تم مؤخرا كشف النقاب عن جزء من القصر العظيم الأسطورى " قصر القسطنطينية ) الذى حكم منه أباطرة الرومان والبيزنطينين منطقة المتوسط، نتيجة حفريات بدأت قبل 11 عاما . وبنى قسطنطين الأول القصر العظيم الذى وسعه بعده الأباطرة، وهو مجمع ضخم يرتفع على ستة مستويات وعشرة هكتارات من كاتدرائية آيا صوفيا إلى بحر مرمرة . ويعمل فريق من علماء الآثار منذ 1997 فى منطقة عسكرية سابقة تمتد على 17 ألف متر مربع قرب آيا صوفيا . وهذا الفريق الذى يضم 20 خبيرا يساعدهم عشرات العمال نبش بعناء كبير جزءا من القصر يعود إلى عهد قسطنطين الأول . ويقول عالم الآثار محمد ايرانجى : " مستوى الأرض هنا ارتفع كثيرا، فى السنوات السبعين أو الثمانين الأخيرة ارتفع المستوى مترا ونصف المتر إلى مترين، وللوصول إلى الطبقات البيزنطية اضطررنا إلى القيام بحفريات بعمق سبعة أو ثمانية أمتار ". ويضيف " هذا زاد من تعقيدات عملنا خصوصا وأن علينا أن نحفر فى أماكن ضيقة جدا بين جدران قصر العدل العثمانى الذى بنى عام 1854 فى الموقع ومن ثم اجتاحه حريق فى 1933 بيد أن أساساته الضخمة المصنوعة من الحجارة تتداخل مع الآثار البيزنطية ". ومن الآثار التى عثر عليها بوابة " شالدكه " الضخمة ووسيلة التواصل الوحيدة بين القصر والعالم الخارجى وقاعات مقببة من قصر قسطنطين وحمامات وجدران عائدة إلى القرنين السابع والتاسع وفيسفاء من القرن الخامس وآثار كنيسة وحوالى 60 هيكلا عظميا . وسيفتح الموقع أمام الجمهور بحلول نهاية السنة الحالية، ويقول ايرانجى أن الناس سيتمكنون من التنزه فوق الآثار عبر شبكة من الجسور المعلقة . وفى حين ألقى الباحثون الضوء على جزء من القصر يبقى القسم الأكبر منه محاطا بالألغاز ويسعى بعض الخبراء القلائل وبعض الباحثين عن الكنوز لمعرفة خفاياه . وأمضت المؤرخة الايطالية يوجينيا بولونييزى 18 عاما تجرى أبحاثا عن القصر العظيم وقد زارت كل الأقبية والمستودعات والتجويفات فى الحي . وتدلنا بولينييزى إلى شبكة من الأنفاق التى كانت تربط مرفأ بوكوليون الإمبراطورى على بحر مرمرة بآيا صوفيا وقبة كنيسة نصف مطمورة تعود للقرن السادس وفى قبو أحد باعة السجاد إلى نافورة مكسوة بالنقوش الجدارية . وتقول يوجينيا " فى روما كل شيء جاهز كل شيء واضح لكن فى القسطنطينية كل شيء محاط بالألغاز ويثير الشغف . وأظن أن هذا مفتاح الاستمتاع بالقصر فعلا ".