تولي المملكة مرضى الزهايمر رعاية فائقة، وتهتم بكل تفاصيل حياتهم ومنحهم الخدمات التي يستحقونها، إذ شاركت السعودية دول العالم في الاحتفاء باليوم العالمي للزهايمر الذي يصادف ال 21 من شهر سبتمبر كل عام، بمنظومة من الأنشطة والفعاليات والحملات التوعوية والتثقيفية، التي تهدف لرفع مستوى الوعي لدى المجتمع بخطورة هذا المرض وطرق الحماية منه، حيث يعاني أكثر من مليون شخص في العالم من مرض الزهايمر، بينما بينت وزارة الصحة أنه يمكن للتعليم والتوعية عن المرض أن يقللا من خطر الإصابة بالزهايمر، وخاصة فيما يتعلق بترسيخ الرأي العام والمجتمعي القادر على تجاوز المصاعب التي يواجهها مريض الزهايمر، ويساعده على الاندماج في المجتمع. ويعتبر اليوم العالمي لمرض الزهايمر، حدثاً عالمياً يُنظم بدعم صناع القرار، بالتعاون مع منظمة الزهايمر الدولية بهدف رفع الوعي لدى المجتمعات بمرض الزهايمر، والذي يشارك فيه المختصون في المخ والأعصاب وأمراض كبار السن والشيخوخة والزهايمر والأمراض النفسية، لشرح ماهية مرض الزهايمر وأبعاده الصحية والنفسية ومراحله المختلفة، وسبل الوقاية منه والحد من انتشاره، فيما واكبت الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر هذا اليوم، بإطلاق حملاتها التوعوية التي تسعى من خلالها لإيصال ونشر الوعي عبر كافة القنوات المتاحة للجمهور العام، بكافة الوسائل المتاحة إلكترونياً، وتنظيم المحاضرات، إيماناً منها بأهمية الاحتفاء بهذا اليوم، وذلك برفع مستوى الوعي العام بمرض الزهايمر، من خلال تثقيف شرائح المجتمع المختلفة حول المرض، وتقديم الدعم والمساندة لمرضى الزهايمر، وتحسين المستوى الصحي والمعيشي لهم. ودعت الجمعية لمراعاة الأبعاد الإنسانية التي تتمثل في تعزيز التضامن المجتمعي مع معاناة مرضى الزهايمر، وضرورة دعم المجتمع لهم خاصة في ظل ازدياد عدد المصابين بهذا المرض، حيث تسعى الجمعية لتأمين العلاج والأجهزة المساندة لهذه الفئة الغالية، وتقديم الدعم والمشورة لعائلات المصابين ومن يقوم برعايتهم، حيث تضع في استراتيجيتها رفع مستوى الوعي العام بمرض الزهايمر، وتحسين المستوى الصحي والمعيشي لهم، والتعاون مع الجهات الحكومية والمستشفيات والجهات ذات العلاقة من أجل تطوير الخدمات والرعاية المقدمة للمرضى، بينما تسعى الجمعية لدعم الأبحاث والدراسات المتعلقة بهذا المرض، وتملك خطة متكاملة للتعاون المستقبلي مع جهات الاختصاص لتوفير أحدث الإمكانات والخدمات السريرية والمنزلية لمرض الزهايمر، وتطوير وتنمية مهارات العاملين في مجال رعاية مرضى الزهايمر؛ حيث تعد الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر أول جمعية متخصصة على مستوى الخليج العربي وأحد أهم وأحدث الجمعيات في العالم العربي التي تعنى بقضية الزهايمر. طريقة معاملة المرضى وفي إطار الاهتمام بمرضى الزهايمر وكيفية معاملتهم، نظمت وزارة الصحة فعالية تحت شعار "ذاكرة فضلكم لا تشيخ" بمناسبة اليوم العالمي لمرضى الزهايمر 2022، وذلك بالتعاون الجمعية السعودية لكبار السن، وجمعية واحة الوفاء، هادفة إلى التوعية عن أمراض الخرف والزهايمر، وشرح تفصيلي عن مفهومهما، والتغيرات التي تترافق معهما، إضافة إلى طريقة التعامل مع مريض الخرف والزهايمر، عبر طريق مجموعة من الوسائل التوعوية والأركان، إلى جانب إجراء فحص للذاكرة لنحو 120 من منسوبي "الصحة" الذين زاروا الفعالية، من خلال مجموعه من الاختبارات التشخيصية المعتمدة. وقدمت الإدارة المتخصصة لطب كبار السن في وزارة الصحة خدامتها عبر 10 مراكز وعيادات تخصصية، تتوزع في مجموعه من المدن الطبية في المملكة، حيث بلغ إجمالي عدد المراجعين لها خلال الربع الاول والثاني من عام 2022م ما يقارب 5000 مراجع و مراجعة. وفي السياق ذاته، أطلقت الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر حملتها التوعوية بعنوان "خلك أقرب يحسهم" بالتزامن مع الشهر العالمي للزهايمر، إذ تسعى الحملة إلى إيصال ونشر الوعي عبر كافة القنوات المتاحة للجمهور العام وبكافة الوسائل المتاحة إلكترونيًا، وتنظم في إطارها عدداً من المحاضرات يتم بثها مباشرة على برنامج زوم. وتهدف الحملة إلى رفع مستوى الوعي العام بالزهايمر عبر تثقيف المجتمع حول المرض, وتقديم الدعم والمساندة للمرضى وتحسين المستوى الصحي والمعيشي لهم من خلال تأمين العلاج والأجهزة المساندة, والدعم والمشورة لعائلات المصابين