مع التغير المتصاعد في نمط حياتنا المعيشية بقضاء معظم أوقاتنا داخل المباني سواء في المنازل أو أماكن العمل وكذلك من خلال وسائل المواصلات المغلقة ، أصبح نصيب الفرد من تنفس الهواء الطبيعي محدوداً لساعات أو دقائق معدودة يومياً. كما أن ملوّثات الهواء هي الأشد والأعلي تأثيراً على صحة الإنسان وخصوصاً مع النظم الحديثة المستخدمة للمباني المغلقة والمباني الموفرة للطاقة.بالإضافة الى أن المنتجات والمواد الصناعية التي تستخدم في عالم تشّييد المباني سواء كانت دهانات أو مفروشات أو منتجات بلاستيكية ، تنتج أطنان من السموم المؤكسدة والتي تتراكم نسبتها الى حدود تشكّل خطراً يهدد صحة الإنسان من خلال ما يتنفسه منها يومياً. وكذلك هو الحال للعديد من مواد التنظيف والتعقييم التي تستخدم بشكل دوري داخل الأماكن المغلقة. أوضحت دراسات من الإدارة الوطنية للملاحة والفضاء الأمريكية (ناسا) لسنوات متتالية،أن النباتات الداخلية لها دور فعال في التخلّص من السموم والأكاسيد والملوّثات في الهواء داخل المباني وإنها تعمل كفلتر حيوي فعال لتنقية الهواء.بالإضافة الى كمية الأكسجين التي تطلقها هذه النباتات لتتواكب مع المعدل الطبيعي لتنفس الإنسان داخل المباني. وقد وجد من خلال الدراسات أن 15 نباتاً داخلياً قد تكون كافية للتخلص من السموم والملوثات في هواء لمنزل متوسط الحجم. كما أشارت بعض نتائج الدراسات الى أن نباتاً داخلياً متوسط الحجم يكفي لتنقية الهواء وإطلاق نسبة كافية من الأكسجين لكل 9 متر مربع من غرف المبني. وإن النباتات الداخلية ذات الأوراق الكبيرة الحجم لها قدرة أكبر على إمتصاص الملوثات الجوية مقارنة بذات الأوراق المستدقة أو الإبرية. وكما أوصت الدراسات بقدرة بعض الأنواع النباتية مقارنة بمثيلاتها على إمتصاص الملوثات الهوائية. ومن الأمثلة على ذلك نبات البوتس الذي وجد قدرته الفائقة لإمتصاص أكاسيد المواد الحافظة ومنتجات الفورمالديهيد وكذلك نبات السباثيفيليم الذي أثبت قدرته العالية على امتصاص الغازات الصادرة عن إحتراق البنزين والمواقد الحرارية والإثيلين. وكان لنبات الدراسينيا بأنواعه المختلفة كفاءة متميزة في القدرة العالية لإمتصاص المواد المتأكسدة من الدهانات والأرضيات الصناعية ومواد الغراء واللصق المستخدمة لجدران الحوائط الورقية. كما لوحظ على نبات الهيدرا قدرته العالية لإمتصاص الملوثات الصادرة عن التدخين. وكذلك هو الحال لأنواع نباتية أخري مثل أشباه النخيل الأريكا أو بنات الأجلونيما أو الفيكس بنجمينا.بالإضافة الى ما أنتهت اليه دراسات سابقة في التاثير الأيوني الموجب من وجود النباتات الطبيعية داخل المباني وتأثيرها في المساعدة على خفض مستوي ضغط الدم في حال وجودها في بيئة معيشة الإنسان ودورها الفعال في التقليل من الإجهادات والضغوط النفسية. ويتميز نبات التنسيق الداخلي دون غيره