اختصاصي في طب الأسرة الصداع من أكثر الأعراض العصبية مصادفةً في العيادات والمشافي؛ ومن النادر أن يكون سببه مرضاً عصبياً مهماً ما لم ترافقه أعراض أو علامات عصبية أخرى رغم أن أكثر المرضى قد يخشون وجود مرض دماغي خطر؛ ومن حسن تدبير الطبيب لمريضه الحذر والبراعة في تقويم العلاقة بين مخاوفه والاحتمال الفعلي لوجود المرض. وعادةً ما يساعد التقويم السريري الجيد في تصنيف الحالة ضمن أحد متلازمات الصداع وألم الوجه وأشيعها: صداع التوتر، الشقيقة، الصداع العنقودي، صداع زيادة الضغط ضمن القحف، الصداعات الانتيابية الحميدة ، ألم مثلث التوائم، ألم الوجه اللانمطي والألم العصبي التالي للحلأ. وفي الأغلب لاداعي للاستقصاءات بعد أخذ قصة سريرية مفصلة وإجراء فحص عصبي دقيق ، ولابد من طمأنة المريض وكسب ثقته قبل وصف المعالجة العرضية. يتعذر غالباً تفسير ألم الصداع – خاصةً غير الناجم عن مرض عصبي خطر – استناداً إلى الفهم العصبي الحيوي الحديث لآليات الألم؛ فالبنى الأساسية الحساسة للألم ضمن الجمجمة هي: الجافية( وتشمل جيوب الجافية ومنجل المخ والأقسام الدانية من الأوعية الدموية الحنونية الكبيرة.أما متن(برنشيم)الدماغ وبطيناته والشرايين الحنونية على التحدبات والضفائر المشيمية فغير حساسة للألم. وتتعصب معظم البنى الحساسة للألم بفروع من مثلث التوائم ، والقلة الباقية تعصبها فروع من الأعصاب الرقبية العلوية. وقد يعلل هذا أنماط توزع الألم عند إثارة البنى الحساسة بالشد أو التمدد كما يشاهد في بعض الحالات المرضية. فيما يلي بعض النقاط الهامة في القصة السريرية والتي تساعد في وضع تشخيص واضح لسبب الصداع: سرعة البدء -في أي وقت من اليوم يكون الألم على أشده -أثر الوضعة أو السعال أو الجهد - موقع الألم -الراض المرافقة ويمكن تقسيم الصداعات إجمالاً إلى ثلاث مجموعات: الصداع الحاد( أي الذي يتطور خلال ثوانٍ إلى ساعات ): ومن أمثلته:النرف تحت العنكبوتية( ثوانٍ )، الصداع العنقودي( دقائق)،الشقيقة( ساعات)، نزف قليل من أم دم(قد يسبق النزف تحت العنكبوتية في 50% من الحالات)، بعض حالات النزف ضمن متن الدماغ،تسليخ الشريان السباتي أو الفقري،احتشاء الدماغ،نشبة عابرة،خثار وريدي دماغي، الصداع المرتبط بالجنس، الصداع الجهدي، الزرق الحاد، التهاب العصب البصري، التهاب الجيوب الحاد،وأحياناً الكيسة الغروانية وأورام البطينات. والصداع تحت الحاد(أسابيع إلى أشهر):مثل صداع الأورام،الخراجات،تجمعات الدم تحت الجافية،والتهاب السحايا السرطانوي.والصداع المزمن(أشهر إلى سنوات): مثل صداع التوتر والصداع التالي لإصابات الرأس. وفيما يلي مجموعة من الأعراض والعلامات التي يجب أن تثير قلق الطبيب عند مرضى الصداع عموماً:البدء المفاجئ أو أثناء الجهد - موجودات غير طبيعية في الفحص العصبي(متضمناً الحالة العقلية)- العمر أكثر من 50 عاماً- ازدياد الصداع سوءاً أثناء المراقبة وعلامات حيوية غير طبيعية خاصةً الحمى أو منعكس كوشينغ(فرط ضغط الدم، بطء قلب،عدم انتظام تنفسي)- صداع حديث البدء عند مريض سرطان أو إيدز- الصداع الأول أو الأسوأ الشديد و اختلاجات . إن صداعاً يدوم أسابيع، يبقى موجوداً طوال اليوم، ولا يستجيب جيداً للمسكنات البسيطة هو في الأغلب صداع توتري مهما كانت صفاته الأخرى . أما الصداع المحدد في بقعة صغيرة من الرأس إلى درجة أن المريض يشيرإليها بأصبع واحدة فلا يمكن أن يكون مرافقاً لمرض معتبر. أما كبار السن فيغلب أن يصابوا بالتهاب الشريان الصدغي ذي الخلايا العرطلة .