تعتبر شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) إحدى أكبر شركات الطاقة والكيميائيات المتكاملة في العالم، ما جعلها تتبوأ مكانة رائدة ساعية إلى إيجاد القيمة عبر مختلف مراحل سلسلة الأعمال الهيدروكربونية، إلى جانب دفعها لعجلة التنمية الاقتصادية والمجتمعية في المجتمعات حول العالم التي تعتمد على إمدادات الطاقة التي توفرها، بينما تلتزم الشركة بدور رائد تجاه تحقيق التحول في الطاقة، وتضطلع بمسؤوليات كبيرة في مساعدة العالم للوصول إلى اقتصاد قائم على الحياد الصفري، حيث يبذل الموظفون والموظفات جهوداً مستمرة للمساعدة في إيجاد حلول لتحديات الاستدامة، مع طموح لإمداد المجتمعات العالمية بطاقة موثوقة وأكثر استدامة وبأسعار معقولة. ووضعت أرامكو أهدافاً طموحة من أجل الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050م، بالتزامن مع خطط زيادة إنتاج النفط والغاز من أجل تأمين الطلب المتنامي على الطاقة، حيث أظهر تقرير حديث، كيفية نجاح عملاق النفط السعودي في مواصلة إنتاج المواد الهيدروكربونية بتكلفة منخفضة وبكثافة انبعاثات كربونية تُعد من بين الأقل على مستوى العالم. وبحلول عام 2035م، تهدف أرامكو إلى خفض كثافة الانبعاثات الكربونية في قطاع التنقيب والإنتاج بالشركة، التي تُعد من بين الأقل على مستوى قطاع الطاقة، بواقع 15 %، كما تستهدف الوصول إلى 8.7 كجم مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل نفط مكافئ، مقابل كثافة هذه الانبعاثات في عام 2018م وهي 10.2 كجم مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل نفط مكافئ، بينما تعمل أرامكو على تعزيز إطار الاقتصاد الدائري للكربون، الذي يركز على خفض الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، وإعادة استخدامها، وإعادة تدويرها، والتخلص منها. كما وضعت الشركة خططاً للاستثمار في احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، بما يؤدي إلى استخلاص 11 مليون طن متري سنوياً من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون، وإجراءات تحسينات في كفاءة استهلاك الطاقة، ما يجنّب انبعاثاً بنحو 11 مليون طن متري سنوياً من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون. ويتماشى هدف أرامكو مع خطط المملكة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060م الذي أعلنته ضمن مبادرة السعودية الخضراء، بحسب تقرير الاستدامة لعام 2021م، الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة. وفي جانب التوطين ودعم التنمية، تسعى أرامكو إلى تطوير أعمال جديدة تساعدها على توطين سلسلة التوريد لديها، ومساندة رواد التنمية الوطنية في المملكة، ما يمكنها من تعزيز ريادتها على صعيد التكلفة والإنتاج على المدى الطويل، والارتقاء بالقدرات التنافسية لسلاسل القيمة المحلية للشركة وتحسين مرونتها، والمساعدة على دفع عجلة التنمية الاقتصادية في المملكة، حيث أعلنت حكومة المملكة إطلاق برنامج (شريك)، الذي يوفّر إطار عمل لتسريع وتيرة الاستثمارات التي تتماشى مع استراتيجية الشركة، كما يعزز البرنامج خطط أرامكو لتحويل السوائل إلى كيماويات وإنتاج الهيدروجين الأزرق والأمونيا الزرقاء داخل المملكة. وفي سبتمبر 2021م، أعلنت الشركة اتخاذ خطوة توسعية كبيرة في برنامجها للاستثمار الصناعي من خلال إطلاق برنامج (نماءات أرامكو) الذي سيستفيد من حزمة الحوافز التي يقدمها برنامج (شريك)، فيما يواصل برنامج التقنية في أرامكو تطوير حلول جديدة لأعمال الشركة في قطاعي التنقيب والإنتاج، والتكرير والمعالجة والتسويق، ومساعدتها على تنويع مجموعة منتجاتها وتنمية أعمالها بشكل مستدام. ويساعد تزايد حجم الاستثمار في التقنيات والأبحاث والتنمية على التصدي لتحديات الاستدامة، بالإضافة إلى استخدام الحلول السريعة واسعة النطاق المطورة حالياً مثل مصادر الطاقة المتجددة وتقنيات استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، وإنشاء وتطوير حلول جديدة منخفضة الكربون لها فوائد بيئية وتجارية. مناطق تصنيع بحرية تدعم شركة أرامكو المشاريع