أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينةالمنورة، أهمية إتاحة خدمات مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية للباحثين الذي يحتوي على مجموعة كبيرة من المخطوطات النادرة والكتب التي كانت تُهدى وتوقف عبر مئات السنين إلى المسجد النبوي الشريف وتُعد أحد أهم المكتبات التي تضم هذه النوعية من الإرث الثقافي والتاريخي على مستوى العالم، جاء ذلك خلال تدشين سموه المقر الجديد الذي انتقل إليه المجمع بصفة مؤقتة إلى حين الانتهاء من إنشاء مقره الجديد ضمن مشروع توسعة وتطوير مسجد قباء والمنطقة المحيطة به. ونوّه سمو أمير منطقة المدينةالمنورة، بصدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – يحفظه الله – لإنشاء مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية في العام 1437ه إبان زيارته – أيده الله – إلى المدينةالمنورة ليكون كياناً مستقلاً يحظى بميزانية مستقلة ويرتبط تنظيمياً برئيس مجلس الوزراء، والذي أحدث أثراً إيجابياً للبدء في مراحل العمل خلال السنوات الماضية، وقال سموه: نعيش اليوم حدثاً تاريخياً مهماً في منظومة دعم الثقافة والتراث على مستوى المملكة العربية السعودية. وأشار الأمير فيصل بن سلمان، إلى أن محتويات المجمع أصبحت الآن متاحة للباحثين في مقره المؤقت الذي جاء نتيجة توصية مجلس أمناء المجمع، بهدف الانتقال إلى المبنى المؤقت بهدف تعزيز المحافظة على المكتبات الوقفية وخدمتها وإتاحتها للباحثين والعامة وذلك في إطار الرعاية والعناية التي توليها الدولة للمؤسسات العلمية والثقافية والفكرية في المملكة، وأوضح سموه أن المجمع يستعد لإعداد صالة للعرض المتحفي بمحتويات المجمع وتضم قطعاً ومخطوطات نادرة وتحفاً معمارية مميزة في ساحات المسجد النبوي الشريف بطريقة علمية بالإضافة إلى تغطية جميع الجوانب التراثية والمتحفية بما يعزز تجربة الزوار وجميع المهتمين والباحثين. وأشاد سموه بجهود جميع العاملين في المجمع والتي قادت للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للباحثين، ودور المجمع في رقمنة المحتويات والمخطوطات والكتب وأرشفتها إلكترونياً بنسبة تتجاوز 80%، بالإضافة إلى تمكين المستفيدين في هذه المرحلة من الاستفادة من مجموع 50% من تلك المحتويات عبر الوسائط الإلكترونية، والعمل للوصول إلى نسبة 100% خلال الأشهر القليلة المقبلة وجعلها متاحة لجميع الباحثين في جميع أنحاء العالم. وكان سموه خلال تدشين مقر المجمع المؤقت قد تجوّل على أقسامه الذي يحتوي المؤلفات النفيسة والكتب النادرة، كما دشن سموه خدمات الباحثين التي تتضمن إتاحة المكتبة العامة ومكتبة الكتب النادرة ومكتبة الطفل، وإطلاق آلاف المخطوطات عبر المستودع الرقمي الإلكتروني الخاص بالمجمع. كما اطلّع سموه على محتويات المكتبة العامة التي تضم مكتبة الملك عبد العزيز سابقاً وعدداً من المكتبات الوقفية الموقفة لصالح المجمع بالإضافة إلى مكتبة الكتب النادرة التي تضم ما يزيد عن (30) ألف كتاب نادر ومكتبة الطفل والأسرة التي تستهدف نشر المعرفة بالقراءة لدى الناشئة بأسلوب حديث، إلى جانب إصدارات المجمع المطبوعة عن العام 2023م. ووقّع الأمير فيصل بن سلمان، رئيس مجلس أمناء مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية، كلمة العدد الأول من المجلة العلمية المحكّمة التي أصدرها المجمع والتي تضم العديد من الأبحاث العلمية في مجال المكتبات والمخطوطات والمقتنيات الثمينة. من جانبه أوضح الأمين العام للمجمع الدكتور فهد الوهبي أن المجمع يحقق الهدف الأساس من إنشائه، والمتمثل في المحافظة على المكتبات الوقفية وخدمتها وإتاحتها للعامة وتعزيز خدماته التي ستحتضن مركز التعقيم والترميم والتجليد وهو من أكبر المراكز التي تخدم المخطوطات والكتب، ويسهم في الحفاظ على التراث والوثائق والمخطوطات الثمينة في المنطقة، كما يحتضن مركز الرقنمة والفهرسة لجميع المخطوطات والكتب النادرة والمقتنيات الثمينة وإتاحتها للمستفيدين عبر مواقع المجمع الإلكترونية. يُذكر أن مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية يضم ما يزيد على 40 مكتبة وقفية تشتمل على ما يزيد عن مئة ألف كتاب وما يزيد عن 25 ألف مخطوط أصلي وأكثر من 1850 مصحف نادر، بالإضافة إلى المقتنيات الثمينة، كما أنه يُعنى بطباعة الدراسات والأبحاث في مجالاته العلمية المتنوعة، ونشرها لتكون بين أيدي القراء والمثقفين.