تتجه الانظار اليوم الاحد الى سباق 100 م الذي يعتبر اشهر سباق في رياضة ام الالعاب حيث يبدأ صراع الجبابرة في النسخة الثانية عشرة من بطولة العالم لالعاب القوى في برلين بين العداءين الجامايكي اوساين بولت حامل الرقم القياسي العالمي وصاحب الثلاثية الاولمبية في بكين والاميركي تايسون غاي حامل اللقب العالمي في النسخة الاخيرة في اوساكا 2007. وسيكون سباق اليوم الحلقة الاولى من 3 حلقات بين بولت وغاي في المونديال الالماني حيث من المقرر ان تكون الحلقة الثانية في سباق 200 م والثالثة الاخيرة في سباق التتابع 4 مرات 100 م. سباق اليوم انتظره الجميع نحو 12 شهرا كون العداءين لم يلتقيا ابدا في قمة مستواهما، ففي عام 2007 كان غاي صاحب الكلمة الاخيرة في سباق 200 م حيث وقتها لم يكن بولت في قمة نضجه، وفي العام الماضي فرص الاعصار الجامايكي نفسه بشكل رائع واجتاح جميع المنافسين بمن فيهم غاي الذي حرمته الاصابة من خوض الدور النهائي وسجل ثلاث ارقام قياسية عالمية في سباقات 100 م و200 م والتتابع 4 مرات 100 م. وسيكون بولت مرشحا بقوة للظفر باللقب العالمي بالنظر الى سيطرته المطلقة على المسافة وسهولة تحقيقه للفوز بها خصوصا في الامتار الاخيرة التي يتسيد فيها ويخفف من سرعته حتى ان العديد من الخبراء توقعوا ان بامكانه النزال عن حاجز 60ر9 ثوان بسهولة كبيرة في حال اكمل السباق بالسرعة التي يبدأ بها السباق. وعلى الرغم من بدايته المتأخرة استعدادا للموسم الجديد بسبب اصابته في حادث سيارة وعملية جراحية في ابريل، حقق بولت نتائج جيدة وكان المنافس الوحيد له هذا الموسم هي الاحوال الجوية التي لم تساعده كثيرا على تحقيق ارقام قياسية. فبعد ان ساعدته الرياح في تحقيق 93ر9 ثوان للمرة الاولى في 2009 في مارس الماضي، حقق بولت الفوز في تورونتو تحت المطر بزمن 10 ثوان، ثم عاونته الرياح في لقاء اوسترافا ليسجل 77ر9 ثوان، ثم 79ر9 ثوان تحت المطر والبرد القارس في باريس، وبعدها 91ر9 ثوان في لقاء لندن، و86ر9 ثوان في بطولة جامايكا في أواخر يونيو. واوضح بولت ان هدفه الاساسي من مونديال برلين هي الالقاب العالمية وليس الارقام القياسية العالمية، وقال "هدفي الاساسي هو احراز اللقب العالمي، هذا ما ينقص خزائني وما أسعى الى الظفر به، بالنسبة الى الارقام القياسية فهي بحوزتي واعتقد بان الوقت لن يكون مناسبا لتحسينها الا اذا ما فرضتها الظروف، فالمنافسة لن تكون سهلة امام نخبة العدائين في سباقات السرعة". وقال بولت "اعتقد بانني ساكون اسرع من غاي، انا مستعد واعرف ما علي فعله لاصبح بطلا للعالم، تدربت جيدا وحسنت كثيرا من انطلاقتي المتأخرة، اذا سارت الامور ما أشتهي فلن يقوى احد على هزمي"، مضيفا "اتلهف لمواجهة غاي، انا اكن له كل الاحترام لكن بالنسبة لي فاننا سنخوض سباقا في العاب القوى وليس حربا" في اشارة الى تصريحات غاي الذي اكد بانه "مستعد بدنيا ومعنويا لهذا النزال". واكد بولت انه يرغب في دخول تاريخ العاب القوى بيد انه رفض فكرة انه لا يمكن هزمه في الوقت الحالي مشيرا الى انه قد يواجه يوما سيئا ويفشل في تحقيق الفوز. وقال غاي "الرقم القياسي العالمي هو الرقم الوحيد الراسخ بذهني الان. أعتقد بانه بامكاننا تحقيق 60ر9 ثوان، انه هدفي" مشيرا الى ان المضمار الازرق للملعب الاولمبي في برلين سيحدد اسرع عداء في كل الازمنة". ومنذ تعافيه من الاصابة التي اضطرته الى الغياب عن الدور النهائي في بكين، عاد غاي الى المضمار أقوى من أي وقت مضى. افتتح الموسم بتسجيله 58ر19 ثانية في سباق 200 م مسجلا افضل توقيت هذا العام، تلاها بتسجيل 75ر9 ثوان بمساعدة الرياح (+3ر4) في التجارب الاميركية، ثم حقق 77ر9 ثوان في لقاء روما قبل ان يسجل 79ر9 ثوان في لقاء ستوكهولم بمساعدة الرياح ايضا (+6ر2). لكن هناك علامة استفهام كبيرة حول اللياقة البدنية لغاي، ففي كل من لقاءي لندن عندما سجل 20 ثانية في سباق 200 م، وستوكهولم، عانى من الام في فخذه اضطرته الى الانسحاب من سباق التتابع 4 مرات 100 م في كوتبوس السبت الماضي. بيد ان غاي اكد بان اصابته ليست خطيرة. وسيكون دانيال بايلي من أنتيغوا والجامايكي الاخر اسافا باول حامل الرقم القياسي العالمي سابقا ابرز المرشحين للمنافسة في برلين. الاول حقق نتيجتين رائعتين في باريس (91ر9 ث) وروما (97ر9 ث). اما الثاني حامل برونزية اوساكا فسجل 88ر9 ث في روما امام بايلي. وتوزع اليوم ايضا ذهبيات 20 كلم مشيا والكرة الحديد والسباعية جميعها للسيدات. ففي سباق 20 كلم مشيا، تبدو حظوظ الروسية اولغا كانيسكينا بطلة العالم واولمبياد بكين كبيرة للاحتفاظ بلقبها، والامر ذاته بالنسبة الى النيوزيلندية افليري فيلي بطلة العالم وبكين 2008 في مسابقة الكرة الحديد، والاوكرانية ناتاليا دوبرينسكا بطلة بكين في السباعية.