القدرة على الفصل بين العاطفة والعمل خصلة مهمة جدًا في البشر، سواء في العلاقات الإنسانية أو العملية، وهي ليست بالسهلة نهائيًا، فنحن بشر نحب ونكره، ونميل إلى أشياء أكثر من غيرها، فما الحل في ذلك؟ في فترات سابقة، كنا نردد احتياجنا لحكام من المريخ، واليوم ذهبنا لما هو أبعد من المريخ باحتياجنا لمحكمين من مجرة أخرى. كل ذلك بسبب الميول، ولكن هل الميول تهمة أو جريمة؟ وهل الميول تقلل من قيمة الفرد العلمية والعملية؟ الجواب بالطبع لا، فجميع المواطنين ذوي الكفاءة بإمكانهم خدمة وطنهم كلٌ في مجاله، ولكن عدم الفصل ما بين الميول والواجب هو الجريمة الكبرى، فتطبيق الواجب وقول الحق- حتى وإن كان عكس ميل القلب- هو الأحق، وعنده يجب أن تصبح الميول أمرًا ثانويًا، ولكونك بشرًا قد تغلبه العاطفة في بعض الأحيان، فعندها الأولى بك التنحي وترك الأمر لمن لديه القدرة، ولكن من هو المسؤول عن تحديد طغيان ميول الشخص على المسؤولية؟ هل هي تغريدات قديمة، قام بنبشها من لا تستطيع تحميله مسؤولية مراقبة قدر من الماء المغلي؟ أم مسؤول له القدرة والخبرة في تقييم الأمور للنظر في خبرة وتاريخ الشخص؟ الميول شماعة تستخدم في اللحظة التي يكون فيها القرار عكس مايريده أحد الأطراف، فعندها سيتم شيطنتك وتجريمك من مشجع متعصب أو إعلامي متلون أو مراهق قليل التربية، عندما تقرر معاقبته يقولون لك (لاتحط عقلك بعقل طفل).. لندخل بعد ذلك في معضلة، من أين نأتي بمن يتحمل المسؤولية بعد أن أصبح الأمر منفرًا لذوي الخبرات والقدرات؟ لابد من العودة إلى المربع الأول، وهو ضعف تكوين الفكر الرياضي؛ لذلك قد تجد تغريدات وتصريحات قديمة لشخص ما مشهود له باحترافيته، ولكنه يرى أن ما قاله أو غرد به أمر عادي، يدخل تحت مصطلح الطقطقة. بُعد آخر.. أن تصنف نفسك كإعلامي فذلك يعني أن تعي ما تكتب لافتراض تمكنك من المفردة واستخداماتها ومعانيها، كما عليك أن تكون صريحًا بعيدًا عن الهمز واللمز والسخرية، فإذا كنت عكس كل ذلك وعدت معتذرًا (استباقيًا) بأنك لم تكن تقصد ما تقول، فذلك أمر غير مقبول، فلايوجد شخص (فما بالك بإعلامي) لا يعي ما يقول أو يكتب إلا من رُفع عنه القلم.