ماذا ينقصنا لكي يكون لدينا متحف رياضي يوفر رحلة تعليمية وتفاعلية استثنائية توثق أهمية الرياضة السعودية والاحتفاء بدور المملكة العربية السعودية رياضياً، واعتزازنا بالرياضة بصفتها نشاطاً ثقافياً أساسياً خاصة مع استضافة المملكة اليوم لأهم الأحداث العالمية مثل رالي داكار والفورمولا 1 وفورمولا E ونزال الدرعية ونزال البحر الأحمر بخلاف إرثنا الرياضي العريق بكرة القدم، فنحن أبطال آسيا ثلاث مرات وأبطال الخليج وأبطال العالم للناشئين 89 وغيرها من البطولات المختلفة في كل الألعاب. لماذا لا نتطلّع إلى بناء متحف يكون شاهداً على شغف السعودية الكبير بالرياضة وطموحها لإلهام المجتمع ودفعه لممارسة الأنشطة البدنية، وأن يكون أكثر حماساً واهتماماً بالرياضة ونحن اليوم في مرحلة رؤية 2030 ونطمح في رفع نسبة الممارسين للرياضة لتحقيق جودة الحياة. الاهتمام بالمتاحف اليوم أصبح مطلباً ثقافياً ودليلاً على حضارة المجتمعات، فقد باتت المتاحف مكانا يجمع بين الثقافة والتعليم والتراث والمعرفة والسياحة. تعد المتاحف أوعية حافظة لذاكرة المجتمع وتاريخه وموروثه الثقافي والاجتماعي، وتضطلع بدور مهم في غرس الشعور بالانتماء وترسيخ الهوية الوطنية؛ حتى للأطفال من خلال الزيارات الطلابية التي تنفذها المدارس مما يتيح للطلبة والطالبات فرصة تنمية تفكيرهم العلمي والإبداعي لتوعيتهم بالثقافة المتحفية وتزويدهم بالخبرة، وتثبيت الموقف التعليمي، وتعزيز البعد الحضاري لديهم، مما يسهم في إعداد أجيال واعية بتراثها الحضاري، تعتز به وتحافظ عليه. لذلك ينبغي على وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية إنشاء متحف رياضي متكامل ومجهز بشكل حضاري يحفظ المقتنيات ويعرض المواد التراثية والصور التاريخية التي تحكي تاريخ الحركة الرياضية بالمملكة، وتشجيع السياحة الرياضية المتحفية، وأفضل مكان له أن يكون بالقدية، فهو مشروع ترفيهي رياضي ثقافي سعودي يستحق أن يكون فيه متحف أولمبي رياضي. فقبل عامين، زار رئيس الفيفا السيد جياني إنفانتينو مبنى الاتحاد السعودي لكرة القدم، وأخذ جولة في متحف إنجازات الكرة السعودية، الذي كان صغيراً جداً داخل المقر ولا يرتقى لمكانة الكرة السعودية، وكذلك حديث رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل قبل أيام عن حضور الملك عبدالعزيز لمباراة في المنطقة الشرقية في عام 1947 أمر هام، ربما لا يعرف عنه الكثير ويحتاج لإبراز هذا الحدث، وأن المملكة مهتمة بالرياضة منذ عقود مضت؛ لذلك الحاجة اليوم ملحة لأن يكون لدينا متحف متكامل يشكل مركزًا وطنيًا ودوليًا يقوم بنشر المعرفة وتشجيع الأبحاث الأكاديمية وتسليط الضوء على تاريخ الرياضة وتراثها في مملكتنا الحبيبة.