من أبجديات النشر الصحافي ، أخذ مختلف الآراء بشأن قضية استهلاكية معينة لا الاقتصار على رأي صاحب مصلحة واحد. ما نشرته عدد من الصحف قبل أيام من بيان أصدره اتحاد الغرف السعودية تضمن تفنيداً من "لجنة منتجي الألبان الطازجة" في الاتحاد بشأن ما تم تداوله عن اختلاف في محتوى عبوات الألبان. ونفي اللجنة القاطع للملاحظات التي وردت في الفيديو.، فإن العتب لا يتجه لبيان اتحاد الغرف فهم أصحاب مصلحة ويهمهم النفي، لكن أن يُنشر البيان نصاً كما صدر من اتحاد الغرف دون أخذ آراء محايدة، ووجهات نظر من يعدّون مهتمين بحقوق المستهلك ممّن يتصفون بالحياد وليست لهم مصلحة سوى أنهم مدافعون عن حقوق المستهلك، ذلك كان قصوراً إعلامياً وقد يدخل في دائرة "الإعلان المحرر". كيف فات على الصحف التي نشرت البيان كما هو دون آراء محايدة وكلنا ندرك أنها من أبجديات العمل الصحافي؟ أين رأي الوزارات والهيئات المعنية والجهات المراقبة المحايدة؟ لا يكفي أن ننشر بياناً لأصحاب مصلحة ونتجاهل الآراء المحايدة، فهذا يدخلنا في دائرة نشر إعلان لا يُعرفُ هل هو مدفوع أم مجاني؟ أين رأي هيئة المواصفات والمقاييس، ورأي وزارة التجارة، ورأي هيئة الغذاء والدواء بشأن المكونات وغيرها من الجهات؟ العمل الصحافي المحترف ، يتطلب التأني في نشر البيان إلى حين إطلاع الأطراف الأخرى عليه ومن ثم طلب رأيها ووجهة نظرها ،وهذا يقود إلى نشر تقرير صحافي متكامل. بيان اتحاد الغرف شرح مراحل تحضير وإنتاج اللبن وتعبئته في عبوات إلى حين وصوله إلى منافذ البيع، وشرح كيف أن النظام آلي لا تدّخل فيه وأنه يستبعد آلياً العبوات التي لا تطابق المواصفات ،يجعلنا نتساءل: هل هناك مواصفات وطنية لعبوات الألبان أصدرتها هيئة المواصفات والمقاييس والجودة؟ لأن الملاحظ أن كل شركة تصنع كل فترة عبوات خاصة بها ما يشير إلى أنه ليست هناك عبوات قياسية (ستاندرد) لمنتجات الألبان، وهو ما نأمله من الهيئة. كما نهيب بالهيئة أن تتضمن مواصفات العبوات أن تكون شفافة يمكن رؤية المنتج داخلها. والمتابع لحال السوق يلحظ أن شركات الألبان هي من حملت لواء تغيير حجم العبوات كل حين مع بقاء الأسعار، وأحياناً تخفيض حجم العبوة ورفع السعر دون حسيب ولا رقيب.