بتجربة المملكة الملهمة ، وبخارطة طريق واعدة بالتقدم ، يختتم مؤتمر "مستقبل التحلية" يومه الثالث والأخير لأعماله التي انطلقت الأحد في الرياض، بحضور وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، ووزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريّف، وعددٍ من السؤولين. وشهد المؤتمر أمس الاثنين عددا من الجلسات بمشاركة عددٍ من الحضور وممثلي الجهات، كالبنك الدولي وشركة أكوا باور، والشركة السعودية لشراكات المياه، وغيرهم ، وتناولت الجلسة الأولى -تقنية تحلية المياه- أهمية تخفيض تكلفة تحلية المياه، مع ضرورة مواجهة قضايا المجال. مع تسخير ألمع العقول والخبرات لإيجاد أمثل الحلول في سبيل تحقيق ذلك ،وأكد المدير العالمي للمياه في البنك الدولي ساروج كومار ، أهمية مشاركة الدول به، وأن تحلية المياه أصبحت جزء من محفظة الدول في البنك. من جانبه نوه الرئيس التنفيذي لشركة "أكوا باور" بادي بادماناثان، بجهود المملكة التي حققت قفزة نوعية في المجال، ومواجهتها للقيود التي فرضتها المياه على الدول. وفي جانب الطاقة في المجال، تحدث بادماناثان عن وجوب العمل على تقليل التكاليف في الطاقة، مع أهمية إعطاء القطاع الخاص المساحة والمرونة في الإبداع والتطور. كما تحدث الرئيس التنفيذي للشركة السعودية لشراكات المياه المهندس خالد القريشي عن التقدم الكبير الذي تشهده المملكة في المجال، مشيرا إلى الاستراتيجية الوطنية للمياه، واسهامها في ترسيخ المرونة للقطاع الخاص. كما نوقشت العديد من الحلول في المجال، وكيفية بناء بنية تحتية للابتكار، وتحقيق الاستفادة منها. وتناول نائب رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للابتكار الدكتور كيفن كولين، دور الجامعات ومركز الابتكار بشأن الفرص والتحديات. ثم انطلقت 3 جلسات متزامنة حول جواني عدة منها الابتكارات، وكفاءة الطاقة في التوازن بين الوصول الى الحياد الصفري والاهداف التي تم وضعها في تحلية المياة، واستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في التحلية لمراقبة الاستخدام. اتفاقيات وجائزة وكانت جلسات اليوم الأول للمؤتمر، قد تناولت الرؤى التمهيدية المستقبلية ولا سيما في الاستفادة من التكنولوجيا والعطاءات العلمية، إضافة إلى إبرام اتفاقيات تعطي لمستقبل التحلية آفاقًا جديدة من البحث والرؤى والابتكار. وتناول محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس عبدالله بن إبراهيم العبدالكريم، أعمال المؤسسة والفرص المتاحة كانخفاض تكلفة إنتاج المتر المكعب إلى 0.30 سنت للمكعب الواحد، خصوصًا وأن المملكة توصلت إلى تكاليف لا تتجاوز ال 0.40 سنتًا للمتر المكعب، والإمكانية الحالية لإنتاج المتر المكعب لأغراض الزراعة بما يصل ل 0.15 سنت، أعقبه المهندس طارق الغفاري، مدير إدارة مشاريع الكفاءات المحلية بالمؤسسة ، متحدثًا عن المياه في الفضاء كأحد الطموحات المستقبلية، والتي يتخذها المؤتمر شعارًا لانعقاده.واحتفت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أثناء المؤتمر بالإعلان عن منظومة إنتاج المياه المحلاة بالجبيل (المرحلة الأولى)، والتي تجاوز عمرها التشغيلي أكثر من 43 عامًا، بعد دخول منظومة إنتاج المياه المحلاة بالجبيل (المرحلة الرابعة) في الخدمة بسعة إنتاجية 400 ألف متر مكعب يوميًا والتي هي إحدى مبادرات المؤسسة لرفع كفاءة الأصول. وفي ظل الاهتمام الذي توليه رؤية المملكة 2030 لجانب البحث والابتكار بشكلٍ عام، وبشكلٍ خاص في مجال تحلية المياه؛ أعلنت المؤسسة عن إطلاق "الجائزة العالمية للابتكار في التحلية"، والهادفة إلى التشجيع على الابتكار لمواجهة التحديات التي يشهدها مجال التحلية ، واستقطاب ألمع العقول ورواد الأعمال والباحثين لتقديم الحلول المبتكرة للجوانب المختلفة في المجال، وسيتم الإعلان لاحقًا عن الجدول الزمني لاستلام طلبات المشاركة في النسخة الأولى للجائزة.