أنفقت أندية الدوري السعودي لكرة القدم 957 مليون دولار قياسية على انتقالات اللاعبين الجدد، متجاوزة ما صرفته 4 من الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى، وفقاً لتقرير صادر عن شركة "ديلويت" المتخصّصة في مجال التدقيق المالي. واحتل الدوري السعودي المرتبة الثانية بصافي إنفاق قدره 907 ملايين دولار وراء الدوري الإنجليزي (1.39 مليار دولار)، بعد استقطابه "94 لاعباً أجنبياً؛ منهم 37 لاعباً من الدوريات الخمسة الكبرى" بحسب التقرير. وبعد قدوم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى النصر في يناير، شهد الدوري السعودي فورة وصفقات مدوية في الانتقالات الصيفية، تقدمها البرازيلي نيمار (الهلال)، والفرنسي كريم بنزيمة (الاتحاد)، والسنغالي ساديو ماني (النصر)، والبرازيلي فيرمينو والجزائري رياض محرز (الأهلي). بينما بلغ إجمالي إنفاق الدوريات الخمسة الكبرى الأوروبية مجتمعة 6.10 مليار دولار في موسم هذا الصيف بزيادة قدرها 1.25 مليار دولار مقارنة بموسم الصيف الماضي (2022: 4.85 مليار دولار). وقد سجلت الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى زيادة في إنفاقها على الانتقالات لهذا الصيف باستثناء الدوري الإسباني. تجدر الإشارة إلى أنّ حوالي نصف أجور التنقلات التي جناها الدوري الإنجليزي الممتاز من انتقال لاعبيه إلى الدول الأجنبية (698 مليون دولار) قد جاءت من الدوري السعودي للمحترفين (312 مليون دولار) واستحوذت عليها 8 أندية؛ منها 4 أندية من "الستة الكبار" في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث جاء 100 % من إيرادات نادي فولهام ونادي ليفربول من انتقال بعض لاعبيهم إلى الدوري السعودي. كما كانت للدوريات الأوروبية الأخرى حصة من إنفاق الدوري السعودي على شراء اللاعبين؛ حيث بلغت حصة كل من الدوري الفرنسي والإيطالي والليغا الإسباني والألماني 148، 122، 116، 32 مليون دولار على التوالي. تعقيباً على هذه الأرقام، قالت إيزي راي من مجموعة الأعمال الرياضية في ديلويت:" إنّ استحواذ الدوري السعودي للمحترفين على هذا العدد الكبير من اللاعبينا المميزين، يدل- بلا شك- على التزام المملكة بتقوية الدوري السعودي وتوفير كل سبل النجاح له؛ ليصل إلى مصاف الدوريات الكبرى في العالم، غير أننا لا نزال الآن في المرحلة الأولى من هذا المشروع الطموح. وما يعزز هذه النظرة المستقبلية المتفائلة هو انخفاض متوسط أعمار اللاعبين في الدوري السعودي مقارنة بالموسم الأخير". وأضافت:" بالإشارة إلى إجمالي إنفاق الدوري السعودي على الانتقالات في هذا الموسم، تجدر الملاحظة إلى أنّ هذه هي المرة الأولى منذ عام 2016م التي يتجاوز فيها إنفاق دوري غير أوروبي إجمالي إنفاق أحد الدوريات الخمسة الكبرى الأوروبية. ومن المتوقع أن تجذب أندية الدوري السعودي مشجعين وشركاء ورعاة جددًا مع انتقال هذه النخبة من اللاعبين الأجانب إليها، الأمر الذي سيعزز من مكانة الدوري السعودي. ولكن لكون كرة القدم الأوروبية لا تزال هي المعيار الأبرز لرياضة كرة القدم على مستوى العالم، فمن المتوقع أن الاستثمارات السعودية القادمة في كرة القدم ستتجه إلى التركيز على البنية التحتية لهذه الرياضة حتى ترفع من مستوى اللعبة في المملكة وفي قارة آسيا ككل". وتابعت راي: "لا يزال إنفاق الدوري السعودي للمحترفين يساوي نحو ثلث إنفاق الدوري الإنجليزي الممتاز في هذه السّوق الصيفية، وستنصب جهود الأندية السعودية الآن على تأمين عوامل النجاح لرحلة التطوير التي بدأها الدوري السعودي، وذلك عبر تأمين الاستدامة المالية لكل منها. إنّ التقدم المنشود الذي يسعى إليه الدوري السعودي يتوقف على زيادة مستوى الاحتراف والحوكمة في الأندية السعودية، وكذلك على تطوير اللاعبين الموهوبين الشباب، وعلى جذب قاعدة مشجعين دولية". وختمت راي: " من المحتمل أن يؤدي تنفيذ المملكة لبرنامج الخصخصة إلى خلق موجة من الاهتمام بأندية الدوري السعودي للمحترفين، الأمر الذي سيزيد على الأرجح من نمط الإنفاق على الانتقالات في المواسم القادمة. ومع تفوق قوة الإنفاق للدوري السعودي على إنفاق بعض الدوريات الخمسة الكبار في أوروبا، يجب علينا أن ننتظر لنرى تأثير هذا الإنفاق على اللعبة وعلى أجيالها القادمة".