ومن يقوم برعايتهم، وتعزز التضامن المجتمعي مع معاناة المرضى، وأهمية دعم المجتمع لهم خاصة في ظل ازدياد عدد المصابين بهذا المرض، كما سيتم توقيع العديد من الاتفاقيات مع جهات مختلفة لخدمة المرضى وأسرهم, ضمن إطار الثقافة المجتمعية والتنمية المستدامة. رد الجميل وخصصت الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر برنامج «رد الجميل»، بالتعاون مع الشريك الخيري «جمعية إكرام المسنين» بعدة مناطق، للتوعية والتثقيف ورفع وعي مقدمي رعاية مرضى ألزهايمر خاصة والمجتمع كافة، وحرصاً منها على دعم مرضى ألزهايمر وذويهم من خلال الإسهام بالتوعية بكافة الوسائل المتاحة، بجانب التواصل مع الجمهور العام لتوعية وتعريف أفراد المجتمع بمرض ألزهايمر وأعراض، والوصول لمقدمي الرعاية في مختلف مناطق المملكة. وتضمنت ورشَ العمل؛ التي قدمتها أخصائي نفسي وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية شادية باعلي، ومقدم ومدرب معتمد من معهد هارتفورد لتمريض المسنين في جامعة نيويورك كلية روري مايرز للتمريض- محاضرة تناولت خلالها التعريف بمرض ألزهايمر ومراحله، وكذلك الطرق المثلى في التعامل مع مريض ألزهايمر، بينما تناول استشاري طب الباطنة وطب كبار السن ورئيس قسم أمراض كبار السن في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض الدكتور هاشم بالبيد، عدة محاور دارت حول أعراض مرض ألزهايمر وطرق الوقاية من المرض، وكذلك التغيرات السلوكية المصاحبة لمرض ألزهايمر، وكيفية التعامل مع التغيرات وطرق العلاج وطرق الوقاية. ويستهدف برنامج «رد الجميل»، الذي انطلق خلال عام 2017م، تدريب وتأهيل مقدمي الرعاية بدعم من الجهات الإشرافية والفنية (وزارة الصحة)، والجهة الإشرافية إدارياَ ومالياً للمركز الوطني للقطاع غير الربحي، وذلك بهدف تدريب مقدمي الرعاية من خلال مدربين ذوي خبرة سابقة ولهم باع طويل في تقديم الرعاية لذويهم من مرضى ألزهايمر، كما يهدف البرنامج أيضا إلى تدريب وتعزيز المهارات اليومية، وتقديم أهم الإرشادات الأساسية للتعامل مع مريض ألزهايمر مثل :العلاج التلطيفي، مهارات معرفة الألم، مهارات التغذية والغذاء، مهارات النظافة الشخصية، مهارات التعامل مع الأعراض العشرة، إستراتيجية مكانيكيات الجسد لمقدم الرعاية.
أنظمة مميزة للرعاية الصحية المنزلية فعّلت وزارة الصحة العديد من الأنظمة التي تخدم مرضى الزهايمر وغيرهم من المرضي الذين يحتاجون للرعاية المنزلية، وعلى رأسها نظامي "موعد" و"إحالتي"، ذولك في جميع أقسام الرعاية الصحية المنزلية بالمستشفيات والمناطق الخاص بتحويل المرضى، وذلك لسهولة الوصول لمستفيدي الرعاية الصحية المنزلية عن طريق هذين النظامين، لقبول المرضى في هذه الخدمة وفق الشروط التي وضعتها الوزارة وهي المرضى المنومين بالمستشفى، والمرضى غير المنومين: (مرضى الطوارئ، مرضى المراكز الصحية الأولية، مرضى الزهايمر، مرضى التأهيل الشامل)، إضافةً إلى وجود شخص قادر على رعاية المريض، وألاّ تزيد المسافة بين قسم الرعاية الصحية ومنزل المريض عن 70 كم، وكذلك توقيع المريض أو المسؤول عنه من عائلته بالموافقة على خدمة الرعاية الصحية المنزلية. وقالت الصحة إن العدد الكلي للزيارات التي قامت بها للمنازل بلغ 72330 زيارة، وعدد الزيارات الميدانية بلغ 62529 وذلك حتى منتصف العام 2022م، فيما بلغ عدد المرضى تحت الخدمة 44781 مريضاً في 22 منطقة ومحافظة بالمملكة، وبزيادة في عدد المرضى المسجلين بالخدمة بلغ 4351 مريضاً، كما بلغ عدد المستشفيات والمراكز التي تقُدم الخدمة لمرضى الرعاية المنزلية 242 مستشفى ومركزاً، وعدد الفرق الطبية 500 فرقة، مشيرة إلى أن الفئات المستفيدة من خدمات الرعاية الصحية المنزلية هم المرضى المنومون بالمستشفيات إذا كانت الحالة مستقرة أو تحتاج خدمات صحية بالمنزل، والمرضى غير المنومين وبحاجة لمتابعة صحية وتشمل مرضى الزهايمر ومرضى التأهيل الشامل، ومرضى العيادات الخارجية ومرضى الطوارئ، والطالب المعاق والمراكز الصحية. ولفتت إلى أن الخدمات المقدمة لمرضى الرعاية الصحية المنزلية تشمل التأهيل والعلاج الطبيعي المنزلي، والرعاية التنفسية المنزلية، والرعاية التمريضية المنزلية، والخدمات الاجتماعية المنزلية، والرعاية الطبية، وخدمات التغذية المنزلية، والخدمات الصحية المنزلية الافتراضية، والصحة النفسية المنزلية، وكذلك خدمات أخرى مساندة، وإدارة الأدوية.