الصناعية المختلفة، إذ أعلنت في وقت سابق، عن تعاون مع شركة الإنشاءات البترولية الوطنية (NPCC) وشركة ماكديرموت العالمية (McDermott)، وذلك للعمل على إنشاء منطقتي تصنيع بحريتين لتصنيع وتجميع المنصات والهياكل البحرية في المملكة. ويأتي إنشاء المنطقتين في إطار استراتيجية أرامكو السعودية لمحاولة دعم لتوطين الصناعات البحرية، ويتحقق بهما تكامل مع أعمال مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية، مما يُتوقع أن يُسهم في تحسين تكلفة وفاعلية سلسلة الإمداد، وتوفير فرص استثمارية عالية القيمة المالية والتشغيلية، مع الإسهام في توطين أنظمة الإمداد والخدمات وسرعة إنجاز الأعمال وتقليل التكاليف. وسيتم إنشاء المنطقتين الجديدتين في رأس الخير وفقاً للمعايير الدولية، حيث يسعى المشروع إلى تسخير أحدث التقنيات في ذلك بهدف الإسهام في خدمة متطلبات المملكة، ومنطقة الخليج والمناطق الأخرى، ومن المخطط بدء تشغيل المرافق بحلول الربع الثالث من عام 2023م، وذلك بقدرة إنتاجية أولية مجمعة تُقدر بنحو 70 ألف طن متري سنوياً. وعند تشغيلها بالكامل، يُتوقع أن توفر هذه المناطق العديد من الوظائف المباشرة الغير مباشرة، مع معدل سعودة مستهدف يصل إلى 70 %. كما تهدف مبادرات أرامكو لتنمية قطاع الصناعات الصغيرة في المملكة إلى مساعدة الأفراد على بناء مستقبلهم الاقتصادي بأنفسهم، والاستفادة من الحرف التقليدية والموارد الطبيعية المتاحة، وقد حددت الشركة عدداً من الصناعات الصغيرة التي نأمن أن لها قدرة الارتقاء بالحرف التقليدية لتصبح مشاريع تجارية مجدية تمكّن المجتمعات المحلية من الازدهار، متى توفر لها نموذج العمل والدعم المناسبين. دفع عجلة تقدم المجتمعات تؤمن شركة أرامكو بقدرة الطاقة على الارتقاء بحياة البشر والمجتمعات ودفع عجلة التقدم البشري والمحافظة على كوكب الأرض، مبينة عبر موقعها الرسمي أنه مع الزيادة المتوقعة في عدد سكان العالم بمقدار بليوني نسمة على مدى السنوات ال25 القادمة، ستظهر الحاجة للمزيد من الطاقة من أجل تلبية الطلب المتزايد عليها، وهذا يتطلب تسخير جميع مصادر الطاقة المتوافرة -التقليدية منها والبديلة- لسدّ هذه الحاجة. وأشارت إلى أن الشركة تلتزم بدعم كفاءة استهلاك الطاقة والتصدي للتحدي العالمي المتمثل في الحد من الانبعاثات. ولا يقتصر مفهوم أرامكو للمواطنة على توفير الوصول إلى الطاقة بأسعار معقولة ودفع عجلة التنمية الاقتصادية فحسب، بل يتوسع ليشمل تفعيل القدرات وتخصيص الموارد لإحداث فرق إيجابي وملموس في حياة الناس. وتركز الشركة على حماية البيئة ودعم المجتمعات التي نعمل فيها على نحو مستمر عبر حزمة من المبادرات والبرامج المجتمعية المستدامة والتطوعية. وتحت إشراف اللجنة التنفيذية للمواطنة وتماشياً مع استراتيجية المواطنة الخاصة بالشركة ورؤيتها العامة، تركّز مبادرات أرامكو المجتمعية التطوعية على تشجيع التطوير الذهني والإبداعي والاقتصادي في السعودية وحول العالم، وحماية البيئة الفريدة، والموائل المختلفة الموجودة على هذا الكوكب والمحافظة على استدامتها، كما تركز الشركة البرامج التعليمية لترسيخ الإمكانات والكفاءات المتعلقة بمجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات وتعزيز التنافسية والإبداع لدى شباب المملكة والمجتمعات التي تعمل فيها على الصعيد العالمي، بينما تُسهم الجهود التي تبذلها أرامكو في مجال تعزيز كفاءة الشباب السعوديين في تخصصات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات في إطلاق شرارة التفكير الخيالي والإبداعي الذي يساعد في حلِّ عددٍ من أكثر التحديات إلحاحاً في مجال الطاقة. وفي السياق ذاته، تدعم أرامكو حيوية منظومتها التجارية على المدى البعيد، بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030 من خلال تشجيع تطوير قطاع طاقة يتميّز بالثبات والتنوّع والتنافسية العالمية. في وقت تسعى الشركة إلى غرس ثقافة تعطي الأولوية لفهم الموائل البيئية، ونباتاتها وحيواناتها وتعزيز حمايتها، ونعمل بشكل مستمر على نشر الوعي حول أهمية حماية التنوّع الحيوي في المملكة.