يستعد تطبيق "تيك توك" حاليًا لدخول غمار المنافسة مع عملاق مواقع التواصل الاجتماعي يوتيوب، التابع لجوجل، إذ أعلن التطبيق الصيني، إنه سيسمح لبعض صناع المحتوى بإنتاج مقاطع أطول مقابل سعر، فاتحًا بذلك بابًا جديدًا لمستخدميه لكسب المال. وستتيح خدمته الجديدة "سيريز" لصناع المحتوى المؤهلين وضع مجموعات تصل إلى 80 مقطعًا مصورًا طويلًا، تصل مدة كل منها إلى 20 دقيقة، خلف "جدار دفع". وأطول مدة يسمح بها تيك توك للمقاطع المصورة حالياً هي عشر دقائق. خصائص جديدة في تيك توك وبعد أن أحدث تيك توك ثورة في مجال التواصل الاجتماعي، الذي يهيمن عليه إلى حد بعيد فيسبوك وإنستجرام، المملوكان لميتا بلاتفورم، بمقاطعه المصورة القصيرة ومحرك توصياته المتطور، يدخل التطبيق حالياً لمنافسة موقع يوتيوب الشهير. قال تيك توك، المملوك لبايت دانس، إن مستخدميه يأتون على نحو متزايد إلى منصته لإنتاج محتوى مثل عرض جداول البيانات والتمارين البدنية ووصفات الطعام، وهي مساحة لا يزال يوتيوب الوجهة المهيمنة فيها. فيما لم يتضح بعد ما إذا كان تيك توك سيأخذ مقابلاً من صناع المحتوى على ذلك. ويقدم التطبيق بالفعل لمستخدميه نصائح وهدايا، فضلاً عن إدارته صندوقاً لتحفيزهم على زيادة متابعيهم. تيك توك يتفوق على منافسيه يشار إلى أن عدد مستخدمي تيك توك بلغ مليار مستخدم نشط شهريًا، في سبتمبر 2021، ولم يبلغ عن قاعدة مستخدميه منذ ذلك الحين، بالمقارنة كان لدى فيسبوك قرابة ثلاثة مليارات مستخدم نشط شهريًا، في ديسمبر 2022. فيما أصبح تطبيق تيك توك في عام 2022 أعلى التطبيقات تنزيلًا في العالم، وبنهاية العام المنصرم تجاوز يوتيوب بوصفه منصة التواصل الاجتماعي التي يقضي عليها المستخدمون أكثر أوقات المشاهدة، الأمر الذي ترى فيه شركات التكنولوجيا الأمريكية خطراً كبيراً عليها. وتجاوز تطبيق تيك توك رويدًا رويدًا تطبيقَي إنستجرام وتويتر، وأصبح محط تدقيق وقلق أمريكي مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي، وسط اتهامات له بأن الخوارزميات التي يستخدمها لتحقيق هذا الانتشار قد تكون ضارة بالصحة العقلية، وأداة خفية لهيمنة الصين على العقول، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية. وأذهل الصعود الهائل لمنصة الفيديوهات المستثمرين وخبراء صناعة التكنولوجيا. وبينما ينمو بسرعة فائقة، تستقصي سلسلة جديدة تعدها النسخة الأمريكية من موقع صحيفة The Guardian بعضاً من الأسئلة المتزايدة حول التطبيق، مثل الغموض الذي يحيط بخوارزمياته، وتأثيره على العقول، وعلاقاته بالصين، ودوره في نشر معلومات مضللة حول الانتخابات. وقالت إميلي دريفوس، الباحثة لدى مركز شورنستين للإعلام والسياسات والسياسة العامة، التابع لكلية كنيدي، بجامعة هارفارد الأمريكية: "صار تيك توك مصدراً للثقافة، وتعزيزاً للثقافة، ومرجلاً تُصنع فيه الثقافة، لقد حان الوقت للتعامل معه بجدية".