** عندما يشعر الشاعر بأن هناك تغيراً في الآخر يحاول أن يترجم ذلك في "عتاب" وهناك بعض الشعراء يشعرون بأنهم هم "القادرون" على التغلغل في نفسيات الآخر بصدق فتأتي انفعالاتهم صائبة وصادقة فهو يشعر بما يختلج في تلك النفس لكونه قد يكون انعكاساً لما في داخله هو من هموم وشجون فتأتي كلماته صادقة ومعبرة لما هو عليه من موقف، فتقرأ ما يقول وتحس كأنك أنت قائله لا هو وتلك هي المقدرة. شاب الزمان وشابتِ الأحقادُ وخبا حضورُكَ.. واشتفى الحسَّادُ يا من غدوْتَ تطاوِل الدنيا فما تُثْنِيكَ أغلالٌ ولا أصْفادُ عثرتْ بكَ الأوهامُ في ليْل السُّرى فذُهِلْتَ كالصيَّادِ.. حينَ يصادُ ارجع إلى ماضيك وأقرأْ سطْرَهُ هل زيَّنَ الماضي.. سوى الروَّادُ؟ ركبوا سنام المجْدِ واحتلُّوا الذرى ثم انثنوا.. فتفرَّقوا.. وتعادوا *** البندقيةُ لا الأشعارُ والخطبُ هيَ السبيلُ لكيلا.. يهْلَكَ العربُ موتوا.. لتحيا بوجهِ الصبْح أزْمِنةٌ قد هدَّهَا القَهرُ والإذلال والغضَبُ ما لم تصحوا.. فذلُّ العمْرِ يلْبسُكمْ والقهْرُ يسكنكمْ.. والعِرْضُ يُغتصَبُ الموتُ الموتُ.. لا التهويمُ في بَلَهٍ دعوا الرفاه.. لمنْ يحلوُ لهُ اللعِبُ دعوا الرفاه لأجسادٍ مُحَنَّطةٍ الخوفُ هاجسُها والجبْنُ والهربُ *** يا غربةَ الروح بين الأهل والوطنِ وما أداريه في جنبيَّ من شجنِ ينام قومي وسوطُ الذلِّ يجلدُهمْ والليل من حولهم.. همٌّ يؤرقني ماذا أقول وما ناديت من أحد إلا تصامَمَ عنِّي.. وهو يسمعُني النارُ النارُ.. يا قومي ستأكلُنا إن لم تفيقوا.. من التَّهْويمِ والوسّنِ