اصدر الزميل و الكاتب الصحافي والقاص الاردني مهند صلاحات في مجموعته القصصية الصادرة حديثاً عن دار فضاءات للنشر والتوزيع - عمان، وزين غلافها لوحة للفنان الأردني محمد أبو عزيز، بعنوان " وحيدان في الانتظار " قارئه إلى تفاصيل الحياة الواقعية، ويجعله مطلاً على العديد من المشاهد المتنوعة ما بين السياسي والاجتماعي والثقافي، بحيث يتملكك القارئ لقصص مهند صلاحات شعوراً بأن هذا المتحرك داخل جسد النص هو أنت أو ما كنته أو رغبت أن تكونه في زمن ما، لغة الشعر التي تحملك إلى عوالم طالما اشتهيتها ومواقف طالما تمنيت أن تتخذها ولكنك لسبب أو لآخر أثرت هزيمتك الصامتة ولذت بالغياب . لاذ صلاحات بأول إصدار قصصي له، بقدرته على التعرية، ووقف أمام مفرداته ليسخر من كل شيْ حتى من النخبة المعارضة التي تفتش عن سنتيمتر يكون بحجم طموحاتها وهي تود اخذ الأذن من الآخر، وبجدية مفرطة بسخريتها وقف على التفاصيل التي تبدو في العادة مجتزئة من سياقات نصوصنا، أو ما يمكن أن نسميها المسكوت عنها، فسلط الضوء عليها، وبذات الوقت كسر الهالات وأطفأها عن الأمور التي تبدو في نظرنا أحيانا كبيرة . ثمة حميمية تشعرك بدفء قد يغافلك وأنت تنساب في جسد النصوص المفعمة بالحياة القادرة على خلق واقعها الداخلي النازف ألما واشتياقا لحلم قد لا يجيء، فمن الهم الاجتماعي إلى السياسي والإنساني ينقلك بخفة ومهارة عاليين يرفعك على جناح الشعر بطريقة سردية جميلة جذابة قادرة على الإدهاش، وسيلاحظ القارئ ميل القاص إلى استخدام الكثير من تقنيات الحداثة من حيث استخدامه للمنولوج الداخلي والتداعيات الزمنية وتعددية الأصوات وينتقل من النص الطويل أو شكل القصة القصيرة إلى القصة القصيرة جدا وتحتوي المجموعة سبعاً وثلاثين قصة تبدأ بنص " وحيدان في الانتظار " ومن أجواء المجموعة : " الوحيدان ..قرب النوافذ يقفان، لتحكي له عن شعورها حين حمل أنفاسه من المكان ورحل وحده صوب البعيد الذي لا يلتقيان فيه، تاركاً لون عينيه، وبضع أوراقٍ من ذكرياتٍ تؤثث لما سيأتي من اشتياق، وبقيت وحيدة تنتظر، وصار أيضاً وحيداً . لم يرضَ بأن ينتظر يوماً آخر، ليظلا معاً فيه . خذ أي شيء وانتظرها ...انتظرها ليلة واحدة، نهاراً واحداً، حلماً واحداً، ليلاً أخيراً . خذ عمرها معك إذن وانصرف، لم يعد البقاء مجدياً إن عزمت فعلاً على الرحيل قالت : خذ كل شيء وانتظر يوماً أخر ...لكنه أخذ كل شيءٍ ولم ينتظر . وحيدان في الانتظار، المجنونُ قربَ البيت، تسير عارية، امرأةٌ من كبرياء، امرأةٌ انتظرت الأموات، الخطيئة، وعود الطفولة، على الرصيف، مقهى الغرباء، شعارات، أوراقٌ في المطر، مسيرة للمعارضة، امرأة الصباح، قالت لي امرأة، نشرة أخبار، ما تبقى بيننا، مشهد، ذاكرة، وردٌ على النافذة، مدافع الإفطار، انتحاري، دليلة وشمشون، ورطة، حزام أمان، نعش، خيانة، الشجرة، العصافير تعلمت النباح، صراع، مثقف الرصيف، أَدوار، صورة تشبهني، رنين، طفولة، تصاوير، حذاء، صعود ." ويذكر أن القاص والصحفي مهند صلاحات من مواليد مدينة نابلس عام 1981، ويقيم في العاصمة الأردنية عمان، قدم العديد من الدراسات والمقالات والأبحاث في الأدب والفكر والسياسية والثقافة وحقوق الإنسان والديمقراطية، كتب وشارك في كتابة مسلسلات درامية عربية، وله كتابات منشورة في العديد من الصحف والمجلات العربية ومواقع الإنترنت، منها : العرب القطرية، الدستور الأردنية، القدس العربي الدولية، الزمان الدولية، العرب اليوم الأردنية، الراية القطرية، الشرق القطرية، الأيام الفلسطينية، ويكتب بشكل دوري في مجلة رؤية الفكرية . وله كتاب " جدلية المثقف والسلطة والفقيه " قيد النشر، وحائز على جائزة ناجي نعمان الثقافية 2008 عن مجموعته القصصية " إلى أربع نساء " .سبق له أن عمل بمركز المسؤول الإعلامي للمركز العربي للخدمات السمعية البصرية - الأردن، المتخصص بإنتاج المسلسلات العربية التي كان أبرزها : الحجاج ، الطريق إلى كابول ، أبناء الرشيد " الأمين jo والمأمون " ، وحالياً يعمل محررا في صحيفة " ع " الأردنية، التي تصدر عن مؤسسة للمطبوعات والنشر، كما يعمل مستشاراً إعلامياً لشركة طارق زعيتر وشركاه للإنتاج الدرامي .