيف الوزن الطبي. العلاج الجراحي:يعد العلاج الجراحي حلاً جيداً للمرضى الذين يكون مشعر كتلة الجسم لديهم أعلى أو يساوي 40، أو الذين لديهم مشعر أعلى من 35 مع أمراض أخرى مرافقة. لا يتم اللجوء لهذا العلاج إلا بعد فشل كافة المعالجات السابقة. نصائح لتلافي عودة زيادة الوزن:بعد الحصول على وزن مثالي، يصبح الهدف الأساسي هو المحافظة عليه. لذلك لا بد للمريض من متابعة الحمية الغذائية والرياضة بشكل دائم، وعدم التوقف عن ذلك مدى العمر، لأن العودة إلى العادات السابقة سوف يعرضه لاكتساب الوزن الزائد مجدداً. كما يمكن متابعة تناول الأدوية لمدة سنتين بعد الوصول إلى الوزن المطلوب، وذلك لمساعدة المريض على الحفاظ عليه.