الحمدلله علي ما مضي وعلي ما هو آت، نستقبل اليوم عامًا جديدًا يحمل بين طياته ما هو خير لنا جميعًا بإذن الله، لقد انقضي عام كان مليئًا بستر الله ولطفه حتي في أشد اللحظات التي كنت أظن فيها أنني لا أستحق. مسكت القلم لأكتب أمنياتي للعام الجديد، لكنني وجدت أن العام الماضي ما يزال يلقي بظلاله علي أحلامي، فهناك الكثير من الأمنيات التي تنازلت عنها ليس بإرادتي، ولا حتي ضعف مني، ولكن ببساطة لأنها أصبحت بعيدة عني، بل ومستحيلة، أنا أملك الشجاعة الكافية التي تجعلني أقول أنني حتي الأن لست مستعدة لغلق صفحات العام الماضي وتخطَّيها، ربما اليوم أكون أمام صفحة جديدة من حياتي لكنها لم يتغير بها أي شيئ سوي التاريخ فهي ما تزال تحمل نفس القصة القديمة، في تلك الأيام يتنشر أصحاب السؤال الأزلي "ماذا حققت العام الماضي وما هي خطتك للعام الجديد؟"، وهنا أقف أفكر طويلًا فقد يظن الكثيرين أن العام الجديد ربما يكون أفضل لتحقيق أهداف جديدة ومن غير المقبول أن تخرج من عام سابق دون إنجازات تذكر بالرغم من أنهم لم يحققوا أو يخططوا لأي شيئ لأنفسهم لا بهذا العام ولا الذي سبقه لكن دافع السؤال فقط الفضول، لكن عكس غيري أري أن الإجابة التي تناسبني هي أن هناك عام من بين تلك الأعوام التي مرت، كنت فيه بخير وأن أكبر إنجاز يمكن أن أحققه في تلك السنوات، أن أخرج بسلام نفسي وأكثر قوة وعزيمة وثبات في زمن كثرت به الفتن والمشاهد المؤلمة التي أصبحت إعتيادية، لقد كان عاماً مفعماً بالأحداث التي لا تنتهي من الكوارث الطبيعية كالزلازل إلي الفوضي والحروب والنزاعات والإنتخابات والإغتيالات، تغيرت التواريخ لكن لم تتغير الأحداث ولا البشر، ولكي يطمئن أصحاب الفضول حتي كتابة تلك السطور، أري أنني لست مستعدة للخوض في الحديث عن رحلتي للعام المنصرم لأنها كانت بالفعل مرهقة للحد الذي لا يحتمل، لكن لنخرج للعالم بمنظور أوسع وأكثر تفاؤلاً، فقد شهدنا العديد من الأحداث السعيدة لعل أبرزها إعلان الفيفا فوز المملكة بإستضافة كأس العالم 2034، وهو حدث بارز يسلط الضوء علي مكانة وقيمة المملكة بين الدول، كذلك إنطلاق قطار الرياض وهو مشروع ضخم ألتزمت به المملكة بمعايير الإستدامة البيئية لقطارات كهربائية دون سائق، كذلك إنطلاق القمة العالمية للذكاء الإصطناعي، وهو ملتقي عالمي تنظّمه المملكة كل عامين لتبادل الخبرات والشراكات في عالم البيانات والذكاء الإصطناعي محليًا ودوليًا، ولا يقف قطار الإنجازات عند هذا الحد، فقد تم إدراج قرية الفاو الأثرية ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي في السعودية، وكذلك الإعلان عن اكتشاف مدينة النطاة الأثرية والتي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي وتحديداً حوالي 2400 قبل الميلاد، وهي كلها إنجازات بسواعد سعودية، تأتي بمثابة طبطبه علي القلب، تجعل كل عربي، وليس سعوديا فقط، فخور بأن المملكة ترفع راية العرب والمسلمين وسط المحافل الدولية وهي دولة محورية مركزية علي مستوي العالم وذات ريادة وسيادة وخير من يمثل العرب والمسلمين.